روسيا تهدد بتدمير درعا بعد فشل المفاوضات

04 يوليو 2018
الوضع الانساني يتفاقم في درعا (أحمد المسلمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تعرض العديد من مدن وبلدات الريفين الشرقي والغربي في محافظة درعا، لقصف مكثف من جانب الطيران الحربي الروسي، إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي من جانب قوات النظام السوري، وذلك فور الإعلان عن فشل المفاوضات بين وفدي روسيا وفصائل المعارضة التي جرت لوقت قصير بعد ظهر اليوم الأربعاء.


وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي الروسي قصف بلدة صيدا بالقرب في الريف الشرقي، إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي طاول المدينة ذاتها، واستهدف أيضاً بلدة النعيمة، قرب مدينة درعا.

في المقابل، شن مقاتلو المعارضة هجوماً معاكساً على قوات النظام في بلدة نوى، واستعادوا السيطرة على تل السمن، فيما تحتدم المعارك في بلدة طفس المجاورة.


وقالت مصادر محلية إن الروس أصروا خلال المفاوضات على تسليم السلاح الثقيل من جانب الفصائل كبادرة حسن نية، الأمر الذي رفضه وفد الفصائل، مطالباً بانسحاب قوات النظام من البلدات التي دخلها كبادرة حسن نية، وهو ما رفضه الروس. وعندها تعالت، بحسب المصادر، الأصوات في مكان الاجتماع، وهدد الروس باستهداف درعا بأربعين طائرة قبل أن ينسحب الوفدان من الجلسة، ليلي ذلك مباشرة قصف مكثف على بلدة صيدا بالبراميل المتفجرة.

وكانت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب السوري" قد أعلنت فشل المفاوضات مع روسيا، التي عقدت بعد ظهر اليوم في مدينة بصرى الشام جنوبي البلاد.

وقالت الغرفة في حسابها على "توتير" إنه "خلال انعقاد جولات التفاوض تواصل مليشيات الأسد وإيران ممارستها العنجهية، عبر قصفها براجمات الصواريخ بلدة صيدا، والثوار يردون باستهداف مصادر النيران"، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة صدّوا محاولات قوات النظام التقدم على محور تل السمن شمال مدينة طفس في غرب درعا، في ظل قصف مدفعي وصاروخي مكثف يستهدف المدينة.

وفي بيان لاحق، قالت غرفة "عمليات الجنوب" "نسعى لتفاوض يضمن حقوق أهلنا، وخاصّة الثّوار وكرامتهم، فثورتنا كانت لأجل الحرّيّة والكرامة ونحن نسعى لاتفاق شامل وخارطة طريق تضمن حلّاً للوضع الراهن لحين إيجاد حل شامل على مستوى سورية... ولا يمكن أن يتم التفاوض بلغة الحرب والتهديد. نطالب برعاية أممية للمفاوضات".


وكانت مصادر محلية قد ذكرت لـ"العربي الجديد"، قبل انعقاد الجلسة، إن روسيا تستعجل الوصول إلى نتائج، ما يعني أن الجولة قد تكون الأخيرة، في ظل تواصل التباعد بين الطرفين بشأن النقاط المطروحة على جدول الأعمال.

وكان وفد المعارضة قد قدم مقترحات إلى الجانب الروسي في جلسة أمس التي استمرت حتى فجر اليوم، وصفت بأنها تشكل خريطة طريق للوضع في جنوب سورية، إلى حين إيجاد حل شامل للوضع في سورية.

وقالت مصادر في المعارضة إن المقترحات تتضمن "وقف الأعمال القتالية في الجنوب فوراً، وعدم دخول قوات النظام والأمن إلى مناطق المعارضة، والبدء بتسليم السلاح الثقيل بصورة تدريجية، بالتزامن مع عودة الأهالي إلى القرى والبلدات في الجنوب، وفتح معبر نصيب مع الأردن بإدارة مدنية وتأمين من الشرطة الروسية، إضافة إلى تشكيل قوى مركزية بالسلاح المتوسط لمساندة القوة المحلية".

كذلك تضمنت المقترحات تسليماً تدريجياً للسلاح الثقيل للشرطة العسكرية الروسية وانسحاب النظام من البلدات التي سيطر عليها مؤخراً، وعودة مؤسسات الدولة للعمل في الجنوب ضمن إدارة أبناء المنطقة، والحصول على ضمانات أردنية تقضي بعدم قيام النظام باعتقال المنشقين والملاحقين. كذلك طالبت المعارضة بأن تسمح روسيا بخروج من لا يرغب في الاتفاق باتجاه الشمال السوري، وذلك بعد أن وافقت روسيا على خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى الشمال السوري.

كما وافقت الفصائل على أن يبقى الطريق الحربي الممتد من معبر نصيب إلى السويداء بيد قوات النظام. وطالبت أن يشمل الاتفاق الجنوب السوري كاملاً، أي محافظتي درعا والقنيطرة.
لكن روسيا عاودت طرح الشروط ذاتها التي قدمتها للفصائل سابقاً، وتشمل تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، على أن تضمن عودة الأهالي إلى بيوتهم ومناطقهم، ومن ثم تسوية أوضاع المنشقين وانضمامهم إلى الفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا.



ورجّحت مصادر محلية أن يتواصل القتال الآن بعنف، بعد الإعلان عن فشل المفاوضات، في محاولة من النظام وروسيا للضغط على الفصائل، من أجل القبول بالشروط المعروضة عليهم لتسوية الوضع في الجنوب، على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية، في ظل رفض واسع من جانب معظم الفصائل والفاعليات الأهلية لهذه الشروط.

المساهمون