أخذ الخلاف بين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة والمدرّب وحيد حاليلوزيتش منعرجا جديدا قد يكون حاسما، بعدما انتشر خبر مفاوضة الأول للمدرب الإيطالي تراباتوني عبر تصريحات للمدرب العجوز نشرتها جريدة الهداف الجزائرية قبل يومين، مترافقة مع زيارة غريبة للمدرّب الفرنسي كريستيان غوركوف إلى الجزائر دون توضيح أسبابها للإعلام.
وكشف مصدر بالاتحاد الجزائري لـ "العربي الجديد" أن روراوة اتصل فعلا بالمدرب تراباتوني في وقت سابق، وما قاله المدرب الإيطالي قبل يومين صحيح، غير أن رئيس الاتحاد الجزائري وقتها لم يكن يهدف سوى لاستغلال اسم تراباتوني من قائمة المدربين العالميين لإحراج حاليلوزيتش حين اشتد الخلاف بينهما، وليبعث له برسالة مفادها بأنه (روراوة) قادر على جلب أفضل مدرب للإشراف على المنتخب الجزائري، غير أن روراوة في الحقيقة لم يتحمس كثيرا لتراباتوني لتقدمه في السن.
ولم تكد تصريحات تراباتوني تهدأ حتى تفاجأ حاليلوزيتش بمدرب لوريون الفرنسي يطوف في أرجاء المركز التقني لتحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى بالجزائر العاصمة دون أن يخبره أحدا بقدوم هذا المدرب ولا حتى عن خلفيات هذه الزيارة، وبدا واضحا من خلال تغيّر ملامح حاليلوزيتش ، بأن الصدمة كانت كبيرة على مدرّب المنتخب الجزائري، كونه اعتبر ما حدث استفزازا وإهانة لشخصه.
روراوة استبق الأحداث وروّج للطرح القاضي بأن قدوم غوركوف لا علاقة له بتحديد مصير العارضة الفنية للمنتخب الأولمبي وليس الأول، ولم يكن لهذا الطرح أن يمحي علامات الغضب على محيا المدرب حاليلوزيتش الذي كان متواجدا بالمركز خلال زيارة المدرّب الفرنسي كريستيان غوركوف، فقد انتبه كل من كان حاضرا لحال المدرب وهو يتلقى رسالة من رئيسه تقلل من شأنه وتستفزه وتعلن له ضمنيا بأنه خارج حسابات الاتحاد في فترة ما بعد المونديال.
ما حدث يؤكد شروع روراوة فعلا في التفاوض مع بعض المدرّبين الأجانب لخلافة وحيد حاليلوزيتش بعد المونديال على غرار المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني الذي أكد أول أمس تلقيه عرضا رسميا من رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهو عرض قدم له قبل شهرين، لكنه يعني أن روراوة اتخذ قراره بعدم تجديد عقد المدرّب الحالي حتى لو يتمكن هذا الأخير من تحقيق ما عجز عنه من سبقه خلال المشاركات الثلاث في المونديال، ونعني بذلك تجاوز الدور الأول.
وفي السياق ذاته، أعلن عضو من مكتب الاتحاد الجزائري لكرة القدم بأن كريستيان غوركوف لن يدرّب المنتخب الأول، مضيفا بأن رئيس الاتحاد اختاره فعلا من أجل تدريب المنتخب الأولمبي مدفوعا بقناعة أنه لا جدوى من الاعتماد على التقنيين الجزائريين لتولي مهام تدريب المنتخبات الوطنية، مفضلا المراهنة على الكفاءة الأجنبية.
من ناحيته قال الإعلامي عدلان شويعل من جريدة "الهداف" الجزائرية أن الفصل الجديد من خلاف روراوة وحاليلوزيتش سيكون له انعكاسات سلبية على المنتخب، حسب اعتقاده، موضحا "أنا على يقين بأن حاليلوزيتش يدرك بأن روراوة لا يريد بقاءه بعد المونديال، لكن أن يأتي القرار من رئيس الاتحاد نفسه وبطريقة تحمل رائحة الإهانة، فهذا ما لن يتقبله المدرب"، مضيفا "نتذكر جميعا أن حاليلوزيتش لم يكن متحمسا لتمديد العقد بسرعة واشترط إرجاء ذلك إلى ما بعد المونديال، ولنقل أنه استغل انتصارات المنتخب في تصفيات المونديال ليظهر بأنه سيتفاوض من موقع قوة، وكان ذلك الخطأ الذي ارتكبه، واليوم فإن رئيس الاتحادية يريد أن يروّج بأن هو من استغنى عن فكرة تمديد عقد حاليلوزيتش."
ولفت شويعل الانتباه إلى الغموض الذي يلف تصرفات رئيس الاتحادية وكأنه يريد "تعذيب" حاليلوزيتش نفسيا، موضحا "حين حضر غوركوف إلى مركز سيدي موسى مرفقا برئيس الاتحادية، قدمه روراوة لأعضاء الطاقم الفني، وحين صافح غوركوف نائب المدير الفني الوطني وهو توفيق قريشي قدمه روراوة على أنه مدرب المنتخب الأولمبي"، متسائلا "كيف نفسر ترويج رئيس الاتحادية للطرح القائل بأنه جلب غوركوف لتدريب المنتخب الأولمبي ثم يقدم توفيق قريشي على أنه مدرب الأولمبيين في الوقت الراهن؟"