وحذّر روحاني، في تصريحات خلال لقاء جمع أعضاء حكومته مع المرشد الإيراني علي خامنئي، بمناسبة أسبوع الحكومة في التقويم الإيراني، اليوم الأربعاء، من أنّ تصفير صادرات بلاده من النفط يعرّض أمن الممرات المائية الدولية للخطر.
وقال إنّ "القوى العالمية تعلم أنه إذا ما تم فرض حظر شامل على النفط الإيراني وتصفير صادراتنا النفطية، فلا يمكن أن تنعم الممرات المائية الدولية بالأمن كالسابق". وأضاف روحاني أنّ "الضغط الأحادي على إيران لن يضمن الأمن في المنطقة والعالم".
ووصف الرئيس الإيراني العقوبات الأميركية على بلاده بأنّها "إرهاب يستهدف جميع مكونات الشعب الإيراني من الأطفال والنساء والرجال"، مؤكداً في الوقت عينه أنّ إيران "صامدة في مواجهة الضغوط الأميركية"، معتبراً أنّ "أميركا كقوة ناقضة للاتفاقيات أصبحت منعزلة في العالم".
وحول الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى الكبرى، قال روحاني إنّ إيران اختارت "مساراً صحيحاً بتقليص التعهدات"، قبل أن يؤكد أنّ "صبرنا له حدود ولا يمكننا أن ننفذ كامل تعهداتنا بينما بقية أطراف الاتفاق النووي لا تفي بالتزاماتها".
وفي السياق، هدد الرئيس الإيراني بأنّ طهران "ستواصل هذا المسير (تقليص التعهدات) في حال فشلت المباحثات مع مجموعة 1+4"، لكنّه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ "نجاح المباحثات من شأنه أن يغير الظروف"، في إشارة إلى عودة بلاده إلى تنفيذ كامل تعهداتها النووية التي قامت بتقليصها في مرحلتين، خلال الشهور الماضية، بينما تهدد بأنها ستنفذ المرحلة الثالثة أيضاً بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الثانية، في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي السياق، أكّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، في تصريحات بمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام في السويد، أنّ الخطوات التي ستتخذها إيران خلال تنفيذ المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها "ستكون أقوى من الخطوات السابقة"، قائلاً "أبلغنا أوروبا بخياراتنا".
ودعا ظريف الأطراف الأوروبية إلى تنفيذ تعهداتها "الاقتصادية" تجاه الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنّ "إيران ستعود عن التقليصات خلال ساعة في حال وفت أوروبا بالتزاماتها وإن لم تفعل ذلك أميركا".
وأوضح ظريف أنّ "أوروبا قدمت 11 تعهداً لإيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مجالات شراء النفط والاستثمار في إيران والمبادلات المالية والمصرفية وغيرها"، مشدداً على ضرورة تنفيذ أوروبا لهذه التعهدات للحفاظ على الاتفاق النووي.
وتابع "لا نريد الانسحاب من الاتفاق النووي لأنّه اتفاق جيد"، معتبراً أن أسوأ السيناريوهات حول مستقبل هذا الاتفاق والمنطقة هو "الحرب"، مضيفاً في الوقت عينه أنّ "أفضل السيناريوهات ليس عودة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب إلى الاتفاق النووي بل أن تستيقظ بقية أطراف الاتفاق النووي بشأن هذا التهديد".
Twitter Post
|
واعتبر ظريف أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي "مصدر التوترات" بالخليج، محذراً من أنّ "التدخل الأجنبي يهدد الأمن الإقليمي"، داعياً في الوقت ذاته دول الخليج إلى وقف شراء الأسلحة من الغرب.
وخاطب ظريف هذه الدول بالقول إنّ "شراء الأسلحة من الغرب وإنفاق المليارات على ذلك لن يحقق لها الأمن"، داعياً إلى "الاتفاق على القيام بإجراءات لبناء الثقة في المنطقة لضمان حرية الملاحة فيها"، من دون أن يوضح طبيعة تلك الإجراءات التي من الممكن أن تبني الثقة بين دول الخليج.
خامنئي يحمّل بريطانيا مسؤولية تطورات كشمير
وفي تصريحات له، خلال استقباله أعضاء الحكومة الإيرانية، تطرّق المرشد الإيراني علي خامنئي إلى تطورات الأوضاع في إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند، داعياً نيودلهي إلى "اتباع سياسة منصفة تجاه سكان كشمير الشرفاء وعدم التعامل معهم بالقوة".
وحمّل خامنئي بريطانيا مسؤولية ما يجري في كشمير، والخلافات الهندية الباكستانية، قائلاً إنّ "كل ذلك نتيجة سياسات بريطانيا الخبيثة خلال انسحابها من شبه القارة الهندية"، مضيفاً أنّ "البريطانيين قد أوجدوا هذا الجرح في المنطقة بالتعمد بغية مواصلة الاشتباكات والمواجهات في كشمير".
وأحدث توقيف بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق، في الرابع من يوليو/ تموز الماضي، أزمة ناقلات بين الطرفين، لتهدد إيران بعد ذلك باحتجاز ناقلة بريطانية ما لم تفرج عن ناقلتها، ونفذت تهديداتها في التاسع عشر من الشهر الماضي بتوقيف الناقلة البريطانية "ستينا إمبيروا" في مياه مضيق هرمز، إلا أن السلطات الإيرانية عزت هذه الخطوة إلى انتهاك الناقلة قوانين الملاحة البحرية العالمية.
ودعا خامنئي الحكومة الإيرانية إلى مواجهة المشاكل الاقتصادية في إيران من خلال "وقف الاعتماد على صادرات النفط" و"ازدهار الإنتاج الداخلي".
وخاطب خامنئي الحكومة بالقول "أحياناً أسمع تصريحات فيها ملامح الخوف من العدو"، مشدداً على أنّه "لا ينبغي أن نخشى من العدو لأنه فعل كل ما بوسعه منذ بداية الثورة إلى الآن ولم يحقق أي شيء".
وتابع أنّ "أميركا وأوروبا والاتحاد السوفييتي السابق فعلوا كل شيء خلال الأربعين سنة الماضية ضد الجمهورية الإسلامية"، مضيفاً أنّه في "الأربعين سنة المقبلة ستنعم إيران بوضع أفضل وأعداؤها بوضع أسوأ".