جاء تعيين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، للمحامي روبرت أوبراين في منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، خلفاً لجون بولتون المقال، في مرحلة مفصلية تواجهها إدارة ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع تحدي النظام الإيراني.
أوبراين، الذي عمل مبعوثاً رئاسياً لشؤون الرهائن برتبة سفير وركز نطاق عمله مؤخراً على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في مناطق النزاع مثل سورية واليمن، ساعد ترامب الشهر الماضي على إطلاق سراح مغني الراب الأميركي، راكيم مايرز، الذي أوقفته السلطات السويدية بانتظار نتيجة الحكم القضائي في قضية اعتداء بارزة ضده. وهذا كان ربما من العوامل التي ساعدت على اختياره لأن ترامب ارتاح في التعامل معه في قضية كانت خدمة لمصالح الرئيس الشخصية وليس لها أي أثر على الأمن القومي الأميركي.
وكتب ترامب على تويتر "يسعدني الإعلان عن أنني سأسمي روبرت أوبراين، الذي حقق الكثير من النجاحات في منصب المبعوث الرئاسي الخاص بشؤون تحرير الرهائن في وزارة الخارجية، كمستشار جديد للأمن القومي. لقد عملت مع روبرت بجدّ ولوقت طويل، سوف يقوم بعمل رائع!".
Twitter Post
|
عمل أوبراين سابقاً مستشاراً للسياسة الخارجية في حملة المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري، ميت رومني، خلال انتخابات عام 2012. كان أيضاً مراقباً مدنياً في جلسات الاستماع التمهيدية لمحاكمة العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 خالد شيخ محمد والتي جرت بقاعدة غوانتانامو في كوبا في يونيو/حزيران 2014، بالإضافة إلى مشاركته في فريق أميركي غير حكومي لمراقبة الانتخابات البرلمانية الأوكرانية في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
كما خدم أوبراين في منصب ممثل الولايات المتحدة المناوب في الدورة الستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في عامي 2005-2006 خلال الولاية الثانية للرئيس الأسبق جورج بوش الابن. وعمل كمسؤول قانوني بين عامي 1996 و1998 في لجنة التعويضات في جنيف التي أنشأها مجلس الأمن الدولي والتي كانت معنية بمتابعة الملف العراقي في أعقاب حرب الخليج الأولى.
وبما أن منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض لا يحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ، يمكن لأوبراين بدء عمله فورا، وهو المسؤول الرابع الذي يتولى هذا المنصب بعد مايكل فلين وهربرت رايموند مكماستر وجون بولتون. تعيينه يعكس استمرار رغبة ترامب بتعيين أوفياء له لا يعارضون سياساته، على الرغم من كونه غير معروف في أوساط مسؤولي الأمن القومي في واشنطن وليس لديه خبرة في التعامل مع التحديات الخارجية التي تواجهها إدارة ترامب. لكن أولوية ترامب، لا سيما مع انطلاق الحملة الرئاسية، اختيار فريق عمل يرتاح في التعامل الشخصي معه، لا سيما أن منصب مستشار الأمن القومي يتطلب تواصلا يوميا مع الرئيس.
كما أن أوبراين سيكون أكثر ولاء ووفاء لترامب ولن يخوض معارك جانبية مع أعضاء أخرين في الإدارة كما فعل بولتون، ومواقفه تصب في نفس خانة الصقور بين الجمهوريين لكن بدون أيديولوجية أو رغبة بالمواجهة أو الحرب، وهذا تحديداً ما يريده ترامب.
في كتاب نشره عام 2016 تحت عنوان "بينما تنام أميركا: استعادة القيادة الأميركية لعالم في أزمة"، اعتبر أوبراين أن كلاً من روسيا والصين وإيران "قوى استبدادية" لديها "رؤى خاصة للهيمنة على الشرق الأوسط". وانتقد في كتابه الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران، مشيراً إلى أن إيران هي "عدو أميركا اللدود".
ولفت إلى أن النظام الإيراني "نظام ثوري ملتزم بتغيير معالم الشرق الوسط بأكمله وتدمير حليفة أميركا الرئيسية في المنطقة إسرائيل". كما اعتبر أن "ليس هناك بكل بساطة أدلة لدعم فكرة أنه يمكننا الثقة بإيران الثورية للتخلي عن الهدف الطويل الأمد بتطوير سلاح نووي"، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة.
كما انتقد رغبة أوباما بالتحاور مع "أعداء أميركا" مثل حركة "طالبان"، وهذا موقف يتعارض مع موقف ترامب الذي يسعى لإنهاء التورط الأميركي في أفغانستان.