تقف هذه الزاوية مع مصمم غرافيك في أسئلة سريعة حول خصوصيات صنعته ومساهماته في الثقافة البصرية العامّة للإنسان العربي.
■ كيف بدأت حكايتك مع التصميم الغرافيكي أو كيف أصبحت مصمّماً؟
- كان ذلك منذ دخولي الجامعة عام 1991 والتحاقي بـ"أكاديمية الفنون" في بغداد، بقسم التصميم تحديداً، ثم تخصّصت في المرحلة الثانية في التصميم الداخلي، وبعد التخرّج عام 1995 عملتُ في مجال الديكور والعمارة والغرافيك، ثم اتجهت إلى التصميم الغرافيكي بحكم العمل الوظيفي منذ 2000، كما عملت في مجال تصميم المواقع والرسم الفني.
■ هل تعتقد أن هناك لغة أو هوية تصميمية عربية خاصة، تعكس ثقافات وهوية المجتمعات العربية اليوم؟
- الحقيقة أن أغلب التصاميم تخلو من الهوية العربية، بالرغم من أن جميع البلدان العربية تمتلك إرثاً يعود إلى حضارات غنية بمفرداتها ورموزها. للأسف، فإن المصمم، مثله مثل الزبون، يتجه إلى هويات غربية لاعتقاده بأنها متطورة ومواكبة للعصر، أو هو نوع من التشبث ببعض الصيحات العالمية والإقبال عليها دون الالتفات إلى كونها بعيدة عن الهوية العربية. بعض المصممين يختصر الهوية العربية في الخط العربي وحده، والذي له جماليات لا تُنكَر، لكن هذا ليس كافياً ليمثل الهوية العربية في مجملها.
■ هل يمكن تشبيه التصميم بالعمارة، بمعنى أننا نسكن اليوم في فضاء يصنعه المصمّمون؟
- التكوين المعماري هو تصميم بحدّ ذاته. الفضاءات الجميلة تخلق بيئة محفزة للعمل أو مريحة للسكن. وبشكل عام، فإن جميع مجالات التصميم مترابطة في ما بينها، فالعمارة لا تخلو من الديكور أو التصميم الصناعي أو الطباعي، وعندما يكون الفضاء ملهماً لباقي المجالات يكون العمل سهلاً وممتعاً، ومن ذلك عمل المصمّمين.
■ كيف تنظر إلى التصميم الغرافيكي، وهل تعتبره فناً أم صنعة، ولماذا؟
- هو قبل كل شيء فن، والصنعة هي ما يكمّل التصميم الجيد ليعبّر عن الأفكار والمفاهيم بأسلوب ممتع، فالمصمّم يقوم بعمله بدمج قوة الفكرة مع دقة التنفيذ. التصميم عملية ابتكار لحل مشكلة بأسلوب إبداعي.
■ ما هي أبرز التحدّيات التي تواجه عملك كمصمّم؟
- التعامل مع الثقافات والأذواق المختلفة. هناك أيضاً تحدّي عامل الوقت الذي يُعتبر من أصعب التحديات، لأن غالبية الأعمال لها مواعيد تسليم، في بعض الأحيان تكون قريبة.
■ المسؤولية الاجتماعية للمصمّم، كيف تراها؟
- لا يخلو مكان من عمل مصمّم. أعتقد أن المصمم له دور كبير في التثقيف البصري للمجتمع وله دور مهم في تطوير ذائقة المتلقّي وزيادة الوعي للتمييز بين السلبي والإيجابي.
■ كيف تعلّق على غياب ظاهرة المصمّم الملتزم بقضايا مجتمعه واكتساح ظاهرة المصمّم التجاري أو ذلك الساعي إلى العمل لصالح الشركات والمؤسسات الكبرى؟
- العمل التجاري مطلوب للمصمّم، لكن على ألا يكون على حساب الالتزام بقضايا مجتمعه ومستواه الفني.
■ ماذا أبقت برامج التصميم الإلكترونية للعمل اليدوي، مقارنة بالسبعينيات والثمانينيات مثلاً؟
- أعتقد أن مواكبة التطوّر التكنولوجي، من أجهزة وبرامج، أمر مهم للغاية اليوم، نظراً لما لها من فوائد، خصوصاً في سرعة الإنجاز والدقة المتناهية في العمل. هناك فارق كبير بين التصميم ببرامج إلكترونية وبين العمل اليدوي. لكن تبقى البرامج الإلكترونية أدوات لأن التصميم مبنيٌّ على فكرة ورؤية فنية وليس على طريقة التنفيذ فقط.
■ كيف تقيّم تعليم التصميم الغرافيكي في الجامعات العربية؟ نلحظ غياب معاهد خاصة بالتصميم وحتى نقصاً في كليات التصميم، ما السبب في رأيك؟
- تعود الأسباب إلى قلة الكوادر التدريسية وأصحاب الخبرات في الجامعات العربية، بالإضافة إلى أسلوب التعليم في بعض الجامعات حيث يتم التركيز على الجوانب النظرية أكثر من العملية.
■ ما هو آخر تصميم قمت به؟
- صمّمتُ شعاراً وهوية بصرية لـ"منتدى الشباب العربي الأوروبي لتحالف الحضارات" الذي أقيم في الدوحة ومجموعة من الكتيّبات لمعارض فنية وإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاركتي في معرض "النخبة" الذي نظّمته "الجمعية القطرية للفنون التشكيلية".
■ هل هناك تصاميم قمت بها وندمت عليها؟
- لا توجد تصاميم ندمت عليها. لكل تصميم ظرفه الخاص، أحياناً ضمن شروط يحدّدها الزبون وهذا مما لا يتيح الحرية الكافية للتصرّف فيه، ويحدث أيضاً أن يكون الوقت غير كافٍ للتنفيذ، مما يؤثر على جودة التصميم.
■ يوصف المصمّمون بأنهم أصحاب شخصيات "صعبة" و"زئبقية"، أي يصعب التعامل معها.. هل توافق على هذا وما هو تفسيرك، وما هي نصيحتك أخيراً لمن يتعامل مع مصمّم؟
- أعتقد أن أكثر شخص يمكن التعامل معه هو المصمّم، إذ من المفترض بحكم مهنته أن يتعامل مع فئات وثقافات ومجالات مختلفة. لذا ينبغي أن يكون المصمم ذا شخصية سلسة. أما نصيحتي لمن يتعامل مع مصمّم فهي أن يوضّح الفكرة المطلوبة حتى لا يضيع وقته ووقت المصمّم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة
مصمم غرافيكي من مواليد بغداد 1972، حصل على بكالوريوس تصميم داخلي من جامعة بغداد سنة 1995. يدير قسم التصميم في "مركز الإبداع الفني" بوزارة الثقافة القطرية منذ سنة 2000، كما قدّم العديد من الدورات التدريبية في برامج التصميم بالإضافة إلى إنجاز تصاميم فعاليات مختلفة، وتنوّعت تجربته بين تصميم الغرافيك والتصميم الداخلي والتصوير الفوتوغرافي والرسم الفني وتنظيم الفعاليات (الصورة من أعماله).