أقرّ رئيس الحكومة الجزائرية، عبد العزيز جراد، بوجود مشكلات ونقائص في تسيير الأزمة الوبائية، بدأ العمل على معالجتها لتدارك الخلل، فيما ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد، اليوم الاثنين، إلى مستويات قياسية قاربت 500 إصابة.
وقال جراد في تصريح صحافي، خلال زيارته لولاية سيدي بلعباس غربي الجزائر: "نعترف بوجود نقائص في التسيير وخلل في التنسيق، وبدأنا العمل على أعلى مستوى وتحت إشراف رئيس الجمهورية لتدارك كل هذه النقائص"، مشيراً إلى أن تزايد معدلات الإصابة بالفيروس زاد من حدة المشكلات التي تواجهها السلطات.
وطالب الجزائريين بالتزام التدابير الوقائية، لمساعدة الحكومة على مواجهة انتشار الفيروس، إذ قال: "تدهورت الأوضاع عندما خففنا من الحجر الصحي بعودة النشاطات التجارية والنقل، حيث اعتقد بعض المواطنين أن الوباء زال بعد رفع الحجر تدريجاً. بعض المواطنين ليسوا في مستوى المسؤولية المطلوبة، خاصة أولئك الذين لم يحترموا الإجراءات الوقائية"، وأضاف: "أتفهم أن يقيم الناس الأفراح والأعراس، لكن هذا ليس وقت هذه المناسبات التي تؤدي إلى تفاقم الوضع".
وتزامنت تصريحات رئيس الحكومة مع إعلان وزارة الصحة أعلى معدل إصابات يومي بفيروس كورونا في البلاد، منذ نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، إذ سُجِّلَت 494 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 19689، فيما سُجِّلَت سبع وفيات جديدة، ما يرفع الإجمالي إلى 1018 وفاة، في مقابل 276 حالة شفاء جديدة، ليبلغ مجموع المتعافين 14019 حالة.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في آخر اجتماع حكومي عُقد الخميس الماضي وخُصص لمناقشة الوضع الوبائي في البلاد، قد انتقد بكل صراحة أداء الحكومة وتسييرها للأزمة الوبائية، حكام الولايات والمقاطعات والمسيرين مسؤولية عدم التنسيق فيما بينهم، وأحياناً مع السلطات المركزية، و أبدى انزعاجه من اكتظاظ الهياكل الصحية في بعض الولايات، وسوء توزيع الإمكانات بين المستشفيات، ما انعكس سلباً على أداء الأطقم الطبية والتكفّل بالمصابين بالوباء. وأبدى استغرابه لحدوث ذلك، على الرغم من توافر العدد الكافي من الأسرّة في المستشفيات، وكذا توافر كل التجهيزات ووسائل الفحص".
لكنّ رئيس الحكومة وجد، رغم هذه الإقرارات، السبيل لتوجيه اتهامات إلى أطراف لم يسمّها، قال إنها تعمل على استغلال الأوضاع لحسابات ونوازع سياسية، وقال: "هناك من يستغل هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها الجزائر لأغراض سياسية. هؤلاء الأشخاص، عوض التجند لحماية أهلهم ومساعدة المستشفيات بالتطوع والكلام الحسن وتشجيع الأسرة الطبية، يستغلون هذا الظرف الصعب لأغراض سياسية"، وأضاف: "أقول لأعداء الجزائر إنكم لن تنجحوا مهما كانت محاولاتكم وأساليبكم، هؤلاء الأشخاص يريدون إشعال فتنة في البلاد، والشعب الجزائري لن ينجرّ وراءهم".
وحذّر المسؤول الجزائري من استغلال بعض الفيديوهات، مثلما حصل في مستشفيات المسيلة وبسكرة عبر بثّ بعض الفيديوهات التي تضمنت وصفاً كارثياً للوضع في المستشفيات، وقال: "في مستشفى سيدي عيسى بالمسيلة، أُخرج ميت من السرير ورُمي في الأرض وصُوّر على أساس أن هناك إهمالاً. مرتكبو الحادثة ليسوا بشراً، وفي بسكرة رُفعَت لافتة تشتم الدولة".
وفي السياق، أعلنت وزارة الداخلية تعديل مواقيت الحجر الصحي المنزلي في تسع بلديات بولاية بسكرة، جنوبي البلاد، ليصبح من الساعة الرابعة مساءً حتى الرابعة من صباح اليوم الموالي، كذلك أُقرّ التوقيف التام لكل الأنشطة التجارية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك توقف حركة نقل المسافرين والسيارات.