رقص وكرة قدم في تونس

16 يوليو 2016
في عطلته الصيفيّة، يقصد الشاطئ باستمرار (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
عادة، يقضي بلال غانم (13 عاماً) غالبية أوقاته في البيت خلال العطلة الصيفية. يمضي ساعات النهار الطويلة على شاشة التلفزيون أو الكومبيوتر. هو مولع بالألعاب الإلكترونية، التي يحرم منها خلال أيام الدراسة. لذلك، يشتاق إلى الصيف لقضاء الوقت في اللعب والتسلية. من جهة أخرى، لا خيار آخر لديه بسبب عمل والديه. يضايقه أنه لا يستطيع الالتحاق بأي ناد أو السفر أو الذهاب إلى البحر إلا في شهر يوليو/تموز، بعد حصول والديه على إجازة. مع ذلك، يلفت إلى أنه يحب العطلة الصيفية، على الرغم من أنّه يقضي معظم وقته في البيت، وإن كان لا يزال يتمنى أن تتيح له الظروف القيام بكل ما يريده.

كالعادة، ومع اقتراب الإجازة الصيفية، التي ينتظرها التلاميذ بشغف بهدف الترفيه عن أنفسهم بعد عام دراسي طويل، تعدّ غالبية العائلات برنامجاً لاستثمار الوقت خلال العطلة، التي تدوم نحو ثلاثة أشهر. يدركون جيداً أن هذه فرصتهم للحصول على الراحة والاستمتاع والاسترخاء. وتختلف العطلة من أسرة إلى أخرى ومن طفل إلى آخر، كل بحسب هواياته وإمكانيات عائلته المادية. وبطبيعة الحال، يرتبط الأمر بوسائل الترفيه المتوفرة في كل منطقة.

تقول سليمة رحمان (12 عاماً) إنّها تمضي غالبية أوقات العطلة برفقة والدتها في البيت، وتفضل قضاء أيام العطلة الصيفية على البحر واللعب والاستمتاع على غرار بقية الأطفال. أيضاً، تفضل السفر إلى بعض المناطق التي لا تعرفها، إلا أن هذا ليس متاحاً دائماً بسبب عمل والدها. مع ذلك، ترى أن السفر لمدة أسبوعين يعدّ كافياً للترفيه عن النفس، على أن تقضي باقي أيام العطلة مع أقاربها عند الشاطئ أو في البيت.

من جهته، يقول أكرم الشرفي (15 عاماً) إنه يفضل قضاء الإجازة الصيفية في الرحلات. وفي ظل عدم قدرة والديه على مرافقته بسبب العمل، يفضّل الالتحاق بإحدى الفرق الكشفية التي تنظم رحلات إلى مناطق جبلية وصحراوية. ويلفت إلى أنه يكتسب عادة مهارات عدة من المدربين، مشيراً إلى أنه، قبل أربع سنوات، قام بالالتحاق بفريق الكشافة خلال فصل الصيف، وخصوصاً أنه يفضل استثمار الوقت. كذلك، يشعر والداه بالاطمئنان عليه، وخصوصاً أن الكشافة تهتم بالجانب الثقافي بالإضافة إلى البرامج الترفيهية.

في المقابل، يواجه أطفال آخرون ظروفاً تمنعهم من السفر، إذا ما عجز الأهل عن أخذ عطلة خلال الصيف، أو بسبب قلة الموارد المالية، إلا أن هذين السببين، بالإضافة إلى أسباب أخرى، لا يؤديان بالضرورة إلى إحباط هؤلاء التلاميذ الذين ينتظرون الإجازة الصيفية. في السياق نفسه، يقول طارق فضلي (14 عاماً) إنه يلتحق بناد رياضي أو ثقافي، ويفرح بلقاء أصدقائه هناك. يضيف: "نمضي الوقت بين اللعب وقراءة القصص والمشاركة في مسابقات مع النوادي الأخرى، أكان في الرسم أو الموسيقى أو غيرها". لا يستطيع طارق السفر بسبب عمل والديه، لكنه يفضل قضاء معظم أوقات العطلة في النوادي، بدلاً من البقاء في البيت أو التسلية بالألعاب الإلكترونية.

وبسبب رغبة التلاميذ في استثمار الإجازة الصيفية، تضطر العائلات إلى التفكير في نشاطات ترفيهية قبل بداية العطلة، بهدف ملء أوقات فراغهم، ومساعدتهم على ممارسة الهوايات التي يحبونها. وتقول حنان بن مسعود (15 عاماً)، إنها تنتظر العطلة الصيفية بفارغ الصبر، لتلتحق بفرقة رقص الباليه، التي بدأت تدريباتها معها قبل ست سنوات. هذه الفتاة لا تكترث كثيراً للرحلات أو النزهات أوغيرها. بالنسبة إليها، ليست هناك سعادة أكبر من ممارستها هوايتها المفضلة، وهي الرقص لمدة أربع ساعات يومياً. تشارك في بعض المهرجانات التي تنظم في بلادها، وتلقى عادة دعماً متواصلاً من عائلتها، طالما أنّها تمارس هوايتها خلال الإجازة، ومن دون أن تؤثر هوايتها على دراستها.

من جهته، يفضّل سيف عمراني (12 عاماً) الالتحاق بأحد النوادي الرياضية خلال العطلة الصيفية، وخصوصاً أن أهله يحرمونه من ممارسة أية هواية خلال العام الدراسي. لذلك، عادة، يستغل عطلته في ممارسة الرياضة الأحب إلى قلبه، وهي كرة القدم. هوايته هذه تتيح له السفر إلى مناطق عدة في تونس للمشاركة في منافسات مع نوادٍ أخرى. أما باقي الأيام التي لا يمارس فيها الرياضة، فيستغلها في الدراسة والتحضير للعام المقبل، بسبب إلحاح والديه. ويلفت إلى أن ذلك لا يضايقه كثيراً، وخصوصاً أنه يملك الوقت الكافي للترفيه.

دلالات
المساهمون