وأبلغت شرطة الاحتلال، إدارة الأوقاف، قرارها زيادة عدد الساعات المخصصة لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ساعة واحدة، بدءاً من السابعة والنصف صباحاً (بالتوقيت المحلي)، وانتهاء عند الحادية عشرة ظهراً.
وبعد الرفض الفلسطيني للقرار، أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مدخل المسجد الأقصى من باب المغاربة، بعد انتهاء جولة الاقتحامات فوراً، خلافاً للموعد المحدد.
وأكّد مسؤول في وحدة الحراسة التابعة للأوقاف الإسلامية (رفض ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرة مستوطنين فقط، مكّنتهم شرطة الاحتلال من اقتحام الباحات، في انتظار الجولة الثانية عند الظهيرة، والتي تبدأ في العادة ما بين الواحدة والثانية ظهراً (بالتوقيت المحلي).
وكانت إدارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس قد أكدت، في بيان أصدرته الليلة الماضية، أنّها ترفض بشدة قرار الشرطة الإسرائيلية، "ولن تسمح بتمريره".
وحمّل مدير عام الأوقاف، الشيخ عزام الخطيب، في تصريح بالبيان، الحكومة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية "مضاعفات ما قد ينتج عن القرار من استفزازات واقتحامات".
واعتبر الخطيب أنّ القرار "اعتداء على وصاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، التي سندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة، ويعبّر عن سوء نوايا إسرائيل في محاولة تطبيق التقسيم الزماني والمكاني".
وتعهّد الخطيب بإفشال "محاولة إسرائيل العمل على تطبيق التقسيم الزماني والمكاني"، محذراً من أنّ "القرار تصعيد خطير بحق المسجد الأقصى المبارك ولا بد من وقفه".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال الخطيب، إنّ "شرطة الاحتلال التزمت، اليوم الاثنين، بما كان جارياً بشأن اقتحامات المستوطنين، حيث أغلقت باب المغاربة أمام اقتحاماتهم عند الساعة العاشرة، وقد أجرينا اتصالات عاجلة مع المسؤولين في الأردن وأطلعناهم على خطورة القرار الإسرائيلي الجديد".
ونبّه الخطيب إلى أنّ القرار "يمهّد على ما يبدو لمزيد من إجراءات أخرى قد تقوم بها شرطة الاحتلال داخل المسجد الأقصى، مستهدفة صلاحيات دائرة الأوقاف"، مضيفاً أنّ "القرار لن يمرّ بأي حال، ولن نسمح بتطبيقه، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتحمّل تبعاته".
بدوره، وصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، قرار شرطة الاحتلال بهذا الخصوص، بأنّه "عدوان جديد على الأقصى وعلى عقيدة المسلمين في جميع أنحاء العالم". وقال "يريدون من قرارهم جس نبض الأوقاف وتبيّن ردود أفعال المسلمين، ونحن نقول لهم إن هذا القرار مرفوض ومدان وسنقاومه".
تأتي هذه التطورات، وسط ضغط من نواب من اليمين في الكنيست الإسرائيلي ووزراء، للضغط على الحكومة للسماح لنواب من الكنيست بالمشاركة في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى. وسُجلت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقتحامات أكثر من 1200 مستوطن باحات الأقصى، وتوسع فئات المقتحمين إلى أوساط علمانية وحاخامات من مستوطنات الضفة، وحتى من خارجها، وإطلاق فتاوى جديدة تبيح لليهود استباحة المسجد الأقصى.
كما يجري في محيط الأقصى بناء شبكة متطورة من الشوارع والأنفاق، ومنشآت سياحية ذات طابع ديني، كان آخرها المصادقة نهائياً على بناء كنيس ضخم إلى الغرب من حائط البراق بارتفاع ستة طوابق، كما أفاد المتخصص في شؤون الاستيطان بالقدس جمال عمرو، "العربي الجديد".
ووصف عمرو ما يجري في القدس من قبل سلطات الاحتلال، بأنّه "تهويد كامل يسابق الزمن وبوتيرة عالية، ويستهدف الحجر والبشر وكل مقومات الوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي".