رفض البشير زيارة القاهرة يعطل حل أزمة النهضة

12 ديسمبر 2017
اعتذار البشير وسط توتر العلاقات مع القاهرة(أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت مصادر دبلوماسية سودانية في القاهرة أن الرئيس السوداني عمر البشير اعتذر عن عدم تلبية دعوة مصرية، لعقد قمة ثلاثية في القاهرة بين مصر وإثيوبيا والسودان، على هامش زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين إلى القاهرة خلال الشهر الحالي، في محاولة من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإنقاذ مسار المفاوضات بشأن سد النهضة، وتأثيراته السلبية على حصة مصر السنوية من مياه نهر النيل.

وقالت المصادر إن البشير اعتذر أيضاً عن عدم حضور المؤتمر الاقتصادي الأفريقي المنعقد في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، تحت عنوان "أفريقيا 2017"، في حين اقتصر التمثيل السوداني في المؤتمر على وزير الدولة للشؤون الخارجية حامد ممتاز. وأوضحت المصادر أن اعتذار البشير جاء في ظل توتر العلاقات مع القاهرة، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، سواء المتعلقة بسعي القاهرة للحصول على جزء من حصة السودان من مياه النيل، والمتفق عليها أنها "دين" على مصر، كذلك تجاهل مصر للمطالب السودانية بشأن ملف حلايب وشلاتين.

يأتي هذا في الوقت الذي قلّل فيه مسؤول مصري على صلة بملف سد النهضة، من إمكانية التوصل إلى حلول عملية لأزمة السد خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مصر، في ظل غياب السودان، لافتاً إلى أن "الأزمة لها ثلاثة أطراف، ولا بديل عن تواجدهم مجتمعين للتوصل لأي حل".
وكان 20 نائباً مصرياً قد تقدّموا بمذكرة عاجلة لرئيس البرلمان علي عبدالعال مطلع الشهر الحالي، رفضوا خلالها زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مجلس النواب لإلقاء كلمة للمصريين. ونصّت المذكرة على أنه "نظراً لخطورة الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى مجلس النواب التي أعلن أنها سوف تتم خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، نتحفّظ على تلك الزيارة لما فيها من رسائل إيجابية سوف تتحقق للجانب الإثيوبي، والذي لا يألو جهداً ضد مصر في كافة المحافل الدولية، معتمداً على الأكاذيب القانونية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر بالسلب على قضيتنا الوطنية، وهي قضية مياه النيل باعتبارها قضية أمن قومي مصرية وخطاً أحمر".


وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المصرية السودانية توتراً ملحوظاً، أكد البشير متانة العلاقات السودانية الإثيوبية، في كلمة ألقاها في حفل "يوم القوميات والشعوب الإثيوبية"، الذي أُقيم في الثامن من الشهر الحالي، في مدينة سمرا، عاصمة إقليم عفر في شرق إثيوبيا، التي زارها البشير على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزير خارجيته إبراهيم غندور، ووزير شؤون الرئاسة فضل عبد الله، ومدير جهاز الاستخبارات الوطني محمد عطا المولى. وقال البشير إن العلاقات بين بلاده وإثيوبيا نموذج للعلاقات بين الدول، مشيراً إلى أن التعايش الذي تتمتع به إثيوبيا مثال يُحتذى في القارة الأفريقية.

وكانت الجولة السابعة عشرة للمفاوضات الفنية بشأن تأثيرات سد النهضة الإثيوبي، والتي استقبلتها القاهرة الشهر الماضي على مستوى وزراء مياه الدول الثلاث، قد فشلت، وهو ما عبّر عنه وزير الري المصري محمد عبد العاطي، في بيان رسمي، قال فيه إن الأمر سينتقل إلى المستوى الأعلى سياسياً، في إشارة إلى الرؤساء، في وقت تتهم فيه القاهرة الخرطوم بانحيازها لأديس أبابا في الأزمة، في ظل عدم تعاطي إثيوبيا مع المخاوف المصرية بشأن التأثيرات السلبية للسد.