رغم كورونا... الفلسطينيون يحيون "يوم الأرض" على منصات التواصل

31 مارس 2020
تسبب كورونا بمنع التجمعات (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -
رغم الاهتمام الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي بمتابعة آخر تفاصيل فيروس كورونا الجديد، إلا أنّ مناسبة "يوم الأرض"، التي وافقت ذكراها الرابعة والأربعون، أمس الاثنين، فرضت نفسها وبقوة من خلال العديد من الوسوم والحملات الإلكترونية التي حاول القائمون عليها إبقاء هذه الذكرى حاضرة في الذاكرة.

وشارك آلاف الناشطين والمواطنين الفلسطينيين في التغريد على وسم #يوم_الأرض و#ارفع_علمك، مؤكدين على تمسكهم بالأرض وضرورة حمايتها ومواصلة المقاومة بكافة أشكالها لدحر الاحتلال الإسرائيلي ونيل الاستقلال، ورفض كل المؤامرات الساعية لتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها "صفقة القرن".

كما لجأ مغردون للربط بين التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية لمنع تفشي وباء كورونا، من جهة، و"يوم الأرض" من جهة أخرى، بتوظيف وسم "#خليك_بالبيت" للدعوة للحفاظ على الإنسان الفلسطيني وسلامته ليبقى قادراً على المواجهة وحماية الأرض.

ويشير مستشار الإعلام الرقمي صدقي أبو ضهير إلى أنّ "التفاعل مع يوم الأرض يقسم إلى قسمين؛ الأول هو التفاعل الآني من الأفراد واستذكارهم لأحداثها بطريقة عفوية، أما الثاني فهم النشطاء والمؤسسات الإعلامية والأهلية التي تسير وفق أجندات مدروسة، وهي تستبق دوماَ الحدث من خلال إعداد التصاميم وإنتاج الفيديوهات، والبدء بالترويج لحملاتهم الإلكترونية".

ويلفت أبو ضهير، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "ورغم تشابه المضامين المنشورة إلى حد كبير، فهي بالمجمل أكدت على الهوية الوطنية، والإصرار على استخدام خارطة فلسطين التاريخية ورفض أي محاولات لاختصارها بالضفة الغربية وقطاع غزة".

كما كانت الرموز الوطنية المعتادة حاضرة بقوة، وفق أبو ضهير، مثل العلم الفلسطيني والقدس المحتلة  وقبة الصخرة وصور اللجوء، إضافة إلى استحضار رسومات الكاريكاتير لناجي العلي وغيره، وذكر أسماء شهداء الداخل الفلسطيني الذين ارتقوا في الثلاثين من مارس/ آذار عام 1976، وأسماء وصور القرى الفلسطينية التي هدمت خلال النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967، وربطها بواقع المخيمات الفلسطينية اليوم ومعاناة اللاجئين.

ورصد أبو ضهير على موقع "تويتر" على وسم "يوم الأرض" 18 ألف تغريدة، وظهرت أيضاً تغريدة باللغة الإنكليزية Palestine land day عليها نحو 42 ألف تغريدة، لافتاً إلى أن ناشطين عمدوا أيضاً إلى إنشاء مجموعات خاصة بهذه المناسبة على تطبيق "واتساب"، وتبادلوا صوراً وفيديوهات قديمة وحديثة تتعلق بـ"يوم الأرض".

الفلسطينيون بتعليقاتهم أقاموا تظاهرة إلكترونية في ذكرى "يوم الأرض"، حيث كتب الإعلامي فايد أبو شمالة قائلاً: "نعود ونقول (الكل مروا من هنا) ونحن باقون، رؤوسنا عند قمة #الجرمك، وأقدامنا على صخور الجرانيت السوداء التي قذفتها براكين #فلسطين في قاع الرمان، وقلوبنا معلقة بمسرى محمد ومهد #المسيح، والأغراب سيرحلون عاجلا وليس آجلا، فليس لهم فيها حبة تراب سوداء من #مرج بنعامر ولا بيضاء من شواطئ #يافا و #عكا ولا صفراء من صحراء #النقب، وليس لهم حبة #زيتون من جبال #نابلس ولا حبة #برتقال من بساتين يافا ولا عنقود حصرم من عنب #الخليل".

أما أحمد شوقي شواهنة من جنين، فقال: "بهذه المناسبة، وفي هذه الظروف الصحية العصيبة التي يعانيها شعبنا كما باقي شعوب الأرض. إنّ عدم مقدرتنا على تحرير فلسطين لا يعطي أيا منا الحقّ بالتفريط بملم واحد من أرضها المعمّدة بدماء الشهداء، ولا يعطي أنظمة العالمين العربي والإسلامي الحقّ بالتطبيع مع هذه الغدّة السرطانية وقبولها كجسم طبيعي في قلب أمّتنا. وأختم بالقَول، ما دامت موازين القوى على حالها والأمة بضعفها وهوانها.. سنلقى الله ضُعفاء مستضعفين قلوبنا حيّة لا تُقِرّ للعدو بأيّ حقّ له في أرضنا وتاريخنا".

وعلّقت هيام الحور، قائلة: "ً في الجسد الفلسطيني يومآ بعد يوم، مع امتداد الدم الفلسطيني شهادة وعطاء لا ينضبان".

ووجه المحامي عبد المؤمن دويكات من نابلس، تحية لفلسطين وهي تخضع للحجر بسبب "كورونا"، وكتب: "صباح الأرض المحجورة من شمالها لجنوبها ومن طولها لعرضها".

واستعان محمد الستري من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بنص شعري من قصيدة "سيدة الأرض" للشاعر الراحل محمود درويش، مع رسمة حنظلة لناجي العلي، وكتب: أم البدايات.. أم النهايات.. كانت تسمى فلسطين.. صارت تسمى فلسطين..".

المساهمون