رصاص الاحتلال يجهض أحلام الطفل الفلسطيني حسن مزهر

18 يناير 2018
أصيب الطفل بشلل نصفي (فيسبوك)
+ الخط -
حينما يستيقظ الفتى الفلسطيني حسن مزهر من نومه تتبدى له أحلامه بعيدة المنال ويؤرقه وجع لا يفارقه. يتذكر محاولته النهوض بعد أن وقع على الأرض يوم الخميس في الرابع من الشهر الجاري. لا يزال صدى صوت الضابط الإسرائيلي وهو يأمر بالإجهاز عليه يتردد في أذنيه.

حسن مزهر (17 عاما) يلملم اليوم جراحه، ويحاول قدر المستطاع أن يستعيد توازنه، وهو في وضع نفسي سيىء يزيد متاعبه، ويعيق تأقلمه مع واقعه الجديد.

يحكي إبراهيم مرش، والد حسن لـ"العربي الجديد"، بوجع، قصة ابنه الذي أصيب برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عند اقتحام مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، قائلا: "في ساعات الصباح الأولى، كان حسن في طريقه إلى مدرسته لتقديم امتحان الثانوية العامة الأخير للفصل الدراسي الأول، وهناك اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال شارع الدهيشة الرئيسي أثناء محاولته الصعود بالباص، وأصيب برصاصة استقرت في الفقرة السابعة وقطعت النخاع الشوكي وتسببت له بشلل نصفي".

ويضيف الوالد أن ابنه أصيب بجروح خطيرة، إضافة إلى ثمانية أطفال آخرين كانوا في طريقهم للمدرسة، وجنود الاحتلال تعمدوا قتلهم وضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يعطي الأوامر مباشرة بالقتل.

أحلام حسن أجهضت مع رصاصة الاحتلال، عندما توقف الجندي عن إطلاق النار، وسحبت بندقيته من الضابط المسؤول عنه الذي أصاب الطفل من مسافة قريبة، وسمع صوته وهو يأمر بالقتل.


يمضي حسن أيامه الآن في مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم حيث يتلقى العلاج، بينما تحاول العائلة والأصدقاء والكادر الطبي التخفيف من وجعه النفسي وآلام الإصابة التي فتتت نخاعه الشوكي وتسببت له في إعاقة دائمة.

يتنهد الأب خلال حديثه مع "العربي الجديد"، وبنبرة من التحدي يقول إنه ووالدة حسن سيساعدانه قدر المستطاع على استعادة الثقة في أحلامه التي قتلها الاحتلال عند إطلاق الرصاص عليه، وسيقفان إلى جانبه لمواصلة تفوقه في الثانوية العامة، واجتيازه لها بنجاح، وتحقيق حلمه بالوصول إلى الجامعة وبناء مستقبله.

ويتابع: "الاحتلال الاسرائيلي يصر على قتل الأطفال، وضابط إسرائيلي  يدعى نضال قتل الأطفال ودمر أحلامهم في المخيم، وهو كثير التهديد لهم، والاقتحام، وعمليات الاعتقال"، و"الطفولة في فلسطين ومخيم الدهيشة مستهدفة بشكل متعمد ومتواصل من قبل ضباط الاحتلال"، يضيف الأب.

لا تزال فكرة النهوض على القدمين تراود حسن، وفق والده، وهو ما يؤلم الجميع، لكن التقبل هو المهمة الأصعب أمام العائلة التي عليها أن تجد واقعا جديدا لابنها المصاب والمشلول.