رصاصهم أقوى من سلميتكم

17 سبتمبر 2015
رصاصهم أقوى من سلميتكم (مواقع التواصل)
+ الخط -
نعم .. فبعد ما يزيد على عامين منذ الانقلاب العسكري في مصر، يتضح جليا للمتابع أن الحراك السلمي في الشوارع والميادين ظل في تراجع واضح مع مرور الأيام، نتيجة التضييق والحصار المطبق من آلة القتل، التي امتلكها الانقلاب بشرطته وجيشه وبلطجيته!


فرص كثيرة -بدءاً من 30 أغسطس/ آب 2013 وانتهاءً بـ 25 يناير/ كانون الثاني 2015- لو انتهزت واستغلت جيّداً لكانت بمثابة نقاط كبيرة في مسار الحسم لصالح الثوار، لكنها أهدرت بكل غرابة وبحجة "حقن الدماء"، في حين لم تجن الثورة من حرصكم ذاك سوى مزيد من الدماء الزكية الطاهرة، ومزيد من الإحكام في قبضة الانقلاب الأمنية، بلا أدنى مقابل!

يخرج علينا بعد ذلك من يطلب منا أن نستبشر بنصر الله القادم لا محالة، في ظل ظروف لم يؤخذ فيها بأضعف أسباب هذا النصر المرتقب، بحجة أنهم أقوى وأننا لا نملك من الأمر شيئا! 
وكأننا ننتظر معجزة سماوية تغير المعادلات وترجح كفتنا بين عشية وضحاها، بلا أدنى مجهود منا.

الواقع يا كرام أن (الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ومن هذا المنطلق أرى أن حاجتنا لثورة داخلية تقلب موازيننا أو تصححها - بتعبير أدق - أكبر بكثير أو هي عامل أساسي من عوامل نجاح الثورة في مصر بل والربيع العربي كاملا.

لم تعد حجة "شق الصف" والحفاظ عليه منطقية.. وخصوصا أنه لا يخفى على أحد مقدار التناقض الشديد، الذي ظهر مؤخرا في كثير من التصريحات سواء من قيادات الإخوان، أو قيادات ما يسمى تحالف دعم الشرعية، الذي لم يعد يعول عليه ثائر على الأرض، تناقض مع النفس والمبادئ تارة، وتناقض مع الصف الثوري على أرض مصر تارة أخرى، يصل أحيانا لحد الانفصال التام عن الواقع.

الصف منشق فعليا، وبكل أسف. دفن الرؤوس في الرمال لم يعد يجدي نفعا، وعلاج الجرح الآن خير من نكئه بعد ذلك.

ولأن أول خطوات العلاج الحقيقي تكمن لدى "أصحاب القرار" وهم يعرفون ذلك بالمناسبة، أناشدهم، استقيموا يرحمكم الله!

(مصر)
المساهمون