رسالة من الرئيس الإيراني السابق لدونالد ترامب

27 فبراير 2017
+ الخط -
وجه الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، رسالة خطية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، داعيا إياه لاستغلال فرصة وصوله إلى هذا المنصب، لإصلاح النظام السياسي الأميركي، وتجاوز التبعات التي خلفتها الحكومات الأميركية المتوالية، ما انعكس سلبا على الداخل الأميركي والعالم، على حد قوله.

ونشرت المواقع الرسمية الإيرانية هذه الرسالة، اليوم الأحد، وقد استهلها نجاد بتأكيد أنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها رسالة من هذا النوع، قائلا لترامب إن وصوله إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة يعني أن الانتخابات الأميركية سارت بطريقة غير اعتيادية، ما يثبت وجود مطالب أميركية واقعية لم تتحقق في السابق.


وذكر نجاد أنه يكتب من إنسان لإنسان ليؤكد على ضرورة تحقيق ما يريده الشعب الأميركي، لأن ترامب يتحمل الآن مسؤولية صعبة، وصفها بـ"الفرصة التاريخية للرئيس الأميركي الجديد ولشعبه"، ثم قال إن "العالم برمته غير راض عن السياسات الأميركية".

وأضاف أن "تطبيق الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية يتطلب التركيز على عدد من النقاط، أبرزها أن أقلية من أصحاب الثروات ورؤوس الأموال هي التي تحكم أميركا في الحقيقة"، واصفا سياسات واشنطن بـ"الخاطئة"، حيث رجح ساستها تحقيق أمن بلادها على حساب أمن واستقرار الآخرين، حسب تعبيره.

واستخدم نجاد في خطابه لترامب مصطلح "فخامتكم"، مضيفا أن الحكومات السابقة دفعت الكثير لدعم الحروب ولتأسيس قواعد عسكرية في الخارج، وهو ما يعني أنه من الضروري تغيير هذه السياسات بهدف التركيز على متطلبات الداخل.

كما دعا أحمدي نجاد ترامب إلى يقاف التدخل العسكري الأميركي في الدول الأخرى، وشن حرب حقيقية على الإرهاب، وقطع المساعدات المالية والتسليحية عن التنظيمات، مشيرا في النهاية إلى افتخاره بإيران وبالإيرانيين، ومعتبرا أنهم ساهموا بتقدم أميركا نفسها، قبل أن يحث ترامب على الاهتمام بالمهاجرين وبالمرأة وحقوقها.

وتأتي هذه الرسالة بعيد أيام من إعلان مستشار الرئيس الإيراني السابق، ومدير المكتب الرئاسي حينها، حميد بقائي، نيته الترشح لخوض السباق الرئاسي الذي سيجري في إيران في مايو/أيار المقبل.

ويعتبر بقائي أحد أعضاء الدائرة المقربة من نجاد. وقد أعلن هذا الأخير عدم نيته الترشح للاستحقاق القادم، بعد أن استشار المرشد الأعلى علي خامنئي في هذا الصدد، والذي رأى بدوره أنه ليس من مصلحة البلاد أن يتواجد نجاد في الساحة خلال هذه المرحلة.

وبعد غياب أربع سنوات عن الساحة الإيرانية، عقد النائب السابق لنجاد نفسه، اسفنديار رحيم مشائي، مؤتمرا صحافيا اليوم الأحد، أبدى خلاله دعمه لبقائي، واعتبر أن عدم منحه أهلية الترشح، بدعوى قضائه عقوبة سجنية، أمر خطر سيقسم الداخل الإيراني لقطبين، حسب تعبيره.

وأضاف مشائي أن حضور بقائي يعني حضور شخص يشبه نجاد تماما، مؤكدا أن المرشد الأعلى لم يقف ضد ترشح مؤيدي نجاد، ولو فعل ذلك لما تقدم أي واحد منهم لخوض السباق.