رسالة معتقل: يا رفيقي سأقاتل من أجل روحي!
بداية، لا أحسب أن الوقت قد داهمني وسرق مني تلك الزهرة التي أصبح ربيعها خريفا.. قديما قالوا: "ألا ليت الشباب يعود يوما"، فكيف لنا هذا وقد خط المشيب وتطايرت السنون وأصبح النهار بالليل متصلا، فلا فرق بين شفق وشروق وبين غروب وليل، ظلام سرمدي داخل الجدران المظلمة، نعم يا رفيقي نحن في أروقة السجون، هنا ظلام قاتم ونور قلب يضيء..
لست أخاف من ذاك الظلام، أخاف أن يظلم قلبي، فتنفصل الروح عن الجسد.. رفيقي سأقاتل من أجل روحي! تتضارب مشاعري في هذا المكان أشعر بالفرح فرحين وبالحزن دروب سفر طويلة ولا بشائر تلوح في الأفق، بالرغم من العزلة في هذا المكان إلا أنه يضج بالحياة، أعلم أنك تشعر الآن أنني أناقض نفسي كثيرا.. لك الحق في ذلك يا رفيقي!
لو كان الله في قلبي ما سكنتني هذه الوحشة، ولو كان نوره تجاه بصري ما عرفت العتمة ولو كانت نفسي صابرة ما عرفت اليأس ولكنها الزنزانة تمددت بداخل صدري فاحتوته وداخل عقلي فأصبحت عوالم مختلفة، أحاور نفسي وأجادلها فتغلبني، أمسك زمامها من طرف لأجدها تشهر سكينها في الطرف الآخر، تجلدني، تقضي علي ما تبقى من سكينة داخل فؤادي، أشعر بالضجر، فالعمر يمضي وأنا جراحي تقتلني، سألعقها وأموت شيئا فشيئا، انتظر يا رفيقي سأتصالح مع الزنزانة، سأحاورها قبل أن تعد علي أنفاسي، لن أدعها تطبق على أضلاع صدري قبل حوار أخير، إنها صدقا تجيد الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، أشعر بأنها تتعاطف معي..
أو تعلم عن سر ذلك الصمود.. حسنا سأخبرك! .. هناك فجوة بين الروح والعقل، الصبر فقط ما يستطيع أن يجسر هذه الفجوة، أخجل من نفسي، أعطاني الله الكثير.. وها أنا!
الزنزانة يا رفيقي فارغة إلا من الهموم تجدها تتقاطر من كل جانب، أناس حولي كثيرون لم أجد أحدا منهم يقف في وجهها ويصدها عن السبيل، من يألف من؟ من يستسيغ من؟ هل أنا الذي صادرت حريتهم؟
كيف تبدأ الانهيارات ومن يستطيع المقاومة، أين اليد التي تمتد لتنتشله من هذا الهويّ؟ كفرنا بنا جميعا! نعم يا رفيقي قد عرفت لماذا سلكوا هم دروب الجرف المنهارة، وسلكت أنا طريق الجبال الصاعدة.. ليس لهم مائة نفس بداخل صدر واحد مثلي.
هنا يا رفيقي أعلم أن الموت يعيش فينا جميعا، ننام ويظل ساهرا، الجميع هنا يا رفيقي يفرغ عقده النفسية طواعية لا جبرا، كل واحد منا يحتوي عقدة أو مجموعة من العقد أحسب أن بدونها لا تكون الحياة حياة، ولا تظل كما هي بصخبها وضجيجها، الأوجاع التي بداخلنا من الممكن أن تخف بالبوح، ولكنها لا تبرأ تماما..
الزنزانة تضيق علينا لأن صدرنا يحوي أسرارا، أشعر بأني خواء، روحي تنفلت مني، صراعات بداخلي لا تكف عن التقاتل، أحاول بالكتابة أن أعيد صياغة ذاتي وعودة روحي مرة أخرى، اعذرني يا رفيقي..
هل المعاجم العربية احتوت لفظة الألم، صدقني لا.. لم تحتوِ.. العذاب كلمة اخترعها من هم مهووسون ومرضى نفسيون، لم أسمع عاقلا يتلفظ بتلك الكلمة..
يا رفيقي لا بكاء، احفظ الدموع ليوم نصر آت.. رفيقي تسقط أمطار الرحمة على صحراء الروح فتثمر وتبتهج "وما يعلم جنود ربك إلا هو".
أعلم أني أطلت الحديث ولكن لست الملام، إنه صدري يخرج ما يتصارع بداخله كقذيفة حتى وأنا برفقتك، هو ضيف به ثقل، ولكن لا عيش من دونه، ادع الله لي يحفظ روحي وعقلي وأن يملأهما نورا ورحمة وهداية وسكينة حتى ترى العين غيوم المطر مرة أخرى!
لست أخاف من ذاك الظلام، أخاف أن يظلم قلبي، فتنفصل الروح عن الجسد.. رفيقي سأقاتل من أجل روحي! تتضارب مشاعري في هذا المكان أشعر بالفرح فرحين وبالحزن دروب سفر طويلة ولا بشائر تلوح في الأفق، بالرغم من العزلة في هذا المكان إلا أنه يضج بالحياة، أعلم أنك تشعر الآن أنني أناقض نفسي كثيرا.. لك الحق في ذلك يا رفيقي!
لو كان الله في قلبي ما سكنتني هذه الوحشة، ولو كان نوره تجاه بصري ما عرفت العتمة ولو كانت نفسي صابرة ما عرفت اليأس ولكنها الزنزانة تمددت بداخل صدري فاحتوته وداخل عقلي فأصبحت عوالم مختلفة، أحاور نفسي وأجادلها فتغلبني، أمسك زمامها من طرف لأجدها تشهر سكينها في الطرف الآخر، تجلدني، تقضي علي ما تبقى من سكينة داخل فؤادي، أشعر بالضجر، فالعمر يمضي وأنا جراحي تقتلني، سألعقها وأموت شيئا فشيئا، انتظر يا رفيقي سأتصالح مع الزنزانة، سأحاورها قبل أن تعد علي أنفاسي، لن أدعها تطبق على أضلاع صدري قبل حوار أخير، إنها صدقا تجيد الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، أشعر بأنها تتعاطف معي..
أو تعلم عن سر ذلك الصمود.. حسنا سأخبرك! .. هناك فجوة بين الروح والعقل، الصبر فقط ما يستطيع أن يجسر هذه الفجوة، أخجل من نفسي، أعطاني الله الكثير.. وها أنا!
الزنزانة يا رفيقي فارغة إلا من الهموم تجدها تتقاطر من كل جانب، أناس حولي كثيرون لم أجد أحدا منهم يقف في وجهها ويصدها عن السبيل، من يألف من؟ من يستسيغ من؟ هل أنا الذي صادرت حريتهم؟
كيف تبدأ الانهيارات ومن يستطيع المقاومة، أين اليد التي تمتد لتنتشله من هذا الهويّ؟ كفرنا بنا جميعا! نعم يا رفيقي قد عرفت لماذا سلكوا هم دروب الجرف المنهارة، وسلكت أنا طريق الجبال الصاعدة.. ليس لهم مائة نفس بداخل صدر واحد مثلي.
هنا يا رفيقي أعلم أن الموت يعيش فينا جميعا، ننام ويظل ساهرا، الجميع هنا يا رفيقي يفرغ عقده النفسية طواعية لا جبرا، كل واحد منا يحتوي عقدة أو مجموعة من العقد أحسب أن بدونها لا تكون الحياة حياة، ولا تظل كما هي بصخبها وضجيجها، الأوجاع التي بداخلنا من الممكن أن تخف بالبوح، ولكنها لا تبرأ تماما..
الزنزانة تضيق علينا لأن صدرنا يحوي أسرارا، أشعر بأني خواء، روحي تنفلت مني، صراعات بداخلي لا تكف عن التقاتل، أحاول بالكتابة أن أعيد صياغة ذاتي وعودة روحي مرة أخرى، اعذرني يا رفيقي..
هل المعاجم العربية احتوت لفظة الألم، صدقني لا.. لم تحتوِ.. العذاب كلمة اخترعها من هم مهووسون ومرضى نفسيون، لم أسمع عاقلا يتلفظ بتلك الكلمة..
يا رفيقي لا بكاء، احفظ الدموع ليوم نصر آت.. رفيقي تسقط أمطار الرحمة على صحراء الروح فتثمر وتبتهج "وما يعلم جنود ربك إلا هو".
أعلم أني أطلت الحديث ولكن لست الملام، إنه صدري يخرج ما يتصارع بداخله كقذيفة حتى وأنا برفقتك، هو ضيف به ثقل، ولكن لا عيش من دونه، ادع الله لي يحفظ روحي وعقلي وأن يملأهما نورا ورحمة وهداية وسكينة حتى ترى العين غيوم المطر مرة أخرى!