رسائل تهديد للناشطة منى سيف من إعلام السيسي: نشرة بعنوان موحد

03 ديسمبر 2019
حملات ممنهجة على منى وعائلتها (محمد حسام/الأناضول)
+ الخط -
تحت عنوان "نشطاء لمنى سيف: أنت السبب في ضياع أبنائك" نشرت عدة مواقع إخبارية تابعة لنظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خبرًا موحدًا بنفس صيغة هذا العنوان، للهجوم على الناشطة السياسية، منى سيف الإسلام، شقيقة الناشط السياسي البارز، علاء عبد الفتاح.

ورغم أن منى سيف ليس لديها أبناء، إلا أن تلك المواقع لم تكلف نفسها عناء البحث قبل تنفيذ التعليمات بالنشر بنفس الصيغة ونفس العنوان.

ومنى سيف الإسلام، هي ناشطة سياسية ومؤسسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" التي تتبنى قضية الدفاع عن جميع المدنيين المحالين إلى القضاء العسكري، ابنة المحامي الحقوقي البارز أحمد سيف الإسلام، والسياسية البارزة ليلى سويف عضو حركة استقلال الجامعات وحركة كفاية، وشقيقة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح، وشقيقة الناشطة السياسية سناء سيف. إلى جانب كونها باحثة بيولوجية متخصصة في دراسة مرض السرطان، أنشأت مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية" وذلك بعد شهرين فقط من تولي المجلس العسكري قيادة البلاد خلفاً لمبارك.

لجأت منى، في التعبير عن قضيتها، في بداية الأمر، إلى النشر عبر مدونتها التي حملت عنوان "ماعت"، حيث سردت الكثير من وقائع قيام الشرطة العسكرية باستخدام القوة في فض اعتصامات ميدان التحرير واعتقال الثوار وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية، وركزت منى على المعتقل كإنسان وليس كرقم، فكانت عبر المدونة، تروي قصص أناس خلف قضبان "العسكري". كما تضمنت المدونة تفاصيل عايشتها في ميدان التحرير على مدار ثلاث سنوات من عمر الثورة، عن الثوار وأطفال الشوارع وسيكولوجية الميدان.

وفي يونيو/ حزيران 2012، اختارها البرلمان الهولندي ضمن قائمة من خمسة حقوقيين، للفوز بجائزة "المدافعون عن حقوق الإنسان في الخطوط الأمامية" "فرونت لاين ديفندرز".
وقد ولدت منى حين كان والدها سيف الإسلام معتقلا في السجن.

لا تزال حسابات منى سيف الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تنبض بصوت المعتقلين السياسيين في مصر باختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية.

في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت رسائل مشابهة تنشر في الإعلام المصري للهجوم على والدة منى وعلاء، الدكتورة ليلى سويف. وتحت عنوان "اليساريون الأناركيون يدعمون الجماعات الإرهابية"، نشر عدد من المواقع الإخبارية المصرية أخبارًا شبه موحدة لشن حملة هجوم جديدة على أسرة الناشط الحقوقي البارز علاء عبد الفتاح.

ونشرت صحيفة الأهرام القومية تقريرًا بالصور، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعنوان "بعد سنوات من الإنكار.. ليلى سويف وأبناؤها يفضحون علاقة الأناركيين بالإخوان الإرهابية"، جاء فيه "فوجئ رواد السوشيال ميديا في مصر، بتدوينة للناشطة منى سيف، تدافع فيها بقوة عن الإخواني السجين جهاد الحداد، المتهم بالمشاركة في إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات تنظيم الإخوان لإشاعة الفوضى بالبلاد، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والضالع في التخطيط لعمليات اقتحام وحرق أقسام الشرطة والممتلكات الخاصة والكنائس. عبر عدد كبير منهم عن صدمتهم، بسبب تكرار تنصل الأختين منى وسناء سيف وأخيهما علاء وأمهما ليلي سويف، من أي علاقة تجمعهم بجماعة الإخوان الإرهابية، بل إنهم نفوا أكثر من مرة وجود أي علاقة بين تيار الاشتراكيين الأناركيين الذي ينتمون إليهم والإخوان".

كما نشرت صحيفة الجمهورية القومية تقريرًا بعنوان "اليساريون الأناركية والإخوان الإرهابية على قلب إرهابي واحد". جاء فيه "كشفت مؤامرة 25 يناير 2011 عن العلاقة المشبوهة والقوية بين مجموعات اليساريين الأناركية.. وجماعة الإخوان الإرهابية.. تعانقت افكارهم وعقيدتهم وتشابكت أيديهم فى محاولة هدم الدولة المصرية.. وتوحدت حملاتهم ومخططاتهم للتشكيك والكذب والتحريض".

وعلى نفس المنوال وبنفس العناوين، نشرت مواقع وصحف إخبارية خاصة تقارير هي الأخرى، يبدو أنها مرسلة جميعًا من جهة أمنية تتبنى الهجوم على تلك الأسرة الحقوقية الخالصة.

علاء عبد الفتاح، الذي ألقي القبض عليه يوم 29 سبتمبر/أيلول 2019، خلال أحدث حملة قمع شنتها السلطات، من قسم شرطة الدقي بعد خروجه من القسم حيث يقضي المراقبة الشرطية يوميًا من السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا، يدفع الثمن عن نشاطه السياسي وعن النشاط السياسي لشقيقته منى سيف، ووالدته الجامعية البارزة ليلى سويف.
المساهمون