ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن فلاحت بيشه قوله أيضاً إنّ "عامل غياب الثقة تاريخياً زاد من صعوبة وصل القنوات الديبلوماسية بين الطرفين إلى جانب وجود عراقيل من قبل أطراف ثالثة" وصفها بـ"الرجعية والصهيونية"، والتي دفعت ثمنها مصالح كلا البلدين بحسب وصفه، مضيفاً أن زمام العداء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية يمسك بها طرف ثالث.
وتابع فلاحت بيشه أنه "إلى حين عدم ترسيم خط أحمر يربط بين البلدين فإن مصالح طهران وواشنطن ستبقى لعبة بيد الآخرين المستفيدين من تصاعد حدة الأزمة بينهما". ورأى أن "الرئيس الأميركي يعلم جيداً أنه لا يمتلك القدرة على إدارة الحرب مع إيران، كما يعجز عن إدراك قدرتها وإمكاناتها الاقتصادية والتجارية".
وفي الوقت ذاته حذّر من تبعات التصعيد مع طهران وهو ما سينعكس على أمن المنطقة برمتها، قائلاً إنه "في حال لم تعرف الولايات المتحدة قدر إيران وقيمتها فعليها أن تبحث وتنقّب عن الأمن في الشرق الأوسط برمته طيلة العقد المقبل"، محذراً "الأطراف الغربية بشكل عام من نتائج عدم إدراك أهمية استراتيجية إيران غير المسبوقة والقائمة على تخفيف حدة النزاع في الإقليم".
دعوات لمد جسر الثقة
ونقلت وكالة "إيسنا" كذلك عن النائب العضو في لجنة الأمن القومي مسعود غودرزي قوله إن "الرئيس الأميركي يسعى لإيجاد شرخ ومسافة بين الشارع والسلطة في إيران، وإذا ما كان يريد حقاً الحوار معها فعليه أولاً أن يرمم مسألة الثقة بين الطرفين ومن ثم يدخل في المباحثات".
وأضاف غودرزي أنّ "ما يحكم مسألة فتح حوار بين طهران وواشنطن يتعلق بغياب الثقة لاسيما أن أميركا لم تلتزم بتعهداتها، وانسحبت من الاتفاق النووي بعد الجلوس في أكثر من 30 اجتماعاً عقدت بين الوزيرين محمد جواد ظريف وجون كيري"، وتابع بالقول إن "المرشد علي خامنئي كان يتوقع حصول ذلك وأكد أنه لا فائدة من الحوار مع واشنطن".
وفي السياق أيضاً، قال النائب في اللجنة ذاتها، ولي الله نانواكناري، إنه "في حال أراد ترامب الحوار مع إيران فعليه أن يثبت مزاعمه هذه بالالتزام بتعهدات بلاده النووية، لا أن يفرض العقوبات، فكيف لإيران أن تتأكد من مسألة أن واشنطن ستلتزم بنتائج الحوار الجديد إذا ما لم تلتزم بما سبقه".
وذكر أنه على "ترامب أن يطبق الإلتزامات النووية أولاً ويتوجه بعدها نحو فتح مفاوضات حول موضوعات غير نووية"، معتبراً أن "الرئيس الأميركي لا يزال يناقض نفسه، فهو يتحدث عن دعم الشارع الإيراني ويضعهم تحت أصعب الضغوطات بالوقت ذاته، وهذا يدل أنه غير أهل للثقة"، حسب وصفه.
هرمز متصل بالمصالح الإيرانية
عسكرياً، قال قائد القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني، حسين خانزادي، إن الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً مرتبط بتحقق مصالح إيران، مؤكداً أن بلاده لا تتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية على أنها طرف مؤثر في مسألة إغلاق المضيق من عدم ذلك، وبأن ذلك مرتبط بوجهة نظر المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأشار خانزادي، في تصريحات صادرة، اليوم، إلى أن استمرار عمل المضيق يعتمد على إبقائه مفتوحاً، وبأن العقوبات المفروضة تؤثر بشدة على فاعليته، داعياً المجتمع الدولي للالتزام بتعهداته إزاء بلاده.
وأعرب أن القوات البحرية ستجري مناورات كبيرة في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، فضلاً عن مناورات ثانية ستجري في نهاية العام الإيراني والذي يوافق مارس/آذار المقبل، كذلك والتي ستشارك فيها كل القوات المسلحة الإيرانية، موضحًا أن "القوات البحرية التابعة للجيش ليست وحدها المسؤولة عن أمن المياه المحيطة بإيران، والتي بحال تعرضت لأي مخاطر ستواجهها القوات المعنية".
وفي سياق متصل، قال قائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، إن الإيرانيين سيدافعون عن بلادهم وسيقفون ضد أي تهديد تتعرض له، وأفاد بأن أعداء بلاده ليس لديهم أي معلومات حول القدرة الإيرانية وحول مدى جهوزية قواتها وانسجامها، قائلاً "على الإدارة الأميركية أن تعلم أن الإيرانيين لا يستسلمون وأن تتذكر دروس الفشل التاريخية بدلاً من أن تبذل جهداً في التخطيط للمؤامرات".
ومقابل هذه التصريحات أفاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لا تسعى لإحداث توتر في المنطقة أو الوقوف بوجه انتقال النفط إلا أنها لن تتخلى عن حقها في تصديره، موضحاً أن الإجراءات الأوروبية إزاء الاتفاق النووي هامة للغاية.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أبدى ترامب جهوزيته في محاورة روحاني دون شروط مسبقة وبعد أن كان قد صعد كثيراً إزاء طهران التي رد مسؤولوها بانفعال شديد على التهديدات الأميركية أيضاً، وعلق المدير السياسي لمكتب الرئيس الإيراني حميد أبو طالبي على المقترح الأميركي الجديد، بوضع ثلاثة شروط أولها احترام الإيرانيين، وثانيها وقف العداء وثالثها العودة للاتفاق النووي.
وكان الرئيس روحاني قد لوح بإغلاق مضيق هرمز إذا ما أوقفت أميركا صادرات النفط الإيرانية، وحذر ترامب من تبعات اللعب بذيل الأسد على حد وصفه.