رمضان شهر فرحة للغزيين. وللباعة منهم فرحة مضاعفة. ففي هذا الشهر تغض البلدية النظر عن الباعة المتجولين والثابتين بعرباتهم وبسطاتهم، فلا تسألهم عن ضرائب أو رخص. ويسعى الكلّ إلى رزقه في الشهر الكريم.
سوق الزاوية أحد أقدم الأسواق في غزة يجمع كلّ طبقات المجتمع الفلسطيني طوال أيام السنة، لاحتوائه على كافة المستلزمات الحياتية التي يحتاجها أهل القطاع. يستمد السوق شهرته التاريخية من وجوده بجوار سوق القيسارية الأثري في البلدة القديمة فيشكل امتداداً له.
هناك يركن الحاج أحمد ساق الله (58 عاماً) بسطته في الزاوية الأبعد من السوق. كلّ رمضان هو هنا.. يقلي الحلويات ويستقبل المشترين. يقول لـ "العربي الجديد": "أنا عامل بناء، لكني في رمضان حلواني.. تعلمت الصنعة من أقاربي، وبت أكسب الرزق الوفير منها في هذا الشهر، وأنتظره عاماً بعد عام". ويقدر ساق الله بيعه بما بين 80 و100 كيلوغرام من العوامات والحلب والنمورة يومياً.. أما إذا عمل في غير رمضان فيقدّر ألاّ تتجاوز الكمية 10 إلى 15 كيلوغراماً يومياً.
يتلقى الحاج مساعدة من ابنيه رشاد وإياد. فيتبادلان المهام اليومية ومنها إعداد عجين الحلوى حتى يتسنى لوالدهم قليه وبيعه. ويقول رشاد "أعمل كهربائياً، لكن لا يوجد عمل في مجالي، لذلك اضطررت للعمل مع والدي هذا العام فهو مصدر رزق وفير".
في السوق نفسه ينتشر عشرات الباعة يحملون السلال التي يحتوي بعضها الحشائش والخضار المفضلة في الوجبات الرمضانية. ومن هؤلاء جميل الحتري (37 عاماً) الذي يحمل سلاً مليئاً بالجرجير (روكا) وعين الجرادة والبقدونس والنعناع. ويبيعها بمساعدة ابنيه الصغيرين حسام وعلاء اللذين يتجولان معه.
يقول الحتري لـ "العربي الجديد": "أهل غزة يعتبرون هذه الحشائش كالفاكهة بالنسبة لمائدة الإفطار. لا تخلو مائدة منها. ومن جهة أخرى، يجد مئات الباعة في الأسواق رزقهم في بيع هذه الحشائش بشكل يؤمن لهم مدخولاً أكبر". فيشير إلى أنّ البيع يتجاور خمسة أضعاف الأشهر العادية، وأنّ المزارع والمشاتل توفر كافة الأنواع إلا أن أسعارها ترتفع قليلاً على الباعة.
كما تشتهر أسواق غزة بشراب الخروب الذي تزين ثلاجاته وزجاجاته مداخل المحلات المخصصة لبيعه. يقبل أهالي غزة على هذا الشراب، خصوصاً لأنّه طبيعي. ويشتهر من بين باعته خروب الجيار في منطقة الساحة، وهو أقدم محل للخروب والعصير الطبيعي تأسس قبل 30 عاماً. وفي شهر رمضان بالذات يزين الجيار محله بالكامل، كما يضاعف عدد عماله، وينشر ست ثلاجات أمام بابه.
يقول مالكه الحاج مؤمن الجيار لـ "العربي الجديد": "بالرغم من كل الظروف والأزمات الذي تعصف بالقطاع، إلا أننا نتعايش مع وضعنا، خصوصاً في رمضان كأنّ كلّ الأمور اعتيادية ولم يجر لنا شيء. في رمضان نجد فرصة رزق. وقد يجمع البائع الواحد رزقاً من رمضان ينفق منه على عائلته طوال العام".
أما أحمد أبو نمر (45 عاماً) فقد اعتاد مع والده الذي توفي قبل عامين على وضع بسطة في شارع فهمي بك كلّ رمضان منذ عشرين عاماً. يضع أبو نمر فوق بسطته معدات القطايف والفرن المخصص، بالإضافة إلى الزينة الرمضانية الهادفة لجذب الزبائن. يقول أبو نمر لـ "العربي الجديد": "أصنع القطايف وأبيعها طوال شهر رمضان.. هو مصدر رزقي الذي أجمع منه مصاريف العيد ومدارس الأولاد، بالإضافة إلى مصاريف الزيارات العائلية في رمضان وأيام عيدي الفطر والأضحى".
من جهة أخرى، يقول مدير دائرة الاستهلاك في بلدية غزة أحمد الشيخ لـ "العربي الجديد": "لا تنظم البلدية في شهر رمضان أيّ مخالفة على البائعين عند أي مفترق، بالرغم من تسببهم بالكثير من الازدحام، وهدفنا في ذلك فتح المجال أمام الجميع للاسترزاق".
سوق الزاوية أحد أقدم الأسواق في غزة يجمع كلّ طبقات المجتمع الفلسطيني طوال أيام السنة، لاحتوائه على كافة المستلزمات الحياتية التي يحتاجها أهل القطاع. يستمد السوق شهرته التاريخية من وجوده بجوار سوق القيسارية الأثري في البلدة القديمة فيشكل امتداداً له.
هناك يركن الحاج أحمد ساق الله (58 عاماً) بسطته في الزاوية الأبعد من السوق. كلّ رمضان هو هنا.. يقلي الحلويات ويستقبل المشترين. يقول لـ "العربي الجديد": "أنا عامل بناء، لكني في رمضان حلواني.. تعلمت الصنعة من أقاربي، وبت أكسب الرزق الوفير منها في هذا الشهر، وأنتظره عاماً بعد عام". ويقدر ساق الله بيعه بما بين 80 و100 كيلوغرام من العوامات والحلب والنمورة يومياً.. أما إذا عمل في غير رمضان فيقدّر ألاّ تتجاوز الكمية 10 إلى 15 كيلوغراماً يومياً.
يتلقى الحاج مساعدة من ابنيه رشاد وإياد. فيتبادلان المهام اليومية ومنها إعداد عجين الحلوى حتى يتسنى لوالدهم قليه وبيعه. ويقول رشاد "أعمل كهربائياً، لكن لا يوجد عمل في مجالي، لذلك اضطررت للعمل مع والدي هذا العام فهو مصدر رزق وفير".
في السوق نفسه ينتشر عشرات الباعة يحملون السلال التي يحتوي بعضها الحشائش والخضار المفضلة في الوجبات الرمضانية. ومن هؤلاء جميل الحتري (37 عاماً) الذي يحمل سلاً مليئاً بالجرجير (روكا) وعين الجرادة والبقدونس والنعناع. ويبيعها بمساعدة ابنيه الصغيرين حسام وعلاء اللذين يتجولان معه.
يقول الحتري لـ "العربي الجديد": "أهل غزة يعتبرون هذه الحشائش كالفاكهة بالنسبة لمائدة الإفطار. لا تخلو مائدة منها. ومن جهة أخرى، يجد مئات الباعة في الأسواق رزقهم في بيع هذه الحشائش بشكل يؤمن لهم مدخولاً أكبر". فيشير إلى أنّ البيع يتجاور خمسة أضعاف الأشهر العادية، وأنّ المزارع والمشاتل توفر كافة الأنواع إلا أن أسعارها ترتفع قليلاً على الباعة.
كما تشتهر أسواق غزة بشراب الخروب الذي تزين ثلاجاته وزجاجاته مداخل المحلات المخصصة لبيعه. يقبل أهالي غزة على هذا الشراب، خصوصاً لأنّه طبيعي. ويشتهر من بين باعته خروب الجيار في منطقة الساحة، وهو أقدم محل للخروب والعصير الطبيعي تأسس قبل 30 عاماً. وفي شهر رمضان بالذات يزين الجيار محله بالكامل، كما يضاعف عدد عماله، وينشر ست ثلاجات أمام بابه.
يقول مالكه الحاج مؤمن الجيار لـ "العربي الجديد": "بالرغم من كل الظروف والأزمات الذي تعصف بالقطاع، إلا أننا نتعايش مع وضعنا، خصوصاً في رمضان كأنّ كلّ الأمور اعتيادية ولم يجر لنا شيء. في رمضان نجد فرصة رزق. وقد يجمع البائع الواحد رزقاً من رمضان ينفق منه على عائلته طوال العام".
أما أحمد أبو نمر (45 عاماً) فقد اعتاد مع والده الذي توفي قبل عامين على وضع بسطة في شارع فهمي بك كلّ رمضان منذ عشرين عاماً. يضع أبو نمر فوق بسطته معدات القطايف والفرن المخصص، بالإضافة إلى الزينة الرمضانية الهادفة لجذب الزبائن. يقول أبو نمر لـ "العربي الجديد": "أصنع القطايف وأبيعها طوال شهر رمضان.. هو مصدر رزقي الذي أجمع منه مصاريف العيد ومدارس الأولاد، بالإضافة إلى مصاريف الزيارات العائلية في رمضان وأيام عيدي الفطر والأضحى".
من جهة أخرى، يقول مدير دائرة الاستهلاك في بلدية غزة أحمد الشيخ لـ "العربي الجديد": "لا تنظم البلدية في شهر رمضان أيّ مخالفة على البائعين عند أي مفترق، بالرغم من تسببهم بالكثير من الازدحام، وهدفنا في ذلك فتح المجال أمام الجميع للاسترزاق".
أسواق مكتظة
يشتهر الكثير من الأسواق في قطاع غزة ببضائعه المتنوعة، فيما يخصص لشهر رمضان بضائع مميزة، أهمها ما يتعلق بالإفطار والسحور ومواد حلويات عيد الفطر. أكثر الأسواق اكتظاظاً في القطاع سوق الزاوية وسوق الساحة اللذان يضمان باعة معظمهم من المناطق الأكثر تهميشاً كالشجاعية وشرق مدينة جباليا. أما باقي الأسواق فتؤمّن فرص رزق للعاطلين عن العمل، وبعض شباب المخيمات.
إقرأ أيضاً: رمضان عكا بنكهة القطايف والعوامات