توالت ردود الأفعال الرافضة لتوجيه الحكومة البريطانية دعوة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لزيارة لندن، عقب الحكم على محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب، الثلاثاء الماضي، بالإعدام.
وسبق أن صرّحت مصادر في رئاسة الوزراء البريطانية، لوكالة "الأناضول"، أن السيسي تلقى دعوة لزيارة بريطانيا، من دون أن تفصح عن موعد الزيارة المرتقبة، في حين توقعت وسائل إعلام بريطانية أن تتم نهاية العام الجاري.
وأعرب نائب رئيس "رابطة مسلمي بريطانيا"، محمد كزبر، في تصريح لـ"الأناضول"، عن دهشته الشديدة من الدعوة، وخاصة لتوجيهها بعد الحكم بالإعدام على مرسي.
وقال كزبر إن "بريطانيا تقف في العادة ضد أحكام الإعدام، وبالتالي كنا نتوقع منها موقفاً أقوى في مواجهة السيسي، بعد الحكم بإعدام مرسي، إلا أنها قامت بدعوة السيسي لزيارتها، بدلاً من ممارسة الضغط عليه ومقاطعته".
واعتبر كزبر أن الدعوة تظهر "نفاق الدول الغربية"، وأن الحكومة البريطانية تولي التجارة، أهمية أكبر من الديمقراطية وحقوق الإنسان.
من جهتها، قالت نائبة مدير "منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، حسيبة حاج صحراوي، إن دعوة السيسي لزيارة بريطانيا "مثيرة للدهشة"، مضيفة: "نرغب في رؤية كاميرون، وهو يناقش مع السيسي وجهاً لوجه انتهاكات حقوق الإنسان في مصر".
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أعربت، في بيان لها، عن "قلقها العميق" من حكمي الإعدام والمؤبد الصادرين بحق مرسي، لافتة إلى أنها "على علم بإحالة تلك الأحكام إلى محكمة النقض، وتتابع عن كثب مراحل العملية القانونية".
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء الماضي، أحكاماً أولية، بإعدام 16 شخصاً في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر الكبرى"، بينهم 3 قياديين في جماعة "الإخوان المسلمين"، منهم نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، كما أصدرت حكمها بالسجن المؤبد (25 عاماً) على 17 متهماً في القضية نفسها، في مقدمتهم مرسي، ومرشد الجماعة محمد بديع.
وحكمت نفس المحكمة بإعدام مرسي، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اقتحام السجون"، إلى جانب 5 آخرين حضورياً، و94 غيابياً، من بينهم الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، ووزير الإعلام الأسبق، صلاح عبد المقصود، ولقيت تلك الأحكام إدانات رسمية، وحقوقية، وشعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً: تظاهرات مصرية حاشدة بجمعة "صوموا تنتصروا" رفضاً للانقلاب