رحيل مفاجئ للممثل المصري ممدوح عبد العليم

05 يناير 2016
الفنان الراحل (يوتيوب)
+ الخط -
ودّع الجمهور المصري، مساء اليوم الثلاثاء، الفنان القدير ممدوح عبد العليم الذي توفي أثناء تمرينه في إحدى الصالات الرياضية، حيث أصيب هناك بأزمة قلبية ليتوفى عن عمر يناهز الـ 60 عاماً، وتحدد موعد تشييع جثمانه غداً من مسجد مصطفى محمود، فيما سيكون العزاء الجمعة القادمة بمسجد عمر مكرم.

لم تكن حياة ممدوح عبد العليم حياة صاخبة مثل كثير من الفنانين، فقد كان فناناً يعمل في صمت، وإن لم يعمل فهو في منزله مع زوجته الإعلامية، شافكي المنيري وابنته الوحيدة هنا، ولا نتذكر، ولو مرة واحدة، أي شائعات أطلقت عليه أو أنه تسبّب في أي مشاكل مع زملائه، فلم يكن مصاباً بأي من عقد النجومية، فلا يشترط أن يكون اسمه على التتر في موضع ما ولا يفرض فناناً ما على مخرج مثلما يفعل معظم الفنانين الآخرين ولم يشترط أبداً أن يكون بطلاً.

عشرات الأعمال على النطاقين السينمائي والتلفزيوني قدّمها ممدوح عبد العليم على مدار مشواره ولكن فجأة اختفى لسنوات ولم نشاهده في عمل أو في مناسبة، ليعود ويظهر منذ عامين مع غادة عبد الرازق في مسلسلها "السيدة الأولى"، وقد كانت مفاجأة سارة لجمهوره روت الكثير من تعطشهم لرؤيته.

هو علي البدري في الملحمة الدرامية "ليالي الحلمية" التي شارك في أجزائها الخمسة، مع عمالقة الفن صلاح السعدني ويحيى الفخراني وغيرهما، وقد استطاع ممدوح أن يحجز مكانه وسطهم رغم قوة أسمائهم في ذلك الحين، وهو "رفيع بك العزايزي" في رائعة محمد صفاء عامر "الضوء الشارد"، وهو نفسه "رامي قشوع" في الفيلم الشهير "بطل من ورق"، وهو الذي قدم شخصية حمص في فيلم "سمع هس" مع الفنانة ليلى علوى.

كان ممدوح عبد العليم متميزاً في القيام بكافة الأدوار، وكان عدد من النقاد يقولون عنه إنه ممثل الأدوار السهلة الممتنعة، فبرع في الأدوار كافة كالصعيدية والأرستقراطية والرومانسية وهو نفسه الذي يقوم بأدوار الشاب المقحط الفقير، فقد كان معجوناً بماء التمثيل والموهبة التي كانت سبباً في أن يكون له مكانه وسط جمهوره رغم اختفائه كثيراً، لكن اختفاءه يعود لعدم قدرته على الانتماء إلى نظرية الشللية والعلاقات التي تأتي له بالأدوار، فكان يرى نفسه أكبر من ذلك كثيراً.

وكان عبد العليم قد نشر تغريدة له أول أيام السنة تمنّى فيها أن يعم السلام العالم في السنة الجديدة، لكنه رحل في خامس أيامها.

دلالات
المساهمون