رحيل ليتل ريتشارد رائد موسيقى الروك أند رول

10 مايو 2020
ليتل ريتشارد في حفل بكوستاريكا 1985(Getty)
+ الخط -

توفي رائد موسيقى الروك أند رول، ليتل ريتشارد، الذي ألهب الجماهير بأنغامه الحماسية، وطاقته القوية على المسرح في الخمسينيات، عن 87 عاماً.

وساهم ليتل ريتشارد مع أغنيته الضاربة الشهيرة "توتي فروتي"، في ظهور نوع موسيقي جديد، هو الروك أند رول.

وبفضل قدراته الصوتية، أسر ريتشارد جيلاً بأسره، وألهم عدداً كبيراً من الفنانين. وساهم ريتشارد مع تشاك بيري وفاتس دومينو في إدخال تغيير عميق لموسيقى البلوز، لكن خلافاً لهذين الفنانين غير الاستفزازيين نسبياً، ساهم ريتشارد في إعطاء الروك أند رول طابعاً فضائحياً مع قمصانه الغريبة غير الشائعة حينها لدى الرجال وتصفيفة شعره العالية وشاربه الرفيع.

وقبل مغني الروك في الستينيات، لم يتوانَ هذا المغني عن إظهار صورة جريئة عن فنان يعيش حياة صاخبة، لكنه بيّن أيضاً عن شخصية معذبة عانت مشكلات كبيرة.

وقد كان أثره كبيراً، إذ إن بعضاً من طلائع كبار مغني الروك البيض أعادوا تقديم أغنيات له، من أمثال بادي هولي وجيري لي لويس وإلفيس بريسلي.

كذلك فإن فرقاً أسطورية، بينها "بيتلز" و"رولينغ ستونز"، كانت في بداياتها تفتتح حفلاته، فيما انطلق جيمي هندريكس في مسيرته موسيقياً داخل فرقته.

وفي سن التاسعة، ذُهل ديفيد بووي بفيلم عن ليتل ريتشارد الذي "من دونه لم أكن لأصبح موسيقياً يوماً على الأرجح"، بحسب تصريحات للمغني البريطاني.

ولد ليتل ريتشارد، واسمه الحقيقي ريتشارد واين بينيمان في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 1932 في عائلة فقيرة في مايكن بولاية جورجيا، جنوبي الولايات المتحدة.

وفي سيرته الذاتية الصادرة عام 1984، روى المغني أن والده، وهو صاحب حانة، قُتل بالرصاص في بداية مسيرته، قال له يوماً: "والدي كان له سبعة أبناء، وأنا أيضاً أردت إنجاب سبعة أبناء. لقد خربت كل هذا، فأنت لست سوى نصف ابن".

وتسميته ليتل ريتشارد (ريتشارد الصغير) خداعة، إذ إن طول قامته كان يبلغ 180 سنتيمتراً. هذا الابن المتمرد كان يعاني إعاقة حركية بسبب التفاوت في طول ركبتيه. وهو كان يرتاد الكنائس خصوصاً لانجذابه إلى الموسيقى الكنسية.

وقد لاحظت موهبته مغنية غوسبل عام 1947، وبدأ عندها الغناء الاحترافي، خصوصاً في حفلات سرية. وبدأت دور إنتاج موسيقي الاهتمام به.

وباتت أغنية "توتي فروتي" حاضرة بقوة في كل حفلاته، لكنه لم يفكر يوماً في تسجيلها إلى أن سمعها منتج في شركة "سبيشلتي ريكوردز" في لوس أنجليس المتخصصة في أعمال الفنانين السود. وهي اقترحت عليه تسجيلها في الاستوديو مع تعديل كلماتها المشحونة جنسياً للتمكن من بثها عبر الإذاعات.


وقد حققت الأغنية بعد تهذيب كلماتها نجاحاً ساحقاً. فخلال حفلة في بالتيمور عام 1956، خلعت النساء ثيابهن ورمين ملابسهن الداخلية على المسرح، بينما كانت الشرطة تمنع المعجبين المتحمسين من غزو المسرح أو رمي أنفسهم عن الشرفات.

ويقول عالم الموسيقى كريس موريس لوكالة فرانس برس: "لم نشهد يوماً فناناً آتياً من عالم "آر أن بي" بهذا الانفتاح والشراسة والصخب".

وأصدر الفنان بعدها أغنيات ضاربة عدة بينها "غود غولي، ميس مولي" (1956).

وبعدما حقق ثروة مالية كبيرة، اشترى ليتل ريتشارد فيلا في لوس أنجليس وانتقل للعيش فيها مع والدته.

لكن في أوج مجده سنة 1957، أعلن فجأة إلغاء جولة في أستراليا، ليصبح مرسلاً في بعثة إنجيلية.

وبعد هذا التحول، تزوج ناشطة في هذه الكنيسة تدعى إرنستين كامبل وتبنيا معاً ابناً. لكن بعد أربع سنوات انهار هذا الزواج بعد ضبط ريتشارد في وضع مخلّ بالآداب مع رجال داخل مراحيض.

وقد اتسمت مواقفه بشأن الجنس بالالتباس. فهو قال في مقابلة مع مجلة "بنتهاوس" عام 1995: "لطالما كنت مثلياً طوال حياتي، وأنا أعلم أن الله هو محبة وليس كراهية". لكنه قال في نهاية 2017 في مقابلة مع قناة دينية بولاية إيلينوي إن المثلية الجنسية "مخالفة للطبيعة".


(فرانس برس)

المساهمون