رحيل عبد الجبار نعمان.. خمسون عاماً من الفن

27 يناير 2019
(1949 - 2018)
+ الخط -
رحل الفنان اليمني عبد الجبار نعمان (1949 – 2019) أمس السبت في صنعاء إثر صراع طويل مع المرض من دون أن "يحظى في الفترة الأخيرة، برعاية واهتمام من قبل الجهات الحكومية المعنية"، بحسب ما أفاد أحد أقاربه في حديث لـ"العربي الجديد".

وكان عدد من المثقفين اليمنيين دعوا الجهات المسؤولة إلى توفير منحة علاجية مع تذاكر سفر وتكاليف إقامته وعلاجه في الخارج، لكنها لم تجد آذاناً صاغية.

يعد الراحل أحد أبرز التشكيليين في بلاده الذين نالوا دراسة أكاديمية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، واستطاعوا أن يحقق انتشاراً خارج حددود اليمن عبر مشاركاته المتعدّدة في العالم العربي، وحصوله على جوائز عدّة.

ولد عبد الجبار أحمد عبد الوهاب نعمان في منطقة ذبحان قرب مدينة تعز، والتي بدأ دراسته فيها ثم أكملها في عدن، وسافر إلى القاهرة حيث التحق بـ "معهد الفنون الإيطالية وحاز منه على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1973.

وصف وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، في مقال سابق له، عبد الجبار نعمان، بأنه الفتى "الذي سحر عبد الناصر"، حيث أُعجب الأخير خلال زيارته لصنعاء، بأعمال نعمان فمنحه بعثة للدراسة الفنون الجميلة، ورعى في عام 1965 أول معرض له في القاهرة.

بدأ الفنان مشواره بالواقعية حيث ارتبطت أعماله بالبيئة المحلية، وعبرت عن الهوية من خلال المعمار والزخارف غالباً، كما رسم في فترة لاحقة الوجوه والبورتريهات النسائية، مبرزاً من خلالها جماليات الزي والتراث الشعبي، مروراً أعماله التعبيرية، مروراً بلوحياته التعبيرية منذ مطلع التسعينيات.

رسم اليمن وأظهر معالمها الفنية والثقافية، ومن أبرز أعماله، جدارية افتتحها الأمم المتحدة عن الحرب والسلام، كما أقام معارض في العديد من البلدان، بما فيها روسيا، وبلغاريا، وألمانيا، وبريطانيا، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة اللوحة الذهبية وشهادة استحقاق من منظمة "اليونيسف".

مثّل نعمان أسلوباً خاصاً في تصوير المشاهد الطبيعية واستخدام اللون كعنصر أساسي في بناء لوحته، كما تميّزت تجربته بتقديم العديد من الجداريات الكبيرة التي عكست رؤيته في الفن وعلاقته بالحيز العام وحياة الأفراد الذين ينتمون إليه.

المساهمون