رحيل شيخ فن الـ"كناوة" محمود غينيا

04 اغسطس 2015
"المعلم" محمود غينيا (فيسبوك)
+ الخط -
فقد المغرب، أمس الإثنين، أحد أبرز حفظة فن الـ"كناوة" الأفريقي "المعلم" محمود غينيا عن سن ناهزت الـ64، متأثراً بالمرض الذي لم يمنعه من إحياء حفلة للتاريخ بشهر أيار/مايو الماضي، في اختتام مهرجان "كناوة" لموسيقى العالم بمدينة الصويرة مسقط رأسه.

وينحدر محمود غينيا من عائلة مالية عاش أبناؤها ذلّ العبودية، قبل أن يهاجر الجد إلى موكادور وهو الاسم القديم لمدينة الصويرة ويختار الاستقرار بها. لمحمود ثلاثة أبناء "معلمين" بهذا الفن هم محمود والمختار وعبد الله، بالإضافة إلى ابنته زايدة، التي لم تتخلف هي الأخرى عن حمل "إرث العائلة الكناوي".

كان عمر محمود غينيا 12 سنة عندما بدأ ينقر و"يساوي" أوتار "الكنبري" أو "الهجهوج"، الآلة التي تعتبر بالإضافة إلى "القراقب" عماد الموسيقى الكناوية. وعلى غينيا أن يكون جديراً باسم عائلته فاجتاز بكفاءة في عمر العشرين امتحان "المعلمين" بزاوية سيدي بلال التي تحرس عائلته تراثها. أبهر حينها "المعلمين" الكبار الذي كانوا يختبرون المتقدمين لنيل "شرف لقب المعلم" وأبهر بعد ذلك على امتداد سنوات المغرب والعالم بسيل موسيقاه الذي يتدفق حياً وحاراً كأفريقيا، يمجّد الإنسان أينما كان.

يستطيع المتذوق لفن الـ"كناوة" أن يميز صوت محمود غينيا من بين آلاف الأصوات التي تتبنى غناء هذا اللون الموسيقي والحياتي أيضاً، باعتبار أن الـ"كناوة" هي أسلوب حياة أيضاً، يعتق من الذل وينبذ العنصرية وينفلت من قيود الطبقية ويمجّد الحرية والإنسان.

ويأتي بعض المتذوقين الموسيقيين من الولايات المتحدة الأميركية مثلاً للاستماع للكناويين، معظمهم يسأل بالأخص عن شيخهم محمود غينيا. كما تجد في المتعرفين حديثاً على فن الـ"كناوة" في مدينة الصويرة، زوّاراً قدموا من بلدان المحيط الأطلسي وأوروبا والقارة الآسيوية، يسألون عن موعد حفلات "الشيخ غينيا" وينتظرونه ككثير من المغاربة.

اقرأ أيضاً: "كناوة" المغربي يحلم بالانتساب لـ"التراث الشفوي العالمي"

وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، قال الراحل محمود غينيا إن لا شيء قد يحول بينه وبين الغناء سوى الموت، مضيفاً:"لن أعتزل الغناء، أنا كناوي لمدى الحياة، لكن هذا لا يمنعني من مساندة ابني والجيل الشاب".

دلالات
المساهمون