رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (3/6)

18 نوفمبر 2019
+ الخط -
أواصل اليوم وغداً نشر الحوار الذي أجريته مع المخرج الكبير كمال الشيخ عام 1998، وأنشره هنا لأول مرة:

ـ أستاذ كمال طبعاً لازم أشير إلى أنه في مرحلتك السينمائية التي سبقت فيلم (اللص والكلاب)، أشار الكثير من النقاد إلى قدرتك على إدارة الأطفال في الأفلام بشكل مختلف عن ما سبق من استعانة بهم في أفلام الكوميديا والاستعراض فقط؟
ده صحيح، عملت ده في فيلم (الشيطان الصغير) وفيلم (ملاك وشيطان) وأعتز جدا بالتجربتين، وأعتقد إني تعلمت كتير من الأطفال في فن إدارة الممثل، أنا باعتبر إن إدارة الطفل أمام الكاميرا زي مهمة خاصة وشديدة الصعوبة، ولو نجحت فيها بتكون زي اللي حصل على رسالة دكتوراة في تخصصه، والمدهش كمان إن التعامل مع الأطفال بينبهك إلى عيوب موجودة عند الممثلين الكبار، ما بتكونش أخذت بالك منها قبل كده وبتعتبرها شيء عادي، الحقيقة تعلمت كثير من التجربة دي لكن كالعادة جت لي بعدها مشروعات كثيرة فيها أطفال عشان أكرر نجاح التجارب السابقة وطبعا رفضت.

ـ بعد مجموعة من الأفلام العادية أو اللي ما فيهاش رغبة في الاختلاف كعادتك، استعاد كمال الشيخ روح التجديد والتغيير، وحصلت لك نقلة فنية جديدة مع نجيب محفوظ في (اللص والكلاب)، كلمني عن هذه التجربة؟
طبعا من أول ما قريت الرواية فور نشرها على حلقات، أعجبت بشخصية البطل سعيد مهران اللي كانت مستوحاة من قصة السفاح محمود سليمان، وقلت طبعا الناس هتهتم بالموضوع ده وبالشخصية وإحساسها، بس كان عندي مشكلة إن الرواية عبارة عن مونولوج داخلي، طيب إزاي ينفع إن بطل الفيلم يبقى زي بطل الرواية بيروي القصة من الأول للآخر من خلال هذا المونولوج الداخلي، دي كانت المشكلة الأولى، ما أقدرش أعمل ده من خلال الحوار، مش هيبقى الفيلم ممتع، وعشان كده اشتركت في كتابة السيناريو وأنا عندي إحساس إن دي مسئولية كبيرة جدا إني أعمل رواية لنجيب محفوظ، فقررنا نعمل إيه، كنا نكتب عشرين صفحة ونعرضها عليه عشان يقول رأيه بشكل ودي، عشان نتأكد هل فهمنا اللي كتبه بشكل سليم، هل قدمنا رموزه بشكل خاطئ، وكان بيقول لنا رأيه في بعض الحاجات، وبعدين نستكمل على هذا الأساس، وعدلنا مرتين ثلاثة، لغاية ما في الآخر خلصنا السيناريو كاملا وقراه كله ووافق.

ـ دي مفاجأة بالنسبة لي، لإن نجيب محفوظ كان دايما يقول إنه مش مسئول عن تحويل رواياته للسينما، وإنه ما بيقراش السيناريوهات المأخوذة عنها، فيبدو أنه كان عنده قلق خاص على الرواية دي بالتحديد وحريص على ظهورها للنور بشكل يرضى عنه؟
أنا كنت مرعوب من فكرة إني أقدم الرواية بشكل يختلف عن اللي كان يقصده نجيب محفوظ، وده اللي خلاني أحرص على الذهاب ليه من غير ما يتم إعلان ده عشان ما يبقاش فيه إحراج لحد، وأذكر إنه بعد 15 سنة من خروج الفيلم للنور قريت في مجلة، مش متذكر هل كانت الكواكب ولّا روز اليوسف، إن نجيب محفوظ قال إنه من الأفلام اللي بيقدرها واللي أنتجت من رواياته (اللص والكلاب) بالتحديد، وكون إنه يعتبر ده الأفلام اللي هو راضي عنها، فدي حاجة أعتز بيها جداً، وباشكر ربنا على قرار إني حرصت على عرض السيناريو عليه.

ـ شخصية رؤوف علوان اتكلم الكثير من النقاد عنها وعن كونها إسقاط سياسي على بعض الشخصيات الصحفية القريبة من السلطة، هل كنت واعي بده؟
لأ مش بالضبط ما فكرتش في ده خالص، أنا كانت فكرتي أكثر إني أقدم شخصية المثقف الشيوعي اللي ممكن يكون انتهازي برغم إنه بيرفع شعارات نبيلة، وده حصل كتير، إن شخص يرفع شعارات شيوعية وبعد كده ينقلب رأسا على عقب، علشان أقول إن مش كل الشيوعيين أنقياء، وفي منهم انتهازيين.

ـ هو الحقيقة استقبال الشخصية عند الجمهور راح بعيد خالص عن الشيوعيين، وتم إسقاطه أكثر على المثقفين القريبين من السلطة، طيب كنت عايز أسأل حضرتك: فكرة إنك تحرص على الأبعاد الموجودة في قصة نجيب محفوظ، أبطال الفيلم كمال الشناوي وشادية وشكري سرحان كانوا بيتعاملوا إزاي مع الرواية، هل كانوا مهتمين بقرايتها زي اهتمامهم بالسيناريو؟
شادية ما كانش لها مزاج في حكاية قراية الرواية دي، لكن كمال الشناوي يمكن شوية فاهم، وشكري سرحان برضه بيقرا الرواية الأول، لكن كلهم كنا بنقعد ونتناقش ف يكل التفاصيل وفي كل حركة مكن تأديتها، لكن ما أعتقدش إنهم مهتمين بأبعاد الرواية قدر اهتمامهم بتوصيل شخصياتهم بشكل سليم، وهو ده الأهم طبعا.

ـ الجمهور استقبل الفيلم إزاي؟
نجح نجاح خطير، ونجاحه لا يزال مستمر وده الأهم، يعني هاقولك على قصة لا أنساها، ولو حصلت لغيري ما كنتش أصدقها، لكن أقسم بالله لا أنساها وباعتبرها من أهم ما حدث في حياتي كمخرج، بعد عرض الفيلم بعشرين سنة، كنت راكب تاكسي، وبعدين دخلت في نقاش مع السواق وجه الكلام عن السينما والأفلام، المهم لما عرف إن أنا اللي عملت فيلم (اللص والكلاب) راح مطلع من شنطة تابلوه العربية شريط كاسيت مسجل عليه شريط الصوت بتاع الفيلم، قالي أنا متعود إني أسمعه وأنا سايق، غير المرات اللي شافها فيه فيديو وفي التلفزيون، أتصور إن ده دليل على النجاح الكبير جدا اللي حققه للفيلم.

ـ في رأيك إيه سر النجاح الكبير ده؟
بصراحة يمكن عشرة في المية من الجمهور وصلهم فكرة نجيب محفوظ في الصراع اللي بين سعيد مهران ورؤوف علوان، ومين اللص الحقيقي اللي أفلت من العقاب واللص اللي المجتمع قرر يعاقبه، يمكن اللي عندهم بعد سياسي أدركوا ده، لكن تسعين في المية من اللي شافوه تعاطفوا مع شخصية البطل اللي خانته مراته، لكن بالنسبة لي زي ما قلت لك في البداية، المهم إن الكل شغلته علامة الاستفهام اللي اتقدمت في أول الفيلم وفضل متابعها ومشدود ليها لحد الآخر.

ـ أنا حسبت فيلم (الشيطان الصغير) على مرحلة ما قبل (اللص والكلاب) لكنه كان بعده مباشرة، وهو فيلم وممتع، وبعدها قدمت أيضا فيلم متميز هو (الليلة الأخيرة) مع فاتن حمامة ومحمود مرسي وأحمد مظهر، وفي الفترة دي اشتغلت مع محمود مرسي وأحمد مظهر في أكثر من تجربة مثل (الخائنة) و(المخربون) و(لن أعترف)، ومع أن كل هذه الأفلام جيدة، لكن يبدو لي إنك بعد ما بتعمل عمل فيه تغيير كبير وبيمثل نقلة في شغلك، ما بتعملش زي البعض بإنك تفضل التوقف والبحث، لغاية ما تعمل حاجة فيها تطور أكبر، بالعكس بتواصل شغلك حتى لو قدمت عمل أقل في مستواه ونجاحه؟
أنا باعتبر إن صنع نقلة أو تغيير لن يتم إلا من خلال العمل ومواصلة العمل، يمكن هي مدارس مختلفة، لكن أنا أفضِّل إني أشتغل وأطور أدواتي وباعتبر كل قصة جديدة تحدي، في طريقة الحكي وطريقة الإخراج، لكن النتيجة ما بتكونش مسئوليتي ولا هي أي مسئولية أي صانع سينما، في الفترة اللي أعقبت (اللص والكلاب)، كنت موفق في عمل (الليلة الأخيرة)، باعتبره فيلم قريب جداً مني، البعض كان متخوف منه، وبيعتبر إن أسلوب حكايته هيكون غريب جدا على المشاهد، لكني كنت متأكد إن الأسلوب ده هيكون نقطة قوة للفيلم، كان في رأي إن الفيلم نجاحه هيقل لإنه ممكن يتحرق بسهولة من اللي شافوه، أو حتى ما حدش يفكر يشوفه تاني، ودي كانت نقطة بتساعد على زيادة إيرادات الأفلام، وكنت باقول إن فيلم زي ده ممكن لما يتشاف مرة تانية هيتشاف بنظرة مختلفة، وإن فكرة علامة الاستفهام المثارة بعد دقيقتين من الفيلم هتكون لصالحه، وده اللي حصل لما الفيلم اتعرض في التلفزيون، هو اتعرض عدة مرات وفي كل مرة تيجي لي تليفونات كتيرة من ناس يقولوا لي إحنا شفنا الفيلم للمرة الخامسة كإننا بنشوفه لأول مرة، مع إننا خلاص من أول مرة شفناه عارفين إيه اللي هيحصل، ولا تتصور قد إيه كنت بابقى سعيد بده، لإني كنت من أول لحظة مش مركز على فكرة وجود سر بيتم كشفه، ولكن في حالة سينما جذابة للمشاهد أبعد من فكرة السر أو اللغز اللي يتم حله.

ـ التجربة دي ثبت نجاحها عند الجمهور، لكن هل نجحت عند النقاد برضه؟
لما اتعرض الفيلم لاقى إعجاب كبير جداً، وكتب عنه نقاد بشكل كويس، لكن أتذكر إنه واجه مشكلة مع بعض النقاد اليساريين، في واحد منهم كتب يعني بالرغم من أن الفيلم متميز، لكن إيه قيمته، طالما مش بيخدم توجهات الثورة، الفيلم اتعرض سنة 1963 في عز الكلام عن التوجه الاشتراكي والفن في خدمة الشعب، وفي ظل ده البعض كان بيعتبر إن أي فيلم ما بيعالجش قضايا تهم الفقراء وعامة الشعب يبقى مالهاش قيمة.

ـ غريبة يا أستاذ كمال، يمكن في بحثي عن ما تمت كتابته عن أفلامك، اعتمدت على الكتب وليس على الصحف التي كانت تتابع الأفلام أولا بأول، عشان كده ما تصورتش إنه كان في حالة تربص بيك من بعض النقاد؟
طبعا إلى جوار دول كان في نقاد بيكتبوا عن أفلامي بإنصاف وموضوعية، لكن كان في ناس عندها ترصد، يعني هاقول لحضرتك حاجة، يعني مثلا فيه ناقد مش عايز أذكر اسمه، قعد طول عمره يعتبر إن فيلم (اللص والكلاب) مختلف عن قصة نجيب محفوظ وأقل منها، مع إني حكيت لك رأي نجيب محفوظ، لكن مش كل النقاد المحسوبين على اليسار كانوا كده، يعني رجاء النقاش لما كتب عن الفيلم قال إني عملته بنفس المستوى اللي كتب بيه نجيب محفوظ، وكتب ده في الوقت اللي كان الكتاب الشيوعيين بيعتبروني يميني، رغم إني زي ما قلت لك كنت أكثر يساراً من غيري في بعض المواقف، بالذات ضد الاستغلال والانتهازية، اللي كنت باعتبرهم خيانة عظمى.

ـ يبدو إن ده كان مؤثر على تفكيرك، لإنه واضح من فيلم (المخربون) إن في تأكيد في بداية الفيلم في مشهد المحاكمة على ضرورة محاكمة المنحرفين عن توجهات الدولة وسياستها في حماية المواطنين، والمفارقة إن الفيلم عرض سنة 1967 ولكن قبل وقوع الهزيمة، كان إيه تأثير هزيمة يونيو عليك؟
زي التأثير اللي حصل على كل المصريين، لكن يمكن بالنسبة لي كنت متوقعها نظرا لاعتقادي إن في خلل موجود في الحكم، بسبب التنافس بين قوتين عظمَيتين همّا عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وهذا الخلل هو اللي أدى إلى الكارثة، وفي ظل كده نشأت سياسات غير سليمة، زي التحدي اللي كان بيتحداه عبد الناصر، واللي ادى الفرصة لإسرائيل إنها تبدأ عدوانها.

ـ لكن كمال الشيخ المواطن كان مصدق في أيام الحرب الأولى إعلام الدولة الرسمي؟
طبعا، في الأيام الأولى كنت مصدق، لما يقولك وقعنا 50 طيارة وحاجات زي كده، لغاية ما ابتدينا نسمع من إذاعات الخارج عكس هذا الكلام، واتعرفت تفاصيل المأساة بعد أيام من بداية الحرب، وكانت كارثة.

ـ هل خرجت في مظاهرات مطالبة عبد الناصر بالعدول عن التنحي اللي شارك فيها فنانين كثيرين؟
لأ، ما خرجتش.

ـ كان عندك قناعة إن اللي عمل الهزيمة لازم يمشي؟
أيوه، لو ده حصل في أي بلد تانية كان مشي طبعا.

ـ ولما رجع منصبه، شعرت بخيبة أمل ولا قلت جايز يصلّح؟
لا، أنا تعاملت بشكل إيجابي مع رجوعه، وقلت برضه البلد عايزة قيادة، وربما يرتفع إلى المستوى المطلوب، ويستغل خبرته في إصلاح الوضع، وعشان كده ارتفع الأمل عندي لما بدأ يعمل حرب الاستنزاف، وكان في جزء من التعاطف معاه.

ـ بعد هزيمة يونيو حصل نوع من الانفتاح السينمائي الرقابي إلى حد ما، وفي ظله قدمت سنة 1968 فيلمك (الرجل الذي فقد ظله) عن قصة فتحي غانم، إيه سر اختيارك لهذا الفيلم بالتحديد؟
سبب اختياري ليه هو عدائي للانتهازية اللي كنت متصور إن ده سبب الأزمة السياسية اللي حصلت في البلد، وده اللي حاولت عرضه من خلال شخصية كمال الشناوي، اللي عايز يقفز للقمة من خلال مواقف انتهازية، كنت حاسس إني باشير إلى سبب أزمة البلد الأساسي. ولو بصيت حتى لفيلم (اللص والكلاب) هتلاقي نفس العداء للانتهازية، لإن رأيي إن الانتهازي إنسان كريه جدا، ممكن يغير مبادئه بسهولة، أو في الحقيقة مبادئه مجرد وهم، وطبعا كانت صدفة إن الأستاذ كمال الشناوي يقدم في الفيلمين دور الانتهازي اللي عايز يرتفع لأقصى ما يمكن أيا كان ما سيفعله، وطبعا يحسب له إنه لم يقلق من الدورين وتأثيرهما على الجمهور، زي ما كان البعض بيقلق.

ـ قيل في شهادات كثيرة إنه وقتها كان الكل عارف إن رواية فتحي غانم فيها إسقاط في الشخصية دي على شخص محمد حسنين هيكل، وانت بتعمل الفيلم كنت عارف ده؟
أيوه طبعاً.

ـ وكنت مقتنع بإن ده إسقاط فعلا على هيكل مش مجرد كلام يقال؟
أيوه.

ـ وكمال الشناوي كان فاهم ده برضه، ولا انت سبته يمثل الشخصية بعيدا عن هذا التصور؟
لا، الحقيقة احنا لم نتطرق إلى تفسير الحكاية دي مع بعض، لإن ممكن يكون ده تفسير غلط.

ـ كاتب الرواية فتحي غانم وانت بتشتغل على الفيلم لم يؤكد لك التصور؟
لأ طبعا، أنا فعلا كنت باوري المعالجة لفتحي غانم عشان ما يبقاش في أخطاء أو تفسير خاطئ، لكن ما حصلش إن جت سيرة الحكاية دي، ولو إن أنا كنت مقتنع بها جوايا.

ـ وأتصور إن القناعة دي انعكست على الفيلم، هل ده سبب ردود فعل أو مشكلة مع الرقابة أو حتى مع هيكل؟
لأ طبعا، من ذكاء هيكل إنه لا يمكن يحتج، سواء على الفيلم أو على الرواية، لإنه هيكون كإنه بيعترف إن الشخصية دي عنه، والرقابة كمان لا يمكن تفترض ده، لإن ده افتراض هيحسب عليها، بعضهم بالتأكيد شعر بده، لكن لو كانوا أصروا عليه وذكروه كانوا هيضروا هيكل اللي وقتها كان أهم كاتب قريب من السلطة.

ـ كان موقفك اللي بنيت عليه تصورك لهيكل، ليه علاقة بكون دوره الإعلامي جزء من الخلل في منظومة البلد؟
طبعا، لكن برضه بنيته على مواقف تانية ليه كمان مع بعض أساتذته في الصحافة.

ـ تقصد محمد التابعي؟
التابعي، ومصطفى أمين.

ـ مصطفى أمين في فترة محاكمته بتهمة التجسس؟
يعني هو من موقعه وموقفه وعلاقته بمصطفى أمين خلال فترة أخبار اليوم وبعدين ما دافعش عنه، دي كلها ملامح بنيت عليها تصوري للشخصية، لكن الفيلم وشخصية يوسف السويفي أكبر من ربطها بشخص واحد، هي نموذج أشمل من ده ومن حق أي حد يضع تحته ما يشاء في أي عصر.

.....

نكمل غداً بإذن الله
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.