لطالما شكل الريف الأوروبي وجهة سياحية مميزة خاصة في فصل الصيف، حيث يسعى سكان القارة العجوز خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز إلى زيارة القرى والمدن النائية للاستمتاع بالأجواء الطبيعية، والطقس الجميل بعيداً عن ضوضاء المدنية.
تعد بلجيكا واحدة من الدول الغربية التي تتميز بهدوء وجمال ريفها، كما أنها واحدة من الدول التي تعتمد على السياحة البيئية، ما يجعلها وجهة صحية.
كذلك، كانت واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالنسبة للأمراء في القرون الوسطى. ما يميز القرى البلجيكية عن نظيرتها الأوروبية، أنها لا تزال محافظة على عراقتها وتقاليدها، ويتجلى ذلك من خلال المباني التاريخية، القصور القديمة والكهوف الطبيعية.
التخطيط لزيارة الريف البلجيكي، لا يتطلب منك أكثر من عجلة هوائية، وثياب مريحة، لأنك ستتنقل عبر درجاتك بين القرى الصغيرة في بضع دقائق، للاستمتاع بسحرها الخاص.
بارله ناساو
في ركن هادئ من شمال أوروبا، وتحديداً بين بلجيكا وهولندا، تقع قرية بارله ناساو. هناك كل شيء مشترك بين الدولتين، فالعديد من المباني لها حدود دولية. حتى في البيت الواحد، يمكن أن تكون غرفة النوم منقسمة بين هولندا وبلجيكا.
يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصور الوسطى عندما تم تقسيم قطع الأراضي بين العائلات الأرستقراطية المحلية المختلفة. عند الانطباع الأول، ترى المدينة أكثر تجانساً مع الخصائص الهولندية من نظيرتها البلجيكية، لكن تفاصيل العيش والتقاليد تبدو أقرب لبلجيكا.
تتميز هذه القرية بمناظرها الطبيعية، وأشجارها الكثيفة، وهي عادة ما تجذب هواة سياحة الدراجات الهوائية، حيث يقول فلوريس، مؤسس موقع سياحي يحمل اسمه، ومختص في هواة السفر عبر الدرجات الهوائية" أمضيت نحو 10 أيام في هذه القرية، وقد تمكنت من استكشافها بالدراجة، واستمتعت بالمناظر التاريخية، كما تذوقت أشهى المأكولات في المطاعم المقسمة حدودياً".
باستون
على حدود لوكسمبورغ وبلجيكا، يمكن للمرء أن يعود تحديداً إلى فترة الحرب العالمية الثانية، فإن كنتم من عشاق التاريخ والأعمال الحربية، لابد من زيارة هذه القرية، والتي يطلق عليها المتحف المفتوح. ببساطة لأن هذه القرية كانت المكان الذي ضحى فيه آلاف الجنود بحياتهم خلال الحرب العالمية الثانية. وتضم القرية متحف حرب إعلامي يوفر لجميع الزوار فرصة لاكتشاف المعارك التي دارت على أرضها.
كما يقصد السياح، غابة السلام التي تتكون من 4000 شجرة مزروعة لإحياء ذكرى الحرب. يقول فلوريس" زيارتي إلى القرية في العام 2017، شكلت منعطفاً في مسيرتي السياحية، لأن القرية تتميز بطابعها التاريخي والمعاصر في أن معاً. يشير إلى أن القرية تتحول في المساء إلى مكان رائع للسهر، حيث تعلو أصوات الموسيقى من المطاعم والمقاهي، فينسى الزائر أثار الحرب التي شاهدها صباحاً.
دوربي التاريخة
تعد هذه المدينة معقل التاريخ الأوروبي، غالباً ما يشار إليها بأنها أصغر مدينة في العالم. وتوصف المدينة، بأنها الأكثر سحراً لابل حتى يمكن اعتبارها بحسب وصف فلوريس، من أكثر المدن جمالاً وهدوءا.
يعود تاريخ المدينة التاريخية إلى القرن السابع عشر ، وتقع في الغابات الكثيفة لمنطقة آردين البلجيكية في الجبال المرتفعة. هذا المكان هو الخيار الأفضل لجميع الأفراد الذين يتطلعون إلى الاستمتاع بعطلتهم وسط الطبيعة، خاصة وأن الفنادق المحيطة بالمدينة لاتزال محافظة على هندستها المعمارية القديمة.
وتتنوع الأماكن الأثرية في دوربي، حيث تحتوي على قلعة كبيرة وقصر تاريخي، كان يقصده ملوك بلجيكا في القرن السابع عشر في رحلات الصيد الخاصة بهم. كذا تضم أيضاً العديد من الكهوف، ومنها كهوف هوتون. يشير فلوريس الى أن الوصول اليها يتطلب تسلق الجبال، ولذا فهي رحلة ممتعة لمحبي المغامرات.
هان سور لاس
لا يتخيل المرء أن يجد في قرية Hen sur lesse البلجيكية، كم ونوع النشاطات التي تحتضنها قرية صغيرة في أقصى البلاد. إذ يمكن القول بأنها تضم أنشطة ترفيهية توازي ما تحتويه كبرى المدن حول العالم. تبدأ الجولة السياحية من خلال زيارة الكهوف التي تشكلت بفعل الطبيعة.
وعادة ما يقوم السياح بالتعرف على معالم القرية من خلال ركوب القطار المكشوف، حيث يجولون بين الأنهار، والبحيرات، والغابات التي تغطي معظم أجزائها، وكما يقصد السياح شلال هان سور لاس حيث يمكنهم ممارسة السباحة في المياه النقية.
للأطفال أيضاً نصيبهم، من خلال زيارة حديقة الحيوانات والتي يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية، وتضم مئات الحيوانات النادرة، كما تتنوع النشاطات الترفيهية والفنية والغنائية هناك. وفي فترة المساء، يقصد الزائر المتنزهات قرب نهر "لاس"، حيث المتاجر والمطاعم السياحية.
تكاليف الرحلة
تعد بلجيكا من الدول ذات الاقتصادات المتقدمة، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن عملتها هي اليورو. الأسعار في بلجيكا، وأسوة بباقي الدول الأوروبية المتقدمة تعد مرتفعة نسبياً، وعلى سبيل المثال، فإن سعر الاقامة في في فندق مصنف 3 نجوم يتراوح ما بين 20 و30 يورو، أي ما يقارب 35 دولاراً، وترتفع الأسعار بطبيعة الحال في الفنادق المصنفة 4 و5 نجوم، ولذا عادة ما يلجأ السياح الى خيار الاقامة في بيوت الشباب نظراً لانخفاض أسعارها.
صحيح أن بلجيكا، توفر شبكة هامة من المواصلات تربط المدن بعضها ببعض، إلا أن أسعارها ليست بسيطة، ففي داخل المدينة يمكن للزائر التنقل من مكان إلى آخر بتذكرة يصل سعرها الى 2.5 يورو أي ما يقارب 3.5 دولارات، أما إذا أراد الانتقال الى مدينة أخرى، فعليه تسديد ما لا يقل عن 20 يورو.
كذلك، بالنسبة إلى تكاليف الطعام والشراب، حيث يبدأ سعر الوجبة بـ10 دولارات.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
