رحلة إلى كوالالمبور لاكتشاف الوجه الآخر لماليزيا

تميزت كوالالمبور بحداثتها، وحصدت ألقابا عديدة، منها لقب المدينة الصاخبة، مدينة التسوق الأشهر، فهي تحتوي على أكثر من 66 مركزاً تجارياً مهماً.

في عام 1850 وعلى يد رجا عبدالله رئيس الملايا، تأسست كوالالمبور، وتبلغ مساحتها 243 كليومتراً تقريباً. شهدت تحولات اقتصادية بداية التسعينيات، فقد تحولت من دولة تعتمد على الزراعة إلى دولة صناعية، وتزامن ذلك إقامة مشاريع ضخمة، أبرزها تشييد البرجين التوأمين، وهما من أطول الأبراج في العالم، لذا باتت وجهة سياحية مهمة يقصدها السياح، للتعرف إلى الوجه الآسيوي الجديد.

الفن الحديث

من قلب العاصمة، يطل البرجان التوأمان أو كما يطلق عليهما برجا بتروناس أو منارة بتروناس. يتميز البرجان بهندستهما المعمارية الفريدة، إضافة إلى أنهما شكلا أطول برجين عالمياً منذ عام 1998 حتى 2004، ويعتبران من أهم المراكز السياحية في البلاد.

يفتح البرجان أبوابهما للسياح  في المراكز العلوية من الساعة 9 صباحاً حتى 9 مساء، ويمكن شراء التذاكر من خلال الموقع الخاص بهما نظراً لمحدودية التذاكر التي تباع يومياً.
في أسفل البرجين، مغامرات كثيرة تنتظر السياح، أماكن ترفيهية متنوعة، معرض للفنون، ومركز استكشاف علمي تفاعلي حصد الكثير من الجوائز.

كذا يحتوي البرجان على مراكز تسوق، ونافورة المياه الراقصة في الباحة الخارجية، وحديقة عامة بتصاميم فريدة، يقصدها الجميع للتنزه، كما تحتوي على منطقة ألعاب مخصصة للأطفال.

روحانية الأماكن

يمكن أن يقصد السائح أيضا كهوف باتو، والتي تتكون من ثلاثة كهوف، والتي تتميز بأشكالها المتعددة وزخارفها الخاصة بالديانة الهندوسية. تتطلب الزيارة القوة والمثابرة، فلا بد من تسلق سلم ضخم يحتوي على 270 درجة تقريباً للوصول إلى داخل الكهوف، وخلال رحلة الصعود، ستسعدون بمشاهدة القرود تتسلق الجبال قربكم. يمكنكم قضاء اليوم بكامله بين عجائب الطبيعة هناك.
أما فترة بعد الظهر، ينتظركم المسجد الوطني. يعتبر من أهم الوجهات التي يقصدها السياح، نظراً لما يتمتع به من بناء ضخم، وفن معماري فريد، ويعرف أيضاً باسم مسجد نغارا، حيث تتميز جدرانه الداخلية بالكتابة اليدوية القديمة.

جولة طبيعية

الأجواء الطبيعية تنتظر السياح في حديقة الطيور والفراشات، والتي تقع وسط حدائق بيردانا، حيث تحتوي على ما يقارب 3 آلاف طائر، منها مئتا طائر من فصائل نادرة. 
كما تحتوي الحديقة على شلالات وأنهار وجسور خشبية ينتقل عبرها السائح من مكان إلى أخر.

كما يقصد السائح حديقة الفراشات ذات الشهرة الواسعة كونها أقرب إلى محمية طبيعية، حيث تحتوي على نحو 6 آلاف فراشة تعيش بين الزهور والنباتات. في آخر النهار، يستقبلكم عالم البحار أكواريوم لبدء مغامرة جديدة مع أكثر من 150 نوعاً مختلفاً من الأسماك، حيث يمتاز هذا الحوض بطوله، وامتلاكه ممرا متحركا ونفقا وسقفا شفافا بحيث يشعر السائح كأنه تحت الماء.

سياحة بعيون محلية

الأجواء الصاخبة تنتظركم ليلاً ونهاراً، محبو التسوق سيعيشون مغامرة رائعة في الأسواق، إذ يعد السوق الصيني الواقع في شارع بيتالينغ مقصداً للجميع. وهناك يمتزج الفن الهندي، بالصيني والماليزي.
وقد حافظ السوق على تراثه القديم رغم التحديثات التي شهدتها العاصمة الماليزية، ويمكنكم شراء الهدايا التذكارية، والمنتجات اليدوية، كما يمكنكم التنزه فقط والتقاط الصور التذكارية، أما في مول صنواي بيراميد، ذي التصميم الفرعوني، فهناك الكثير من الترفيه بانتظاركم.

ولا تكتمل الرحلة من دون زيارة الأرياف، حيث تستقبلك العائلات الماليزية في منازلها، وتساعدك على القيام بجولة سياحية بعيون محلية. تتعرف هناك إلى طرق معيشة السكان، إذ يعمل معظم السكان بالزراعة. وتتذوق أشهر الأطباق المحلية  في المطاعم الصغيرة.

التكاليف المادية

يعد السفر إلى ماليزيا بعيداً نسبياً عن عالمنا العربي، إلا أن هذا البلاد، تمكنت من جذب العرب رغم المسافات البعيدة، فهي تفتح أبوابها بسهولة للعرب، حيث يستطيع معظم العرب حجز تذكرة والحصول على تأشيرة للدخول في المطار، صالحة لمدة 90 يوماً وقابلة للتجديد بشرط الخروج من البلاد والعودة إليها.

وبالنسبة إلى التكاليف المادية لرحلة لشخصين، فإنها تعتمد على حجز الفندق، في حال حجز غرفة في منتجع سياحي، تتراوح أسعار الليلة الواحدة بين 200 و250 دولاراً. أما في الفنادق المصنفة ذات خمسة نجوم، فإن الأسعار تتراوح ما بين 100 و150 دولاراً، وتنخفض إلى 50 و70 دولاراً في الفنادق المصنفة أربعة نجوم.

في ما يخص قائمة المأكولات، فإنها تتباين بحسب الوجبة، ففي شارع العرب، يمكن تناول وجبة من الدجاج بسعر 10 دولارات، أما بالنسبة الى النقل، فإن البلاد مهيأة لاستقبال السياح، ولذا هناك شبكة واسعة من وسائل النقل العامة، إضافة إلى سيارات الأجرة، وغيرها.