رجال ممنوعون من رؤية أطفالهم في بريطانيا

16 ديسمبر 2015
اتهامات باستخدام الأطفال كطعم للآباء (Getty)
+ الخط -

ينتقد آباء في بريطانيا نظام محكمة الأسرة الحالي ويعتبرونه مجحفاً بحقّهم لصالح الأمهات. وهو ما يدفع إلى تأسيس جمعيات تطالب بإنصاف الرجل في حال الخلاف مع زوجته والانفصال عنها، وحقه في رؤية أطفاله.

يعبّر الآباء عن استيائهم عن طريق انتهاك القانون أحياناً. ومن ذلك ما نشرته الصحف البريطانية الشهر الماضي عن اثنين من الآباء تسلقا سطح قصر "باكنغهام" في مدينة ويستمنستر في العاصمة لندن، احتجاجاً على حقوق الآباء المهدورة. وصلت الشرطة إلى المكان واعتقلتهما، حيث رفع أحدهما يافطة كتب عليها: "أنا والد هاري. أوقفوا الحرب ضدّ الآباء".

تسعى منظمات مدافعة عن الآباء من قبيل "الآباء الجدد من أجل العدالة" و"أوقفوا الحرب على الآباء" إلى إصلاح محاكم الأسرة، وتحقيق نوع من المساواة في التواصل مع الأطفال حين ينفصل الوالدان، من دون انحياز إلى الأم. وتشجّع هذه المنظمات على التظاهر ضد انعدام العدالة في قانون نظام العائلة، وتبذل جهوداً تصب في مصلحة الأطفال والأهل.

توجّه المنظمّات أصابع الاتهام إلى محاكم العائلة في أنّها تدمّر الأسر، خصوصاً "حين تفصل بشكل روتيني الأولاد عن آبائهم الصالحين". وترجّح أنّ "المحاكم تجمع المال عن طريق استغلال عاطفة الأب واستخدام الأطفال كطعم. فبما أنّ الآباء يكسبون مالاً أكثر من الأمهات غالباً يستهدفهم نظام العائلة، فيدفعون كلّ ما يُطلب منهم مقابل الاجتماع بأطفالهم".

يذكر أنّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعهد بتوفير تواصل الآباء مع أطفالهم في حال الانفصال العائلي. لكنّ الحكومة فشلت في تنفيذ ذلك الوعد.

على الصعيد الشعبي، يشكل الوضع الحالي صدمة أكبر للأجانب خصوصاً العرب. وفي هذا الإطار يقول العراقي منير (38 عاماً) لـ "العربي الجديد" إنّه تزوّج امرأة من أوروبا الشرقية وأقاما سوياً في بريطانيا، قبل أن تنشب بينهما خلافات بعد أن رزقا بطفلين. وهي مشاكل قد تنشب بين أيّ زوجين، لكنّه فوجئ برد فعل زوجته التي أبلغت الشرطة واتهمته بأنّه خطر عليها وعلى الطفلين. ومن دون أن تحاول الشرطة إثبات أقوال الزوجة بالأدلة، اعتقلته وحققت معه وطلبت منه الابتعاد عن منزل الزوجية وتجنّب أيّ محاولة اتصال بطفليه حتى تبت المحكمة بالمسألة.

يقول منير إنّه بين في ليلة وضحاها وجد نفسه في الشارع، وكلّ ما عمل من أجله ضاع منه. ويؤكد عجزه عن فهم ماهيّة إبعاده عن طفليه وحرمانه من التواصل معهما كما لو أنّه مجرم خطير.

اقرأ أيضاً: امرأتان تُقتلان أسبوعياً في بريطانيا