رجال معنَّفون في كردستان؟

12 يناير 2019
هل تعنِّف أم تعنَّف؟ (صافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

ترتفع نسب العنف ضد الرجال في إقليم كردستان العراق، المرتكب من قبل نساء، بحسب بعض المنظمات، وهو ما ترفضه جمعيات نسائية

يتعرّض رجال في إقليم كردستان العراق لعنفٍ من قبل زوجاتهم، حتّى إنّ بعضهم هرب من المنزل، أو انتحر، بحسب منظمة العنف ضد الرجال في الإقليم. كذلك تشير إلى حدوث حالات اعتداء جنسي. قد يبدو الأمر غريباً، إلا أن ناشطين أكراداً يؤكدون تصاعد العنف ضد الرجل، في ظل القوانين المدافعة عن المرأة، إضافة إلى تقدّم دورها في المحافظات العراقيّة الشماليّة.

وكشفت المنظمة عن طرد نساء 29 رجلاً من منازلهم في عام 2018، وتسجيل 57 ‏حالة خيانة زوجية، وانتحار 115 رجلاً، و9 ‏اعتداءات من قبل نساء على رجال، بالإضافة إلى 8 حالات سطو على الراتب، ‏و221 امرأة لجأن إلى أخذ الأطفال.‏




ويقول عضو مجموعة مناهضة العنف ضد الرجال ريبوار سالم، إن "المؤتمر الذي عقدناه جاء بالتزامن مع انطلاق حملات مدنية لمكافحة التحرش في إقليم كردستان". وبعد الاطلاع على تقارير أمنية وقضائية، "توصّلنا إلى أرقام تتعلّق بالرجال الذين تعرضوا لعنف من قبل زوجاتهم وأخواتهم". ويبيّن لـ "العربي الجديد" أنّ "محاكم كردستان تلقّت خلال العام الماضي عشرات الشكاوى ضد نساء عنّفن رجالاً لفظياً وجسدياً، وسجلت المحاكم عدداً من حالات الانتحار". يضيف أن "منظمات المجتمع المدني ركّزت خلال الأشهر الماضية على قضية استفحال حالات الاعتداء ضد الرجال، من خلال برامج توعوية للنساء تتعلق بحقوق الرجل والحرص على العائلات". ويشير إلى أن "المنظمات سجلت خلال بحثها حالات اعتداء خطيرة، تسببت بأذى جسدي بالغ وحروق. ومن الحالات التسع التي سجلت، تعرض أربع لحروق بسبب سكب زيوت ساخنة أو مياه مغلية على أجسادهم من قبل نساء".

ويتحدث سالم عن ف. ش، الذي تعرّض لعنف من قبل زوجته. يقول إن "الزوجة طردت الأخير من المنزل، بعد توبيخه لأكثر من مرة، بسبب أو من دون سبب. ولم ير الرجل أولاده منذ نحو عام، علماً أن الزوجة كانت تعامله بطريقة سيئة". ويوضح أن "بعض الأزواج اتخذوا المساجد مساكن لهم"، مشيراً إلى أن هذه الحالات تزداد.

إلى ذلك، يبيّن شاديار رمضان، وهو عضو منظمة "اتحاد رجال كردستان"، أن "المنظمة تستقبل منذ عام 2010 كثيراً من الشكاوى المتعلقة باعتداءات على الرجال في كردستان. لذلك، نظمنا الكثير من ورش العمل والندوات للتعريف بحقوق الرجال. وما زاد من العنف ضد الرجال هو مواقع التواصل الاجتماعي. بسببها، حدثت خلافات بين الأزواج أدّت إلى العنف ثم الطلاق"، لافتاً إلى أن "إحصائيات المحاكم والمؤسسات الأمنية تشير إلى ارتفاع معدلات العنف ضد الرجال، الأمر الذي ترفض الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة تصديقه، على الرغم من وجود أدلة وأوراق تثبت ذلك".

يتابع: "خلال أعوام 2015 و2016 و2017، بلغ عدد حالات قتل رجال على يد زوجاتهم نحو 60 حالة، وهو رقم مخيف. لا بد من تشريع قوانين حكومية تردع النساء المتمردات". وينصح بعدم الاستجابة لما تنشره منظمات المرأة حول العنف ضد النساء، لأن هذا نادر الحدوث في كردستان، وما يحدث هو العكس". ويوضح أنّ "الأسباب كثيرة، منها الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى حدوث مشاكل أسرية كثيرة. أهالي كردستان يعانون منذ ثلاث سنوات، من جراء انخفاض القوة الشرائية بسبب تأخر الرواتب الحكومية، والخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل".

من جهتها، تشكك هيمان زانا، وهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في أربيل، في الأرقام المتعلقة بحالات تعنيف الرجال في كردستان. وتقول لـ "العربي الجديد": "حالات العنف التي نسجلها ضد النساء هي التي تزداد، وليس تعنيف النساء لأزواجهن. ومن خلال بيانات السلطات الأمنية في أربيل والسليمانية ودهوك، يتضح حجم الاستهتار في التعامل مع النساء، وتحديداً في المناطق البعيدة عن مراكز المدن. وما قالته منظمة الدفاع عن الرجل ليس دقيقاً، وهناك حالات فردية تحدث في كل المجتمعات".




تتابع: "تعنيف الرجل ليس من أخلاق نساء كردستان، لأن تربيتنا لا تسمح لنا بأن نعتدي على أي أحد، فكيف بالاعتداء على أزواجنا وإخوتنا؟ الحديث عن تعنيف الرجال مضحك بصراحة". وتشير إلى أن "السلطات الأمنية في كردستان تتلقّى بشكل شبه يومي شكاوى تتعلّق بالعنف ضد المرأة. نحن كناشطين نتابع هذه الحالات. كثير من النساء يعنّفن حتى الموت، وتسجّل هذه الحالات في القضاء على أنها جرائم شرف". يضيف أن نساء كردستان ينتظرن الحكومة لتشريع قوانين تحميهن في البيت والشارع وسوق العمل، بعد سنوات من الحديث السياسي من دون الوصول إلى نتيجة حقيقية. لا بد من الإسراع في إنشاء مؤسسات للرعاية الاجتماعية قادرة على احتواء النساء اللواتي يتعرّضن للعنف".