راديو وتلفزيون بلجيكا ينتفض ضد الزينوفوبيا

15 اغسطس 2015
عبارات عنصرية ضد الكاتب (فيسبوك)
+ الخط -
بعد عرضه مقالاً مطوّلاً في القسم الاقتصادي والاجتماعي في راديو وتلفزيون بلجيكا الموجه للمجتمع الفرنسي (Rtbf)، ردّ فيه بالأرقام والوثائق على الأصوات التي تتحدّث بطريقة عنصرية عن "غزو" اللاجئين للمدن البلجيكية، تعرّض الصحافي، جوليان ڤلاسنبروك، لحملة تعليقات على "فيسبوك" عبّر فيها أصحابها عن غضبهم لما جاء في مادة ڤلاسنبروك. ولم تخلُ التعليقات من تعابير عنصرية تفيض عداء وكراهية للأجانب.
صباح الأربعاء، قرّر موقع الراديو والتلفزيون الردّ على تلك التعليقات المهينة على لسان كاتب المقال نفسه، في بيان حمل عنوان "السيدات والسادة كارهو الأجانب". ووجّه رسالة قوية للذين استغلوا المقال للتصويب على المهاجرين في بلجيكا، خصوصاً بعد المشاكل التي عبّرت عنها الحكومة البلجيكية جرّاء تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة واللاجئين السوريين في الفترة الأخيرة.
وجاء في النص: "المقال الذي كُتب هو دراسة علمية تستند إلى أرقام وإحصائيات صادرة عن وزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية في بلجيكا والذين علّقوا شتماً ضد الأجانب لم يتأنوا ويقرأوا المادة الصحافية". وأضاف البيان "السيدات والسادة، أنتم المرضى الذين تعانون من رهاب الأجانب، اذهبوا وتقيّأوا كراهيتكم وحقدكم بعيداً عن هنا ولا تنسوا أنّ الزينوفوبيا في بلادنا تعتبر جنحة يعاقب عليها القانون". وختم ڤلاسنبروك "صفحتنا ليس مكاناً لتفريغ الكراهية والعنصرية، وكلامي هذا بالطبع ليس موجّها للذين يدفعون بالنقاش نحو الأفضل عبر تعليقاتهم البناءة والهادفة، والتي تعبّر عن رقيّ في الحوار".
وقد لاقى البيان صدى ايجابياً لدى عدد من الصحافيين الفرنسيين الذين عبّروا عن حاجتهم لتلك الأصوات في وسط الصحافة الفرنسية التي تفيض فيها التعليقات العنصرية والمهينة للأجانب والمثليين ولقضايا إنسانية عديدة.
وكان جوليان ڤلاسنبروك، قد نشر مقالاً، يوم الثلاثاء الماضي، شرح فيه واقع المهاجرين في بلجيكا مستنداً الى أرقام وإحصاءات من مراكز حكومية ومستقلة تبيّن ثباتاً في تدفق المهاجرين الى الأراضي البلجيكية مع ارتفاع ملحوظ في سنتي 2012 و2015 على عكس ما يصوّره إعلام موجّه عن "موجة هجرة كبيرة تغزو أوروبا وتسعى إلى التهام سكانها الأصليين"، كما أورد ڤلاسنبروك، ساخراً، في مقاله.


اقرأ أيضاً: شهداء غزة... على ضفاف السين