راجح داود وصلاح جاهين.. موسيقى ورباعيات

22 نوفمبر 2019
راجح داود
+ الخط -
من بين خصوصيات المشهد الموسيقي العربي وجود ندرة في إنتاج المقطوعات الموسيقية المستقلة عن الأغنية ونصوصها. غير أن مجالات تتقاطع مع الموسيقى مثل السينما والتفزيون، أتاحت فضاء لإنتاج هذا النوع من الموسيقى، بل لعله الفضاء الأساسي للتأليف الموسيقي على مدى أكثر من قرن، وهنا تبرز بالخصوص تجارب مصرية مثل: عمّار الشريعي وحسن أبو السعود وفؤاد الزاهري وعمر خيرت.

ينتمي جميع هؤلاء إلى الجيلين الأول والثاني من الملحّنين الذين استقطبتهم السينما المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، ومن الجيل الثالث برزت تجارب أخرى منها أعمال راجح داود (1954) الذي يجري اليوم استعادة مؤلفاته الموسيقية ضمن حفل يقام مساء اليوم في "المسرح الكبير" في مكتبة الإسكندرية.

ينفّذ أعمال داود "أوركسترا مكتبة الإسكندرية" بقيادة ناير ناجي، وسيحمل العرض عنوان "رباعيات.. أحلام غائبة" في إشارة إلى الشاعر المصري الراحل صلاح جاهين (1930 - 1986) حيث أن الحفل "إهداء لروحه" كما ورد في تقديم الأوركسترا له.

تتميّز تجربة داود الموسيقية باقتراح ألحان بسيطة مملوءة بالشجن والتأمل، حيث تحمل في الغالب لمسة صوفية أو فلسفية، وهو ما يبرز بالخصوص في الأعمال التي قدّمها مع المخرج داود عبد السيّد وأبرزها فيلم "الكيت كات" (1990)، إضافة إلى "الصعاليك"، و"البحث عن سيد مرزوق"، و"أرض الخوف"، و"رسائل البحر".

كما برزت أيضاً مساهمته الموسيقية في إيصال رسائل فيلم "الراعي والنساء" (1991) لـ علي بدرخان، حيث كان عملاً يقطع مع المفردات البصرية التي تعوّد عليها المشاهد فكان في حاجة إلى رافد صوتي يربطه بالعالم المتخيّل الذي يقترحه الفيلم.

من الأفلام الأخرى التي وضع داود موسيقاها التصويرية: "البحر بيضحك ليه"، و"مذكرات مراهقة"، و"خريف آدم"، و"الريس عمر حرب". ومن تأليفاته الموسيقية الأخرى: "صعود الروح"، و"صوت نسائي".

المساهمون