وتأتي زيارة الصيد إلى الثكنة العسكرية بجلال، وإلى المقرات الأمنية، للوقوف على النقائص التي تعانيها المنطقة، قبل أن يتوجه إلى المقبرة التي تم دفن قتلى العملية المسلحة فيها، حيث تلا الفاتحة على أرواح الضحايا، ومن ثم توجه إلى عدد من المقرات الأمنية الأخرى.
وأوضح الصيد، في تصريحات إعلامية، أن عددا من الزيارات مبرمجة خلال هذه الفترة لعدد من الوزراء، "سوف تقف على النقائص"، حسب قوله، معلنا عن عدد من المشاريع التنموية التي يتوقع إنجازها خلال هذه السنة، كالمنطقة الحرة في بنقردان، ومحطة لتحلية المياه، والطريق السيار، التي سيتم الإسراع في إنجازها.
وقال الصيد إن "الحكومة ستتابع وضعيات كل عائلات الشهداء من أمنيين ومدنيين وعسكريين".
اقرأ أيضا: بنقردان تروي حكايات "الإثنين الأسود": حرب حقيقية ضد الإرهاب
وفي تعليق على الزيارة، قال الجنرال المتقاعد من الجيش الوطني، محمد المؤدب، لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك عدة رسائل تضمنتها زيارة الصيد للوحدات العسكرية والأمنية في بنقردان، مؤكدا أن من شأن هذه الزيارة أن ترفع من معنويات العسكريين في بنقردان، مضيفا أن رئيس الحكومة سيستمع إلى العسكريين ويطلع على ظروف عملهم، وسيقف كذلك على أبرز النقائص.
وأوضح المؤدب أنه يفترض أن تتم دراسة العملية الإرهابية التي وقعت في بنقردان، مبينا أن التصدي للهجوم كان ناجحا، وأن التقييم إيجابي، "لكن رغم ذلك توجد عدة أسئلة لابد من الإجابة عنها، تتعلق بكيفية دخول تلك الأسلحة والعدد الكبير من الإرهابيين إلى المدينة"، معتبرا أن عملية إدخال تلك الكميات المهمة من الأسلحة والذخائر استغرقت وقتا طويلا، وربما أشهرا.
وأشار الجنرال المتقاعد إلى أنّ "هذا التقييم لا يعني البتة التقليل من قيمة المجهودات التي بُذلت وتُبذل، ولكن لابد من تقييم ما حصل، واتخاذ التدابير للوقاية في المستقبل".
وذكر المتحدث ذاته أنّ تونس في حرب ضد الإرهاب، "وما حصل في بن قردان هو إحدى معاركها، والحرب لم تنته، فلا بد من اتخاذ كل أسباب الحيطة، لعدم وقوع عمليات أخرى، وهو ما يتعين أن ينظر فيه الصيد مع القيادات العسكرية".
يذكر أن الملاحقات الأمنية للمسلحين الفارين تواصلت إلى حدود أمس السبت، حيث ألقت القوات الأمنية القبض على 5 عناصر في وسط مدينة بن قردان، بعدما قامت بمحاصرتها.
اقرأ أيضا: تونس: اكتشاف أسلحة مطمورة تحت الأرض في بنقردان
ونجحت وحدات الأمن في القبض على العناصر المسلحة على قيد الحياة، بعد تبادل إطلاق النار مع أحدهم ونفاد ذخيرته.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الجمارك، العقيد لسعد بشوال، "العربي الجديد"، بأن "التصدي للتهديدات والمخاطر التي تعيشها تونس في مجال مكافحة التهريب والاٍرهاب، والتجارة الموازية، مازال متواصلا".
وأوضح بشوال أنه جرى، أمس السبت، الاشتباه في سيارة لم يمتثل سائقها للأمر بالتوقف، مما دفع الحرس الديواني في الصخيرات، بولاية القصرين، إلى ملاحقته ومحاصرته، لكن عند محاولة إخراجه من السيارة انقض على عون الجمارك الحامل للسلاح، محاولا حيازته، مما أدى إلى خروج خرطوشة أصابته في كتفه، ليتم إخبار النيابة وإحالة المهرب إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، غير أنه فارق الحياة.
يذكر أنه إثر تفتيش السيارة تم حجز 7800 خرطوشة صيد، ليحال ملف القضية والمحجوز إلى الجهات المختصة لاستكمال الأبحاث.
وكانت وزارتا الداخلية والدفاع قد أعلنتا، في بلاغ مشترك، عن آخر مستجدّات العمليّة الأمنيّة والعسكريّة في بنقردان، حيث أكدتا أن الوحدات الأمنيّة والعسكريّة تمكنت من القضاء على 49 مسلحا، وإلقاء القبض على 8 عناصر آخرين، منذ انطلاق العملية فجر يوم 7 مارس/آذار.
اقرأ أيضا: بنقردان تقاتل داعش: بلادي قبل أولادي