رؤوف بن يغلان.. من المسرح إلى كرسي الرئاسة

08 سبتمبر 2014
+ الخط -

يقيم رؤوف بن يغلان على الحد الفاصل بين الجّدة والسخرية. مسرحي تونسي بارز يحمل هموم البسطاء في أعماله، عبر كوميديا ساخرة بعيدة عن إسفاف الـ"وان مان شو" الذي سيطر على الساحة المسرحية التونسية في السنوات الأخيرة.

منذ عودته من فرنسا إلى بلده، قبل سنوات، ويغلان يحاول البحث عن طرح مسرحي بديل. تطرّق إلى البيئة، والمرأة، و"الحرقان" (الهجرة عبر البحر إلى إيطاليا)، وغيرها من الثيمات، في أعمال شدت انتباه الجمهور المسرحي في تونس، خصوصاً وأنه نجح، في غالبية اشتغالاته، في العمل فنياً على معادلة السخرية من الجدّة، الصعبة والمستعصية.

في حديث مع "العربي الجديد"، يقول بن يغلان إنه يشتغل على عمل جديد سيحمل عنوان "مترشح للرئاسة". الرجل، المتسلّح بالجدّة ذاتها التي عرفناها في أعماله، يرى أن الفنان معنيّ بما يحدث حوله من تغيرات، كهذه التي تعيشها تونس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، إذ لا يكفي أن ينعزل المسرحي على خشبته.

"أؤمن بأن على الفنان أن يكون مع الناس؛ أن يتحدث معهم لا عنهم؛ أن ينصت إليهم وينقل همومهم إلى نصه. كما عليه أن يكون فاعلاً في الشأن السياسي"، ولهذا، فقد قرر المسرحي التونسي أن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

يقول عن ذلك: "لا يهمني الفوز ولا تعنيني الرئاسة؛ كل ما أريد فعله هو محاولة تعرية السياسي ومواجهته بشكل مباشر، سعياً إلى رجّ الساحة السياسية ومواجهتها بالرأي والفكرة".

ويشير بن يغلان إلى أن الإعلان الرسمي عن ترشّحه سيكون نهاية شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، على الخشبة، مع بدء عرض مسرحيته الجديدة.

"مترشح الرئاسة" سيتوجه إلى جمهوره قائلاً: "أنا أيضاً سأحقق العدالة الاجتماعية مثل بقية المترشحين. أنا أيضاً سأجد حلولاً للعاطلين عن العمل مثل بقية المترشحين. أنا أيضاً سأخفّض الأسعار مثل بقية المترشحين. غير أنني، على عكس بقية المترشحين، لا أعدكم بتحقيق كل ذلك حالما أكون على الكرسي".

وكان بن يغلان، مأخوذاً بفكرته هذه، قد تنقل من شمال البلاد إلى جنوبها، ليلتقي بالناس وينصت إلى مشاغلهم سعياً إلى الإفادة من ذلك في عمله الجديد. يقول إنه فعل ذلك رغم الوعكة الصحية التي ألمّت به أخيراً: "لم أعد صغيراً؛ أنا اليوم في الخامسة والستين، ولا بدّ أن أنتبه إلى صحتي. لكن، رغم ذلك، لا ينبغي على الفنان أن يكون بمعزل عما يحدث حوله؛ لا بدّ أن نُسْمع صوت الفنان والمثقف عالياً، مسموعاً من قبل الجميع، لأنّ النخب هي قاطرة المجتمعات".

الفنان دعا جمهوره إلى احتلال الشوارع والمقاهي بتظاهرات الثقافة والفكر، كما دعا إلى "الحرقان" نحو الثقافة بدلاً من إيطاليا. وكان كذلك قد شارك في مسيرات شعبية لعدد من الشباب والجمعيات المتحمسة للفعل الثقافي، رافعاً شعارات ساخرة، على غرار: "مرحباً بكم في مهرجان العوج (الاعوجاج) الدولي".

المساهمون