جاء ذلك، في بيان مشترك أصدره كلٌ من، المدير التّنفيذي لمنظّمة يونيسف، أنثوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، والمدير العام لمنظّمة الصّحة العالميّة، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عقب زيارتهم المشتركة لليمن، والتي استمرت يومين.
وقال البيان الذي حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، إن "تفشي الكوليرا وهو الأسوأ على الإطلاق"، ويأتي "في خضم أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم". مضيفاً أنه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة سجلت 400 ألف حالة يشتبه بأنها كوليرا وما يقرب من 1.900 حالة وفاة مرتبطة بتفشي هذا الوباء.
وأفاد المسؤولون أنه "لا يزال هناك أمل؛ أكثر من 99 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا والذين يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية هم الآن على قيد الحياة. وقد استقر عدد الأطفال الذين من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد المزمن على 385 ألف طفل"، ومع ذلك استدرك البيان أن "الوضع لا يزال خطيراً. يصاب بالمرض يومياً الآلاف ومن الضروري بذل الجهود المستدامة لوقف انتشار المرض. كما يحتاج حوالى 80 في المائة من أطفال اليمن إلى مساعدة إنسانية فورية".
وأشار مسؤولو المنظمات الدولية، إلى أن مرافق الصحة والمياه الحيوية أُصيبت، بالشلل نتيجة أكثر من عامين من الاقتتال، وهو ما خلق الظروف المثالية لانتشار الأمراض. مشيرين، إلى أن أكثر من 30 ألف عامل في مجال الصحة لم يحصلوا على رواتبهم، منذ أكثر من 10 أشهر، ومع ذلك "لا يزال العديد منهم يؤدّون مهامهم".
وقال المسؤولون إنهم طلبوا من "السلطات اليمنية أن تدفع رواتب العاملين في مجال الصحة بأسرع وقت ممكن، بدون أولئك العاملين نخشى أن يموت المزيد، أما بالنسبة لوكالاتنا، فسنواصل دعم العاملين المتفانين بشكل فائق من خلال الحوافز والمكافآت المادية".
وحذر البيان المشترك للمنظمات الثلاث من أن "البلاد على حافة الوقوع في مجاعة. يعيش أكثر من 60 في المائة من السكان في عدم اليقين عن وجبتهم القادمة. كما يعاني حوالى 2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا، فيما تؤدي الأمراض لزيادة سوء التغذية، وهذا المزيج في غاية القساوة"، وفقاً للمصدر.
وتطرّق مدراء الصحة العالمية و"يونيسف" والأغذية العالمي إلى ما وصفوه بـ"العمل الحيوي الذي تقوم به السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية، وذلك بدعم من الوكالات الإنسانية الدولية بما في ذلك وكالاتنا". مضيفين "قمنا بإنشاء أكثر من 1.000 مركز لعلاج الإسهال ونقاط تزويد الإماهة الفموية. ولا يزال تقديم المكملات الغذائية والسوائل الوريدية وغيرها من اللوازم الطبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، جارياً، وكذلك إعادة بناء الهياكل الأساسية الحيوية – من إعادة تأهيل المستشفيات، والمراكز الصحية وشبكة المياه والصرف الصحي.
كما نعمل مع البنك الدولي في شراكة ابتكارية تستجيب للاحتياجات على الأرض تساهم في الحفاظ على المؤسسات الصحية المحلية".
وكان مدراء الوكالات الثلاث التابعة للأمم المتحدة وصلوا اليمن منذ يومين، وعقدوا لقاءات مع مسؤولين في عدن وصنعاء. وفي السياق قال البيان إنه "عندما التقينا بالقادة اليمنيّين - في كلّ من عدن وصنعاء – دعوناهم لأن يمنحوا العاملين في المجال الإنساني إمكانية الوصول إلى المناطق المتضررة من القتال. وحفزناهم –أكثر من أي أمر آخر- على إيجاد حل سياسي سلمي للنزاع".
واعتبر المسؤولون الدوليون أن الأزمة اليمنية تتطلب "استجابة لم يسبق لها مثيل" داعين "المجتمع الدولى إلى مضاعفة دعمه لشعب اليمن"، قائلين في ختام بيانهم "إن فشلنا في ذلك، (الاستجابة)، فإن الكارثة التي شهدناها أمام أعيننا لن تستمر في إزهاق الأرواح فقط، بل إنها ستترك آثاراً وخيمة وندوباً على الأجيال المقبلة وعلى البلد لسنوات قادمة".