ذوو أسرى غزة للاحتلال: "جنودكم يريدون العودة... كذلك أولادنا"

29 ديسمبر 2017
ذوو أسرى غزة يطالبون بإطلاق سراحهم (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
على أقرب نقطة من السياج الفاصل شرقًا على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 1948، وتحت أنظار عدد من جنود الاحتلال المتسترين خلف نقطة رملية، وقفت الطفلة الفلسطينية سندس، ابنة الأسير وائل عودة، محروقة القلب في ذكرى ميلاد والدها الذي لم تره منذ 3 سنوات.

الطفلة الفلسطينية سندس، عازفةٌ عن إطفاء شمعة عيد ميلاد والدها الأسير للعام الثالث على التوالي، أملاً في تحرره من السجون الإسرائيلية للاحتفال معها، بالتزامن مع احتفال عائلة الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة، شاؤول أرون، بذكرى ميلاده على الضفة الأخرى من المنطقة العازلة.

ودفع احتفال العائلة الإسرائيلية بابنها أرون بذكرى ميلاده، على مشارف المناطق الشرقية لحي التفاح شرق غزة، والتي أسرته منها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ذوي الأسرى الفلسطينيين للوقوف محتجين على غياب أبنائهم بالسجون.

واستجابت سندس، ومعها ذوو أسرى آخرين، للوقفة التي دعت لها جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، اليوم الجمعة، بالقرب من السياج الفاصل، إلى الشرق من مخيم جباليا، شمال القطاع، وبجانبهم رسالةٌ بالخط "العبري" العريض وُجهت للاحتلال، كُتب عليها: "أولادكم يريدون العودة... كذلك أولادنا".

تقول سندس لـ"العربي الجديد": "كيف لهم أن يحتفلوا بميلاد ابنهم شاؤول على أرضنا المقدسة، وهو الذي جاء في 2014 لقتل أطفالنا وشيوخنا وسرقة تاريخنا؟ في نهاية هذا الشهر ذكرى ميلاد والدي الأسير، مرّت 3 أعوام ولم أحتفل معه، إني أشتاق له كثيرا".

وفي مشهد تمثيلي، قام به الفلسطينيون خلال الفعالية، جسّدوا به شاؤول أرون داخل سجن حديدي، وأمامه قضبان تحكم يديه من الوصول لـ"كيكة" يوم ميلاده، حيث حاول الوصول لها، لكن تلك القضبان حالت دون ذلك، وأفشلت محاولاته البائسة عبارة "الحرية لأسرانا" التي كتبت عليها.

ولبّت والدة الأسير سليم نعمان، النداء، كما سندس، بعدما اعتقلت قوات الاحتلال ابنها من عرض البحر، عام 2015، دون سابق إنذار، مبقية عليه في السجون الإسرائيلية حتى اللحظة، تقول لـ"العربي الجديد": "إذا كانوا يرغبون بالاحتفال بابنهم وسطهم، فنحن كذلك نريد أبناءنا".

ورفع المشاركون بالفعالية الأعلام الفلسطينية، وسط لافتات تحملها الأمهات والآباء والأطفال تدعو للإفراج عن أبنائهم من السجون الإسرائيلية، كما أطلق عدد منهم بالونات حرارية في السماء بها رسائل الاشتياق لذويهم من الأسرى القابعين في الزنازين منذ سنوات.




والد الأسير يونس أبو الفيتة، من سكان بيت حانون، شمال قطاع غزة، وقف شارد الذهن بعيدًا قليلاً عن صدى الأغاني الوطنية التي تخللت الفعالية، يوضح لـ"العربي الجديد"، عذابات الغياب عن رؤية ابنه القابع في السجون الإسرائيلية والذي يقضي محكومية مدتها 17 عامًا، قضى منها 11 عامًا حتى الآن.

ويضيف في حديثه: "نحن أهالي الأسرى نحترق شوقًا على أبنائنا ونريد الاحتفال بميلادهم كباقي البشر، وكما أن الاحتلال يرى أن أبناءهم غالون عليهم، نحن أولادنا كذلك، ومثل مطالباتهم بالإفراج عن أبنائهم، نحن نطالب برؤية أبنائنا والإفراج عنهم جميعهم".

ومساء الخميس، علقت كتائب القسام، لافتة في مفترق السرايا وسط مدينة غزة، تحمل صورة للجندي الإسرائيلي المحتجز لديها شاؤول آرون، أظهرت الجندي خلف بوابة سجن حديدية وكتب عليها: " طالما أبطالنا لا يرون الحرية والنور... هذا الأسير لن يرى الحرية أبداً".

ويبدو أنّ القسام أرادت إيصال رسالة بأن الجندي حيّ، وأعادت التأكيد على أنّه لن يطلق سراحه هو والثلاثة الآخرون لديها دون صفقة تبادل تخرج الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وتتزامن هذه الفعالية مع انتفاضة فلسطينية يقودها الشُبان كل يوم جمعة، على نقاط التماس بالقرب من السياج الفاصل على طول مناطق قطاع غزة، مُشتبكين بالحجارة مع جنود الاحتلال الذين يتصيدون بفوهات بنادقهم أجساد الغزّيين الثائرين غضبًا على قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

دلالات