حصل صاحب كتاب "الخلاصة النحوية" على دبلوم "دار العلوم" عام 1943، ليبدأ حياته المهنية مدرسّاً للغة العربية في إحدى مدارس القاهرة لعام واحد، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا ويدرس في "جامعة لندن" الماجستير والدكتوراه مشتغلاً على لهجتي مدينة الكرنك في الصعيد المصري ومدينة عدن.
شكّلت تلك الفترة نقطة مفصلية في حياته حيث اندفع متحمسّاً في البحث في مسائل شائكة، وكانت من أولى أطروحاته الدعوة إلى استخدام الأحرف اللاتينية بدلاً من العربية، والتي ضمّنها في كتابه "اللغة بين المعيارية والوصفية"، لكنه عاد عن موقفه لاحقاً كما توضّحه الطبعات الجديدة من الكتاب.
وقد عمد حسان إلى الإفادة من المناهج الغربية التي درسها وتطبيقها في دراساته، ومن أبرزها تنظيرة حول تكوّن اللغة العربية من ثلاثة أنظمة؛ النظام الصوتي، والنظام الصرفي، والنظام النحوي، وكيفية ارتباط المعنى بها ساعياً إلى تأسيس وصف فونولوجي لأصوات العربية.
تشير الباحثة الجزائرية إيمان بن حشاني في دراستها "جهود اللسانيين العرب في إعادة وصف اللغة العربية وظيفياً" إلى أن حسان حاول التفريق بين منهج التشكيل الصوتي (الفونولوجيا) وعلم الأصوات (الفونيطيقا) اللذين كان معظم اللغويين العرب يخلطون بينهما، متتبعاً خطى دي سوسير بالتمييز بين اللغة والكلام، فاللغة نظام مجرد في ذهن الجماعة، يشمل قواعد تنظمها والكلام هو النشاط الذي يقوم به المتكلم باعتباره نشاطاً فردياً". وتوضحّ أن صاحب كتاب "اللغة في المجتمع" لم يستطع أن يفصل تماماً بين الفونولوجيا والفونيطقيا وظلّ يخلط بينهما، لكنه استطاع ترسيخ مجموعة مفاهيم أصبحت أساسياً في دراسة الصوتيات العربية، مثل القيمة الخلافية، ومفهوم الوظيفة، والمقابلات الصوتية، ومفهوم العلاقة، ومصطلح الفونيم.
في مرحلة لاحقة، واصل حسان – بحسب بن حشاني- تطوير نظام صوتي من خلال تصميم جداول لتبيان كل مخرج وصفات كل صوت، ليخلص أن العديد من الحروف قد تغيّر طريقة لفظها تفخيماً وترقيقاً وتشديداً وتلييناً مقارنة بما ورد من شروح في المراجع اللغوية والتراثية.
في أعماله العديدة، طرح اللغوي المصري مقاربات جديدة في مواضيع مختلفة منها فكرة النظام اللغوي للمعجم، وقواعد الاشتقاق والزمن النحوي والزمن الصرفي، أثار كثير منها ردوداً حولها كما قدّم العديد من الباحثين أطروحاتهم الأكاديمية في البناء عليها أو تعديلها أو نقدها، لكنها بالتأكيد حرّكت شيئاً من الجمود مع انقطاع التأليف والبحث في علوم اللغة قروناً عدّة قبل استئنافه في العصر الحديث، وعُدّت "اجتهادات لغوية" وهو أيضاً عنوان كتابه الذي أصدره عام 2007.