ذكرى عندما التقطت صورها الأخيرة في بيروت

28 نوفمبر 2015
من آخر صور ذكرى (MKI)
+ الخط -

تصادف اليوم الذكرى الثانية عشر لوفاة الفنانة التونسية ذكرى محمد، والتي قتلت وعدداً من أصدقائها في منزل زوجها المصري أيمن السويدي في القاهرة.

 

رحلت ذكرى باكراً، وهي صاحبة الصوت المطواع الذي كبر في تونس، ثم انتقل إلى القاهرة لشغف صاحبته بالطرب والألحان، تبناها بداية الموسيقار هاني مهنا، والذي لازمها حتى أيامها الأخيرة، فكان مهنا "مستشار" ذكرى الفني والموسيقي في القاهرة، ويكاد يكون الوحيد الذي دافع عن زوجها الذي اتُهم بمقتلها، بعد تصريح مهنا بأن أيمن السويدي زوج ذكرى كان يُحبها كثيراً..


بعد كل هذه السنوات لا يزال صوت ذكرى واحداً من أكثر الأصوات العربية القوية، والذي تميز بتقنيات وحرفية عاليتين في الغناء العربي، وتكاد تكون ذكرى الفنانة العربية الوحيدة التي فتحت الباب أمام الفنانات العرب لدخول أجواء الأغنية الخليجية. صوتها المطواع وتقنيتها العالية جعلت من مطربي وشعراء وملحني الخليج يتجهون إليها، يفضلونها، ويقدمون لها أفضل الألحان والكلمات، وهي التي علمت كيفية توظيف الألوان الغنائية بذكاء نادر واستثمار ذلك شعبياً، فتفوقت على مغنيات جيلها اللواتي لجأن في ما بعد إلى اللون الخليجي.


كانت ذكرى متواضعة جداً، حيّة في نفس الوقت.. في آخر لقاء اجتمعنا بها في مهرجان الدوحة عام 2003 كانت خائفة جداً، يومها اعتذرت عن عقد أي لقاء صحافي بداعي هذا الخوف بعد سنة صعبة قضتها صاحبة "يوم ليك" تدافع عن نفسها واتهامها بأنها شبهّت نفسها بالأنبياء، الأمر الذي نفته مراراً، وحاولت "تمرير" أو الحدّ من هذه القضية المعقدة التي كانت مجرد شائعة وتأويل فسرّه أحد الصحافيين وفق أهوائه الضيقة، لكن كل ذلك لم يُسعفها فوقعت ضحية لمكابرة على جروح كثيرة اعترضت حياتها الإنسانية والفنية على حد سواء.

 

 قبل أشهر من رحيلها زارت ذكرى بيروت، والتي لم تكن تغيب عنها كثيراً، وهي التي شاركت في مهرجان أوربت الأول أواخر التسعينيات في "الفوروم دو بيروت"، يومها تعرف الجمهور اللبناني على ذاك الصوت الكبير القادم من تونس، ساعة ونصف الساعة من الطرب الأصيل، "وصلة" قيمة من أول ألبوماتها الخاصة "وحياتي عندك" كانت كافية لتحجز لها مكاناً في قلوب اللبنانيين بعد نجاحها في القاهرة.

أما عن زيارتها الأخيرة إلى لبنان (2003) فكانت لالتقاط صور آخر أعمالها الغنائية "بحلم بلقاك" ألحان صلاح الشرنوبي، بعدسة الزميل محمد خير عكاوي، يومها كانت متفائلة جداً، خرجت من إحباط الشائعات، ضحكت كثيراً، وغنت جزءاً من الألبوم أثناء التصوير.. ولم تكن تعلم أن هذه هي الصور الأخيرة التي سيتم تداولها بعد صدور الألبوم "الحدث" ورحيلها المباغت..

 

دلالات
المساهمون