حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، من تكرر "سيناريو" الغوطة الشرقية، في محافظة إدلب شمالي سورية، ومن أن المدنيين سيدفعون "ثمناً باهظاً".
جاء ذلك في الإفادة التي قدمها المبعوث الأممي لأعضاء مجلس الأمن خلال جلستهم التي تعقد لبحث تطورات الأزمة السورية.
وقال المسؤول الأممي: "إذا شهدنا سيناريو الغوطة الشرقية يتكرر مرة أخرى في إدلب، فسوف يكون الوضع أسوأ ست مرات لأكثر من 2.3 مليون شخص، نصفهم من النازحين داخلياً".
وفي 22 مارس/ آذار الماضي، بدأت أعمال تهجير واسعة من الغوطة الشرقية، بموجب اتفاقات بين النظام السوري والمعارضة، إثر حملة برية وجوية لقوات النظام بدعم روسي، استخدمت خلالها غازات سامة.
وأضاف دي ميستورا: "إذا أغمضنا أعيننا عن إدلب، سيدفع المدنيون ثمناً باهظاً، والوكالات الإنسانية تم سحقها هناك".
وإدلب هي إحدى مناطق "خفض التوتر" التي أنشئت في إطار اتفاق أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، أنها توصلت إليه منتصف سبتمبر/ أيلول 2017، وتضم هذه المناطق أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال) وحماة واللاذقية.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة "التغلب على التحديات التي تعيق تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254"، وتعهد بمواصلة التشاور مع "جميع أطراف المصلحة بغية تنفيذ القرار".
ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015 جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.
كذلك يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.
وناشد دي ميستورا أعضاء المجلس تقديم الدعم اللازم من أجل استمرار عمل مناطق خفض التصعيد.
وأشار إلى أن "الأطراف المعنية بإمكانها وضع بعض القواعد في هذا الصدد، وهو ما يتطلب دعماً قوياً من المجلس ومن الدول التي لديها نفوذ على تلك الأطراف المعنية".
وعقب انتهاء المبعوث الأممي من إفادته، شنت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كوري، هجوماً حاداً علي إيران، وروسيا، وتنظيم "حزب الله" اللبناني واتهمتهم بـ"الوقوف وراء استمرار الأزمة في سورية".
ورد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ديميتري بوليانسكي، على تلك الاتهامات، قائلاً: "أعتقد أن السفيرة الأميركية تسعى إلى إشعال المواجهة؛ خاصة أن المبعوث الأممي دي ميستورا دعانا لتوه إلى تركيز الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية".
وأضاف: "خلال اجتماع أستانة، الذي أنهى أعماله، أمس، نظرنا في تسوية عدد من المسائل السياسية والإنسانية، بما في ذلك الوضع في مناطق خفض التصعيد".
وأمس الثلاثاء، اتفقت الدول الضامنة لمسار أستانة، تركيا وروسيا وإيران، على "استمرار عمل مناطق خفض التصعيد وحمايتها، وحماية نظام وقف إطلاق النار في سورية".
وأكد البيان الختامي لمؤتمر أستانة "التزام الدول الضامنة القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سورية، ووجوب احترام هذه المبادئ على الصعيد العالمي".