وخلال مؤتمر صحافي في مدينة جنيف السويسرية، حيث تعقد المفاوضات، أكد المبعوث الدولي أن "أجندة المحادثات ستركز بوجه خاص على العملية الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة"، لافتاً إلى أنه "لم يتم التطرق إلى مسألة الرئاسة في المحادثات".
ولفت دي ميستورا إلى قرب المفاوضات المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة، وقال "إن التوسط بين الطرفين مسألة مهمة، وتمكنا من إحراز تقارب. لقد أجرينا اجتماعات متزامنة غير مباشرة مع الوفدين، وناقشنا قضايا مهمة وجوهرية".
واستبعد المبعوث الدولي تحقيق إنجازات، خلال أشهر، لكنه استدرك القول إن" التغيرات السياسية إيجابية"، وفيما أعلن أن "جولة المفاوضات ستستمر حتى 15 ديسمبر"، أشار إلى أن وفد النظام السوري قد يعود إلى دمشق للتشاور، قبل محادثات أخرى منتصف الأسبوع المقبل.
إلى ذلك، عاد دي ميستورا ليشدد على عدم وضع أي شروط مسبقة على عناوين المباحثات في جنيف، مبيناً أن "كل دول مجلس الأمن أكدت أن العملية السياسية الوحيدة، هي بقيادة الأمم المتحدة".
وفي ما يتعلق بمحادثات أستانة، التي تعقد بضمانات الدول الثلاث تركيا وروسيا وإيران، أكد المبعوث، أن هذه الاجتماعات لم تكن مباشرة ونجحت بتحقيق اختراقات.
وفي اليوم الثالث من المفاوضات في جنيف، جلس كل من وفدي المعارضة والنظام اليوم، في قاعتين متقابلتين، تولى دي ميستورا ومساعدوه التنقل بينهما.
وقبل بدء اجتماعه المغلق مع وفد النظام داخل إحدى القاعات، قال دي ميستورا أمام وسائل الإعلام "نحن هنا لأننا نريد أن يكون لدينا اليوم، أو نتمنى أن نرى اليوم، هذا النوع من التقارب في المناقشات، بطريقة متوازية".
ووصف وفد المعارضة السورية إلى جنيف اللقاء بدي ميستورا، في مقر الأمم المتحدة في وقت سابق، اليوم، بـ"الجيد".
وفي بيان صدر عن المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، عقب اللقاء، نقلته وكالة "الأناضول"، قال "لقد خضنا نقاشاً جيداً مع المبعوث الخاص السيد ستيفان دي ميستورا، حول طريق تحقيق التقدم في محادثات جنيف".
وأضاف "الآن نتطلع إلى الانتقال لمفاوضات جادة حول الانتقال إلى الحرية في سورية، الحرية للمعتقلين، والخلاص من العنف لشعبنا بأكمله".
وحول ما جرى في ثالث أيام مفاوضات جنيف اليوم، ذكر وفد المعارضة في بيانه "قدمنا أفكاراً للنقاش باسم وفدنا الموحد، وهذه أولى ثمار اجتماع الرياض الموسّع لقوى الثورة والمعارضة، والحل السياسي هو الطريق الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في سورية. ونحن مستعدون أن نبقى منخرطين في المحادثات بقدر ما يتطلبه الأمر".
وأوضح عضو الهيئة أنّ "هناك رغبة دولية في حل المسألة السورية، وتجلّى ذلك من خلال ضغط موسكو على وفد النظام السوري من أجل حضور المفاوضات".
وأضاف أنّ "تأجيل مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه موسكو، في وقت سابق، ورفضته الكثير من التشكيلات المعارضة، حتّم على موسكو الضغط على حليفها للانخراط في المحادثات".
كما أشار إلى أنّ "المحادثات شهدت تقدّماً كبيراً اليوم، حيث قدّم المبعوث الأممي إلى سورية ورقة موحّدة لوفدي النظام والمعارضة، بخصوص رؤية الحل، وطلب من الطرفين إبداء الملاحظات حولها"، مضيفاً أنّه "كان يتجوّل بين القاعتين خلال ذلك".
وفي مؤتمر صحافي على تطبيق "سكايب" قال عضو هيئة المفاوضات، هادي البحرة، إنّ، "موقف وفد الهيئة واضح، بأن المنصة الوحيدة لمفاوضات السلام هي جنيف برعاية الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "الوفد رفض حضور مؤتمر سوتشي في روسيا".
وأضافت عضو الهيئة، وهيئة التنسيق الوطنية، أليس مفرج، "موسكو حاولت الانفراد بالمشهد السوري، عن طريق السير بالملف العسكري من خلال أستانة والسياسي من خلال سوتشي، لكنّ المعارضة أفشلت ذلك عندما توحّدت في الرياض 2".
وقالت نائب رئيس هيئة التفاوض، هنادي أبو عرب، عبر برنامج "سكايب"، في اجتماع مع قادة عسكريين في غوطة دمشق الشرقية، إن الوفد متمسك بتطبيق "القرار 2254، من خلال وقف القصف وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ورفع الحصار عن كافة المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين".
كما طالبت نائب رئيس هيئة التفاوض المجتمع الدولي "الوفاء بتعهداته بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، والضغط على النظام من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة للوصول إلى الانتقال السياسي الجذري والكامل".
ومساء أمس الأربعاء، شهد المقر الأممي في جنيف لقاءين متتاليين، جمع الأول المبعوث الأممي مع وفد النظام، الذي وصل أمس إلى جنيف متأخرًا، فيما جمع اللقاء الثاني دي ميستورا وفريقه بوفد المعارضة.(العربي الجديد)