ديفيد كاميرون للإسكتلنديين: لا تمزّقوا عائلتنا الواحدة

11 سبتمبر 2014
كاميرون للاسكتلنديين: قراركم ينعكس على أطفالكم وأحفادكم(ليون نيل/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
في محاولة يائسة لقلب موازين استطلاعات الرأي، التي أظهرت أن الاسكتلنديين الراغبين بالانفصال عن المملكة المتحدة باتوا غالبية، وجّه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، نداء شخصياً مؤثراً، إلى شعب اسكتلندا. وخاطب، في مقال كتبه ونشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الإسكتلنديين بالقول: "بقيّة شعب المملكة المتحدة يريدون بشدة أن تبقوا معهم في بوتقة واحدة كما كنا".

وطرح كاميرون في مقاله تصوّرات جديدة حول المستقبل، بشأن الضرائب والماليّة والصحّة. وفي حين دعا الى عدم تشتيت شمل المملكة المتحدة، حذّر أيضاً من أنّه لن تكون هناك فرصة ثانية بعد استفتاء الأسبوع المقبل. وقال: "إذا انكسر جدار المملكة المتحدة، بصرف النظر عن النتائج، فإنه سينهار الى الأبد... اتحادنا ثمين... فلا تمزقوه".

واستطرد رئيس الوزراء البريطاني، قائلاً: "عندما يضع شعب اسكتلندا القلم على الورق في اقتراع الأسبوع المقبل، المقرر إجراؤه في الرابع عشر من الشهر الجاري، سوف تتمّ كتابة المستقبل في المملكة المتحدة بالحبر الذي لن يُمحى. إنّه قرار بالغ الأهمية ولن تكون هناك عودة إلى الوراء".  

وتابع كاميرون: "هناك الكثير ممّا يفرّقنا، لكن هناك شيئاً واحداً نتفق عليه بحماسة متقدة: المملكة المتحدة، ومن الأفضل والأقوى أن نكون معاً. في هذه اللحظة الحاسمة، نريد أن يكون الاستماع والتحدّث مع الناخبين حول الاختيارات الضخمة التي يواجهونها. ورسالتنا للشعب الإسكتلندي في غاية البساطة: نريد منك البقاء. وسنحاول التصدّي لمن يريدون الانفصال بالمنطق والحكمة". 

ورأى كاميرون أنّه "من الصعب التعبير بالكلمات عمّا تمثله مملكتنا المتحدة. إنّها مجموعة الجزر الصغيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي، والتي ميزت تاريخنا وحددت مكانتنا لعدة قرون، ولقد فعلنا ذلك معاً". وأضاف: "عندما أراد العالم معرفة قيمة التمثيل، أعطيناهم الديمقراطية، وعندما أرادوا التقدم والنمو، كان لدينا التنوير الإسكتلندي والثورة الصناعية. عندما كانت العبوديّة ملزمة للأبرياء، نحن الذين ألغيناها. عندما هدّدت الفاشية الحرية، هزمنا ذلك المبدأ. قبل مئة عام، ذهب أولادنا إلى الحرب معاً، وفعلوا ذلك كرفاق يجمعهم الهدف والأمل من أجل عالم أفضل".

ومضى كاميرون في مقاله: "كأفراد وكأمم، لقد فعلنا أشياء غير عادية. هذه هي الحميمية الخاصة بالمملكة المتحدة، أنتم ونحن نختلط معاً، اسكتلندا وانجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية، وسنكون قوة واحدة بمقدورها تحطيم كلّ التوقعات".

وأشار إلى أنّ "التصويت بـ"لا" لا يعني أبداً التصويت لصالح الوضع الراهن – لا، لا تعني عدم حدوث أي تغيير. إنها تعني المزيد من اللامركزيّة بشكل كبير لإسكتلندا، المزيد من السلطة الجديدة على الضرائب والإنفاق والرفاه ستمرّر إلى اسكتلندا. وهذا صحيح تماماً اليوم، كما في أي وقت مضى. معاً علينا أن نضمن أن المرضى ورعايتهم في هيئة الصحة القومية وفي أفضل حالاتها، وأن لا أحد سيضطر لاستخدام بطاقة الائتمان الخاصة به للإنفاق على خدمات طبية إضافية. معاً نستطيع ضمان الكرامة والأمن للمسنّين لدينا، مع نظام التقاعد الذي يتميّز بأنه الأفضل على الأرض. معاً في المملكة المتحدة، سوف نجسد القيم التي يتطلع العالم إليها بالذهول والغيرة".

وقال رئيس الوزراء البريطاني في مقاله: "فقط لأن بلادنا عظيمة معاً، فإنّ هذا لا يعني أننا لا يمكن أن نكون أفضل. هذا هو السبب في أن التصويت بـ"لا" لا يعني التصويت لصالح الوضع الراهن. الأمر ليس مواجهة بين اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة، بل هو طرح حول رؤيتين متنافستين لمستقبل اسكتلندا.

وأضاف كاميرون: "هذا النوع من الوضوح تحتاجون إليه، حين تأخذون قراركم، لتدركوا مدى تأثير قرار الانفصال على حياتكم، ووظائفكم وأمن بلادكم وما في جيوبكم من أموال، خصوصاً أنّكم لا تأخذون قراراً لأنفسكم، بل لأطفالكم، وأحفادكم، وأولادهم أيضاً".

المساهمون