ديالى العراقيّة: الحدود مفتوحة لـ"داعش" و"الحشد" تنتشر بمناطقها الآمنة

19 مارس 2017
"الحشد" تترك ثغرات أمنية يستغلها التنظيم (إدريس أكودكو/الأناضول)
+ الخط -




تُركّز مليشيات "الحشد الشعبي" في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) على الانتشار وتكثيف التواجد في المناطق الآمنة، بينما تترك المناطق الحدودية مفتوحة يستغلها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للتسلل إلى المحافظة.

وقال مسؤول في مجلس محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد" إنّ "مليشيات "الحشد" تكثّف من تواجدها بمحافظة ديالى بشكل مستمر، وتنقل بين فترة وأخرى عناصرها إلى مناطق المحافظة"، مبينا أنّ "تلك المليشيات تنتشر في المناطق الآمنة، والتي تعتبر مستقرّة وبعيدة عن خطر "داعش"، إذ تطوقها بحواجز أمنية وتسيطر على مداخلها ومخارجها بشكل كامل".

وأضاف أنّ "المليشيات تترك المناطق الخطيرة، والتي يستغلّها التنظيم للتسلل إلى المحافظة، مفتوحة أمامه، ما يشكّل خطرا على المحافظة".
من جهته، أكد ضابط في شرطة المحافظة أنّ "المناطق الشمالية للمحافظة، والمرتبطة بمحافظة صلاح الدين، والتي تعدّ التهديد الحقيقي للمحافظة، متروكة ولا يوجد فيها إلّا عناصر أمنية قليلة لا تستطيع السيطرة عليها".

وأوضح الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "محافظة ديالى تشهد تسلّل عناصر "داعش" من المنطقة الحدودية الشمالية المرتبطة بالحويجة من جهة حوض حمرين، ومطيبيجة المرتبطة بصلاح الدين"، مبينا أنّ "تلك المناطق تضم طرقا ترابية يستغلّها التنظيم لنقل عناصره وتنفيذ الهجمات والتفجيرات في المحافظة".

وأشار إلى أنّ "التقارير الأمنية التي تمّ رفعها إلى اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة حدّدت الثغرات في تلك المناطق، وأكدت على ضرورة السيطرة عليها وإغلاقها أمام التنظيم، ليمنع تسلله نحو المحافظة"، مبينا أنّه "تمّت المطالبة بنقل قطعات "الحشد" إلى تلك المناطق الحدودية للسيطرة عليها، وفقا لخطة تؤمّن المحافظة من أي تسلسل".

وأكد أنّ "قيادة "الحشد" لم ترد على تلك التقارير، بل إنّها ركّزت على تعزيز تواجدها داخل المناطق الآمنة، ونشرت أعدادا كبيرة في تلك المناطق، حيث لا توجد جدوى عسكرية في ذلك، الأمر الذي منح التنظيم فرصة استغلال ذلك والتسلل".

وشكّك عضو مجلس عشائر المحافظة، الشيخ عامر اللهيبي، في "الجدية بتأمين المحافظة من خطر التنظيم".

وقال اللهيبي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المحافظة ترزح بين خطري "الحشد" و"داعش"، وأنّ كليهما يسعى لتحقيق أهدافه على حساب أهالي المحافظة"، مبينا أنّ "الحشد" لا تريد أن تكون المحافظة آمنة وبعيدة عن تهديدات "داعش"، لأنّ ذلك ينفي الحاجة لوجودها، الأمر الذي يدفعها لترك الثغرات مفتوحة أمام التنظيم".

وأشار إلى أنّ "هذه التوجهات، وتقديم المصالح والأجندات السياسية على حساب الأهالي، سيجرّ المحافظة إلى أزمات ومشاكل أمنية خطيرة".

وتعدّ محافظة ديالى، المرتبطة حدوديا مع إيران، من أكثر المحافظات التي تشهد اضطرابات أمنية، بينما تسيطر مليشيات "الحشد" على ملفها الأمني وقرارها السياسي، بعد أن حيّدت كل الأطراف السياسية فيها.