دونالد ترامب: مجلس الأمن فشل في سورية وكوريا الشمالية

25 ابريل 2017
أفصح ترامب عن عزمه تخفيض التمويل المقدم للأمم المتحدة(Getty)
+ الخط -
اتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإثنين، مجلس الأمن الدولي بالفشل في حل أزمتي سورية وكوريا الشمالية، معتبراً أن الأمم المتحدة "لا تحب أن تتعامل مع مشاكل محددة"، ومؤكداً اعتزامه تقليص ميزانية واشنطن المخصصة للمنظمة الدولية.

وخلال اجتماع عقده في واشنطن مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، قال ترامب: "ستكونون مشغولين جداً، على ما أعتقد، في الأشهر والسنوات القادمة"، في إشارة إلى عدد القرارات التي يعتزم تحريكها داخل المنظمة الدولية.

ومضى قائلا إن "التهديدات الجدية المتنامية التي تواجهها بلادنا ينبع أغلبها من مشاكل لم يتم التعامل معها لفترة طويلة جداً.. في الحقيقة فإن الأمم المتحدة لا تحب أن تتعامل مع مشاكل محددة".

وتابع: "في سورية، فشل المجلس هذا الشهر في الرد على استخدام سورية للأسلحة الكيميائية، وهي خيبة أمل عظيمة، لقد خاب ظني بشكل كبير بسبب هذا".

واستخدمت روسيا، الداعم العسكري والسياسي للنظام السوري، يوم 12 إبريل/ نيسان الجاري، حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب نظام بشار الأسد بالتعاون مع تحقيق بشأن هجوم يتهم فيه باستخدام أسلحة كيميائية؛ ما أودى بحياة أكثر من 100 مدني في بلدة خان شيخون، إحدى مناطق سيطرة المعارضة، في محافظة إدلب (شمال)، في الرابع من الشهر الجاري.

وردا على الهجوم، الذي ينفي النظام السوري مسؤوليته عنه، شنت الولايات المتحدة الأميركية هجوماً صاروخياً على قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص، والتي تقول واشنطن إن الطائرات التي نفذت الهجوم الكيميائي انطلقت منها.

وانتقل ترامب، الذي تولى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، إلى ملف آخر، قائلا إن "الوضع الراهن في قضية كوريا الشمالية غير مقبول، وعلى المجلس أن يستعد لفرض عقوبات إضافية أقوى على البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية لكوريا الشمالية".

واعتبر أن هذه الأزمة أيضا ناجمة عن "تغاضي الناس (مجلس الأمن) عنها لعدة عقود". وحث أعضاء المجلس على "التوحد واتخاذ إجراءات ضد كل التهديدات"، وبينها سورية وكوريا الشمالية.

وأمر ترامب، اليوم الاثنين، حاملة الطائرات الأميركية العملاقة "يو إس إس كارل فينسون" بالتوجه إلى شبه الجزيرة الكورية، ردا على إجراء كوريا الشمالية، في 16 إبريل/ نيسان الجاري، تجربة لصاروخ بالستي فاشلة.

وخلال لقائه مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أكد ترامب اعتزامه قطع جزء من الميزانية التي تخصصها واشنطن للأمم المتحدة، حيث قال: "علينا أن نتفحص عن قرب ميزانية الأمم المتحدة وتكاليفها التي باتت خارج حدود السيطرة".

ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاتفاق للقضاء على ما قال إنه "انعدام الكفاءة والتضخم" في المنظمة الدولية. 

وشدد على أن الأداء الجيد للأمم المتحدة سيثنيه نوعا ما عن تقليص الأموال التي تخصصها واشنطن لها، معتبراً أن "الأمم المتحدة ضعيفة الأداء، لكنها تمتلك إمكانات هائلة".

وكان ترامب قد أعلن اعتزامه خفض المساعدات المخصصة للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كجزء من استقطاع من ميزانية وزارة الخارجية الأميركية، لزيادة ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون).

وأوضح أن الولايات المتحدة الأميركية "واحدة من بين 193 دولة في الأمم المتحدة، لكنها تدفع 22% من الميزانية و30% تقريباً من ميزانية عمليات حفظ السلام الأممية، وهو أمر غير عادل".

ويأتي لقاء ترامب مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ضمن مبادرة تقودها المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، لجمع هؤلاء المندوبين مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وبينهم ترامب وكبار مستشاريه وعضوا مجلس الشيوخ (إحدى غرفتي الكونغرس) عن الحزبين الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطي بن كاردين.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، سيطلعون جميع أعضاء مجلس الشيوخ حول الوضع الحالي للاستراتيجية العسكرية المتعلقة بكوريا الشمالية، خلال اجتماع سيعقد في البيت الأبيض الأربعاء المقبل.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الوزارة، العقيد جيف ديفيس، خلال الايجاز الصحافي، يوم الإثنين.

وأشار ديفيس إلى أن "أعضاء مجلس الشيوخ عن 50 ولاية أميركية إلى جانب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، سيحضرون الاجتماع.

وتأتي أهمية الاجتماع في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن وبيونغ يانغ، وحرص إدارة الرئيس دونالد ترامب على إطلاع أعضاء مجلس الشيوخ على الخيارات العسكرية ضد كوريا الشمالية.

وارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، عقب تنفيذ الأخيرة تجربة لصاروخ بالستي جديدة سرعان ما فشلت، فيما أعلنت واشنطن عن توجيهها حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون"، برفقة سفن حربية أخرى إلى شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة.

وتسعى واشنطن إلى تجريد بيونغ يانغ، من قدراتها النووية والبالستية، إلا أن الأخيرة تواصل تجاهلها، وتطوير أسلحتها وترسانتها في كلا المجالين في تحدٍ لقرارات مجلس الأمن، والحصار، الذي يفرضه المجتمع الدولي عليها.

(الأناضول)