دوافع إضافية للتحريض الإسرائيلي ضد الأتراك في القدس

22 يونيو 2017
رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز بالقدس، مايو 2015(الأناضول)
+ الخط -

تبدي أوساط إسرائيلية انزعاجها مما تقول، إنه حرص تركيا على مراكمة نفوذ في القدس والحرم القدسي، من خلال التعاون مع الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بقيادة الشيخ رائد صلاح. وفي تحقيق موسع نشرت مقتطفات منه، أمس الأربعاء، وسينشر كاملاً غداً في "محلق الجمعة"، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي توصف بأنها "بوق" لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة التركية تستثمر عشرات الملايين من الدولارات سنوياً في تمويل أنشطة وفعاليات اجتماعية ودينية في القدس بهدف "تعزيز التراث الإسلامي للمدينة".
وأفادت الصحيفة، في تحقيقها الذي أعده معلقها البارز نداف شرجاي، أن الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، يحرص شخصياً على متابعة ملف الأنشطة والحراك التركي في القدس، على اعتبار أن هذه الاستراتيجية تمنح تركيا دوراً "كقوة إسلامية لها دور رائد في القدس".
وحسب التحقيق، فإن جمعيات وصناديق تركية تستثمر عشرات ملايين الدولارات سنوياً على مشاريع في القدس الشرقية وداخل الحرم القدسي الشريف. وأشار التحقيق إلى أن وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا"، التي تحصل على دعم مالي من الحكومة التركية، مسؤولة عن تنفيذ معظم الأنشطة داخل القدس والمسجد الأقصى.



وللتدليل على أن الرئيس التركي يعد القوة المحركة وراء الأنشطة التركية في القدس، أشار التحقيق إلى أن مدير "تيكا"، سردار كام، هو أحد أكثر المقربين من أردوغان، علاوة على أنه عمل في السابق كرئيس مكتبه عندما كان عضواً في البرلمان.

ورأت الصحيفة في خطابات أردوغان وإطلالاته الإعلامية التي يهاجم فيها السيطرة الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى أنها "دليل على حماسه للحضور التركي المتعاظم في المدينة". وأعادت الصحيفة التذكير أن أردوغان وصف الاحتلال الإسرائيلي للقدس والمسجد الأقصى بأنه "إهانة" للعالم الإسلامي. وحسب المعطيات التي يوردها التحقيق، يستدل أن "تيكا" استثمرت ملايين الدولارات في 63 مشروعاً غير متجانسة في طبيعتها في القدس والحرم القدسي. وأوضح التحقيق أن الأتراك يسوغون قيامهم بالأنشطة بالقول إنها تهدف إلى "الدفاع عن تراث وطابع القدس الإسلامي وتعزيزهما". وحسب الصحيفة، فإن المشاريع التركية في القدس تنفذ بالتعاون والتنسيق مع الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بقيادة الشيخ رائد صلاح، مشيرة إلى أن مفتي فلسطين السابق الشيخ عكرمة صبري يؤدي دوراً في دعم هذه المشاريع.

وفي تحريض واضح على الدور التركي "المتعاظم" في القدس، نقلت الصحيفة عن أوساط رسمية إسرائيلية قولها، إن الأتراك اختاروا التعاون مع كل من رائد صلاح وعكرمة صبري على الرغم من أنهما من "أعداء إسرائيل الأكثر قسوة". ورصد التحقيق قيام تركيا باستثمار أموال كبيرة في ترميم أرشيف الوثائق العثمانية المتعلقة بالقدس داخل الحرم القدسي، إلى جانب شراء تجهيزات حديثة لمساعدة المصلين المسلمين على الوضوء وشرب الماء داخل الحرم. ويضاف إلى ذلك تمويل عمليات تطوير استهدفت شارع "السلسلة" في المدينة، ترميم المقبرة الإسلامية وإعادة بناء السور الشرقي للمسجد الأقصى، إلى جانب تمويل أنشطة دينية وثقافية واجتماعية في جميع مناطق القدس الشرقية. واتهم التحقيق تركيا بتمويل عمليات نقل "المرابطين" من جميع مناطق تواجدهم لتمكينهم من الصلاة والبقاء في القدس. وأشار إلى أن الأنشطة التركية أسهمت في عدم استقرار الأوضاع الأمنية، على اعتبار أن "المرابطين" أخذوا يتصدون للإسرائيليين الذين يجتاحون الحرم. ونوه التحقيق إلى أن جمعية "تراثنا" التركية، ومقرها إسطنبول، استثمرت 40 مليون دولار في البلدة القديمة من القدس. وحسب التحقيق، فقد تولت منظمة "منارات" التركية تمويل أنشطة تقوم بها مؤسسة "تعاون" الفلسطينية التي تعمل على الحفاظ على التراث الإسلامي في القدس. وحذر التحقيق من أن كثافة الدور التركي في القدس يضعف دور الأردن، الذي منحته اتفاقية "وادي عربة" الحق الحصري في الإشراف على الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة.

وأشار التحقيق إلى أن الأنشطة التركية أثارت حفيظة بلدية الاحتلال في القدس. وكانت وزيرة القضاء الإسرائيلي، إياليت شاكيد، قد وجهت تحذيراً للسفير التركي في إسرائيل، كمال أوكام، من مغبة بناء علاقات مع الشيخ رائد صلاح. ونقلت صحيفة "هارتس" قبل أسبوع عن شاكيد قولها لأوكام، إن إسرائيل منزعجة من دعوته رائد صلاح لحضور حفل إفطار نظمه في منزله. وفي السياق ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية احتجت أمام أوكام على دعوة صلاح. وحسب الصحيفة فقد لفتت الوزارة أنظار أوكام إلى أن صلاح "يصرّ على رفض شرعية وجود إسرائيل ويعمل على التحريض على إسرائيل في الحرم القدسي ويصر على نفي أي حق لليهود في المكان".
وحسب الصحيفة فقد أعادت الوزارة في برقية بعثت بها للسفير للأذهان حقيقة أن صلاح أدين بتهمة التحريض والاعتداء على رجال الشرطة وأمضى فترات في السجون بسبب سلوكه "الإشكالي".

المساهمون