وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "نيوز.رو" الإلكترونية الروسية، اليوم الأربعاء، إلى أن تكليف كوزاك بوضع السياسات تجاه أوكرانيا كان متوقعا، نظرا لسجله الحافل في الترويج للمصالح الروسية في جمهورية مولدوفا ومبادرته بتشديد اللهجة تجاه الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي تسعى موسكو للتقليص التدريجي للدعم النفطي المقدم لبلاده.
وفي مقال بعنوان "عودة كوزاك إلى أوكرانيا. تغيرات بسياسة موسكو تجاه كييف"، أشارت الصحيفة إلى أنه بعد تبادل الإشارات الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا، يبحث البلدان عن تخفيف التوتر المتراكم في العلاقات وتسوية الخلافات.
ووصف كاتب المقال كوزاك، الذي وُلد نفسه في جمهورية أوكرانيا السوفييتية، بأنه "من أنصار سياسة القبضة القوية، ولكنه يرتدي قفازا ناعما"، ذاكرا من بين نقاط قوته علاقة العمل الجيدة التي تربطه بالمدير الجديد لمكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، بالإضافة إلى إسهامه النشيط في التوصل إلى حل وسط بشأن ترانزيت الغاز وإتمام عملية تبادل الأسرى في سبتمبر/أيلول الماضي.
من جهته، اعتبر يرماك أن كوزاك أكثر عزما على الحوار مع أوكرانيا مقارنة مع سلفه، فلاديسلاف سوركوف، واصفا اتصالاتهما السابقة بأنها كانت بناءة، ومشيرا إلى أن عملية تبادل الأسرى ما كان لها أن تتم من دون ذلك.
واللافت أن الغموض لا يزال سيد الموقف فيما يتعلق بمصير سوركوف الذي تولى الملف الأوكراني في الكرملين لسنوات طويلة، إلى أن بدأت تتردد في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي أنباء عن اعتزاله العمل السياسي، دون أن يوقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على استقالته حتى الآن. ولم تستبعد "نيوز.رو" أن يكون بوتين يبحث عن وظيفة مناسبة له ضمن فريقه، وحتى تردد أنه قد يشارك في الشؤون الأوكرانية بصفة ما.
وقبل تعيينه في منصب نائب مدير ديوان الرئاسة الروسية في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، شغل كوزاك (61 عاما) منصب نائب رئيس الحكومة المستقيلة التي ترأسها دميتري مدفيديف، كما سبق له أن شغل العديد من المناصب الرفيعة في الحكومة الروسية والكرملين، وحتى ترددت شائعات باحتمال تعيينه سفيرا روسياً لدى أوكرانيا في حال إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى السفراء.
وكان الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد أعلن أمس الثلاثاء، أن كوزاك سيتولى الملف الأوكراني في إطار مهام منصبه الجديد، بالإضافة إلى عمليات التكامل.