وتأتي هذه الدعوة بعد أيام من إعادة الحكم السابق للأسير، نائل البرغوثي، بالسجن المؤبد مدة 15 عاما، في حين حُكم قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالسجن المخفف مدة عام ونصف العام رغم أن تلك الجريمة وثقتها الكاميرا. وقتل الشريف بدم بارد ويعتبر قتله جريمة حرب وفق القانون الدولي.
وأشار رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقد بمدينة رام الله، اليوم الأحد، إلى "انحطاط وعنصرية المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي أعادت حكم البرغوثي، وحكمت على الجندي الإسرائيلي قاتل الشهيد الشريف بعام ونصف العام فقط"، مضيفاً: "يجب أن نتوقف عن التعاطي مع محاكم الاحتلال فورا، فهي تعمق القهر للفلسطينيين، ودعونا الفصائل والمحامين إلى ضرورة اتخاذ قرار سياسي بإيجاد عصيان وتمرد على هذه المحاكم".
ولفت قراقع إلى أن "ملف الشهيد عبد الفتاح الشريف جريمة حرب واضحة وموثقة، يجب أن تحال إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأنها تخالف ميثاق المحكمة". وأكد أن "ما جرى لنائل يلقي الضوء على المحاكمات غير العادلة التي تنتهك الأعراف الدولية والإنسانية، والقضاء الإسرائيلي مخالف للقوانين الدولية ويجب أن يحال هذا الملف إلى الجهات القضائية الدولية".
وخلال المؤتمر، قال قراقع عن محاكمة الجندي قاتل الشريف إن "قانون الجنايات الإسرائيلي لا يتضمن المحاسبة على جرائم الحرب وكل المحاكم الإسرائيلية تخضع للمحاكم المحلية، وهي أحكام مخففة لا تخضع للقانون الدولي"، ولفت إلى أن تلك المحاكم تحاكم جنود الاحتلال على أنهم ضحايا وليسوا إرهابيين.
وشدد على ضرورة أن تعيد القوى الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية النظر بطريقة التعامل مع كل المؤسسات الإسرائيلية، وأن يتم ضرب الجهاز القضائي الإسرائيلي والتمرد عليه.
ووجه رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، نداء للحركة الوطنية الفلسطينية بعقد اجتماع للتباحث بقضية الأسرى لبلورة استراتيجية وطنية للتعامل مع قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال ضمن رؤية جديدة، من بينها الحراك الشعبي والتوجه للجنايات الدولية وسلسلة أخرى من الإجراءات، وشدد على وجوب أن "تضع الفصائل أمورا ملزمة لمقاطعة تلك المحاكم".
كما دعا فارس اللجنة الوطنية الفلسطينية التي تمثل جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية إلى أن تتوجه إلى المحكمة الجنائية بقضايا محددة، وليس قضايا عامة.
وعن إعادة اعتقال الاحتلال لأسرى صفقة وفاء الأحرار، قال قدورة فارس: "إسرائيل تريد إيصال رسالة للأسرى جميعا، بأنه في حال تمت صفقات مقبلة فيجب عليهم أن يفكروا بإبعادهم إلى خارج فلسطين، لذلك يجب أن تشمل الصفقات عفوا كاملا".
وقال والد الشهيد، عبد الفتاح الشريف، خلال المؤتمر نفسه: "قتلوه بدم بارد، لم يفعل شيئا، كان متوجها لعمله في النجارة مع زميل له وقتلوهما، ثم وضعوهما في الثلاجات، وبعد 3 أيام اعتقلوا شقيق الشهيد وهو يقضي الآن حكما مدته 20 شهرا مع غرامة نحو 1500 دولار، ولم يفعل شيئا". ووصف الحكم على الجندي الإسرائيلي قاتل ابنه بأنه "مهزلة".
أما أمان نافع، زوجة الأسير البرغوثي، فقالت في المؤتمر: "نائل نموذج لمعاناة عائلات أسرى صفقة (وفاء الأحرار) الذين أعيد اعتقالهم، وهؤلاء الأسرى خرجوا وأسسوا حياتهم وكونوا عائلات ولم يفعلوا شيئا"، ولفتت إلى أن الاحتلال عرض على أسرى الصفقة قبل فترة إبعادهم إلى الخارج، لكنهم رفضوا.
كما طالبت حنان البرغوثي، شقيقة نائل، في مداخلة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالاهتمام بقضية الأسرى وقضية شقيقها، بدلا من الذهاب والاهتمام ببرنامج (عرب آيدول)، لافتة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، يهتم شخصيا بقضية الجندي الإسرائيلي قاتل الشهيد الشريف.
وفي يونيو/ حزيران 2014، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 85 أسيرا محررا من أسرى صفقة "وفاء الأحرار" (شاليط)، وأعادت الأحكام السابقة بحق 65 أسيرا منهم.