دعوات لحوار استراتيجي مع إيران في ختام "منتدى الخليج"

07 ديسمبر 2015
ناقش المنتدى تحديات البيئة الإقليمية والدولية (العربي الجديد)
+ الخط -

دعا الباحث اللبناني، غسان العزي، إلى ضرورة قيام حوار استراتيجي، ضمن شروط معيّنة وعلى أساس تنازلات متبادلة، بين مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائلاً، إنه من أجل التوصل إلى أمنٍ حقيقي للمنطقة، ينبغي لأبنائها أن يضْحوا مسؤولين عنه.

فيما خلص الباحث العراقي ظافر العاني، في الجلسة الأخيرة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، إلى أن هناك نوعين من التهديدات تمثّلها الأزمة العراقية للأمن الخليجي؛ أوّلهما نابع من طبيعة النظام السياسي العراقي القائم على الأسس الطائفية والمرتبط بنحو أو بآخر بالاستراتيجية الإيرانية، وثانيهما عجز بغداد عن منع انتقال التهديدات من الدول الخليجية وإليها.

وقال العاني، إن مصدر التهديد الأهم يعود إلى تعاظم النفوذ الإيراني في العراق، والذي جعل منه ركيزة أساسية لإيران في أمنها الاستراتيجي وأحد عناصر قوتها الإقليمية، حيث وظفت حكومة طهران العراق، سواء لعرقلة العمل العربي المشترك من جهة، او لتهديد أمن الدول الخليجية بصورة مباشرة.

وفي السياق ذاته، قال الباحث العراقي، عبد الوهاب القصاب، إنه على الرغم من أن "عاصفة الحزم" كانت فعلاً خليجياً موجّهاً نحو اليمن بخاصة، وضد قوى الحوثيين المتحالفين مع إيران، والمنفذين لخططها التوسعية المعلنة، إلا أن التحدي الواضح، قد كان موجّهاً نحو المسعى الإيراني للهيمنة، ومنعه من إظهار قدراتها، بل وحتى شلّها إن استدعى الأمر ذلك.

مشيراً إلى مؤشرات عدة، أكّدت تقدماً نوعياً للسعودية ودول الخليج على الاستراتيجية الإيرانية؛ من أهمها فشل البحرية الإيرانية، أداة الهيمنة الإيرانية الأولى في الخليج العربي، في تنفيذ حتى عملية إمداد صغيرة للحوثيين. ومن ناحيةٍ أخرى، كان منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار صنعاء بحمولتها من الأشخاص والمعدّات وإجبارها على العودة، دليلًا آخرَ على فشل مساعي الهيمنة الإيرانية.

اقرأ أيضاً ندوة المركز العربي: الشباب مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني

وقالت الباحثة المصرية نجلاء مرعي، إن الربيع العربي غير ملامح السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وأدى إلى تبنّي دولة الإمارات العربية المتحدة مواقف متغيرة وغير متماثلة مع الكثير من الدول الخليجية والعربية عموماً، إضافةً إلى مدها الجسور الدبلوماسية مع إيران وأوروبا وأميركا بخاصة.

وناقش الباحث القطري، محمد المسفر، في ورقة تحت عنوان "قوة الدولة في المجال الدولي: دولة قطر والربيع العربي نموذجاً"، استخدام دولة خليجية هي قطر القوة الناعمة في العلاقات الدولية.

وأوضح أن مفهوم القوة الناعمة يرتكز على امتلاك دولةٍ ما، أدوات قوة معنوية، كوسائل الإعلام والتكنولوجيا والقوة الاقتصادية للتأثير في القضايا العالمية.

وفي هذا الإطار، يمكن القول "إنّ دولة قطر في الوطن العربي تحتلّ مكانةً دولية تستمدّ قوّتها في المجال الدولي من عوامل متعددة ومتشابكة؛ منها الموقع، والموارد الاقتصادية، ووسائل الإعلام. وذلك، على الرغم من عدم امتلاكها مقومات أخرى للقوة الناعمة. إذ استطاعت بفضل عامل الإرادة السياسية أن تحتلّ مكانة متميزة في العلاقات الدولية، من خلال دخولها وسيطاً في النزاعات الدولية خصوصاً.

وكان اليوم الختامي لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية قد ناقش في محور العلاقات الدولية علاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع القوى الدولية الكبرى، حيث لفت الباحث الروسي، مكسيم سوخوف، الى أن العلاقات السعودية الروسية لا تزال بعيدة عن بلوغ نقطة اتزان، وأنها ستستمر بين توتر وتقارب، ما دامت التناقضات قائمة بين مصالح الطرفين في قضايا مرتبطة بالمنطقة.

في المقابل، قال الباحث السعودي، ماجد التركي، إن الجانب الخليجي يعول كثيراً على روسيا لسببين، الأول: التراخي الأميركي عن التعاطي الجاد مع ملفات المنطقة والتماهي في ذلك مع الإيرانيين، والثاني: علاقات روسيا مع إيران، وإدراك روسيا أن إيران قد تكون خطراً على العمق الروسي الجنوبي في المستقبل، مما يدفعها للعمل على تحييد إيران وإضعاف نفوذها في كل من سورية والعراق.

وكان منتدى الخليج والجزيرة العربية الأول الذي يقيمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" قد ناقش على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة باحثين وخبراء خليجيين، قضايا التعليم وتحدياته في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديات البيئة الإقليمية والدولية على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

اقرأ أيضاً "المركز العربي" يشرّح انتخابات تونس 2014: خلاصات وظواهر