دعوات لتأليف "وحدات خاصة" إسرائيلية لمواجهة "جهاديي" سورية

10 يوليو 2015
اعترفت إسرائيل بضعف جيشها في حرب غزة(فرانس برس)
+ الخط -
تزايدت، أخيراً، الدعوات داخل إسرائيل لإعادة صياغة العقيدة القتالية للجيش بهدف تأهيله لمواجهة التحديات التي يمكن أن تسفر عنها التحولات داخل سورية. وتنطلق هذه الدعوات من فرضيتين أساسيتين، أولاهما تفيد بأن عدداً من التنظيمات الجهادية العاملة في سورية ستنتقل إلى العمل ضد إسرائيل بعد إسقاط نظام الأسد. وثانيهما، أن طابع هذه التنظيمات يحول دون تحقيق الحسم في مواجهتها، مما يستدعي استثمار القوة العسكرية لردعها. وقد أكّد كل من وزير الحرب، موشيه يعالون، ورئيس هيئة أركان الجيش، جادي إزينكوت، أخيراً، وفي مناسبات مختلفة، أن بروز خطر التنظيمات الجهادية وتلاشي خطر الجيوش التقليدية يفرض على إسرائيل إدخال تغييرات جذرية على عقيدتها الأمنية والانتقال من استراتيجية الحسم إلى استراتيجية الردع.

وقد دعت صحيفة "معاريف" إلى إدخال تعديلات بنيوية على الجيش الإسرائيلي لتمكينه من مواجهة خطر التنظيمات الجهادية العاملة في سورية مستقبلاً. وحثّت "معاريف" قيادة الجيش على تكثيف الاستثمار في بناء وحدات خاصة قادرة على تنفيذ عمليات خاطفة في عمق الأراضي السورية وقت الحاجة.

وفي تحليل نشرته في عددها الصادر، يوم 18 يونيو/حزيران الماضي، أشارت الصحيفة إلى أن وجود عدد كبير من التنظيمات التي تقاتل نظام الأسد، يفرض على الجيش الإسرائيلي إعادة بناء القوة لديه بشكل يمكّنه من العمل ضد كل تنظيم، يمكن أن يعمل على استهداف إسرائيل بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. وأوضحت "معاريف" أن الجيش لا يمكنه مواجهة هذا التحدي عبر الاعتماد على فرق أو ألوية عسكرية كبيرة، بل على وحدات خاصة قادرة على تنفيذ عمليات سريعة. واعتبرت الصحيفة أنه يتوجب على الجيش الإسرائيلي الاستفادة من عملية الاغتيال التي نفّذتها وحدة "دلتا" التابعة للجيش الأميركي قبل شهرين، التي استهدفت مسؤول الأموال في (تنظيم الدولة الإسلامية) "داعش" شمال شرق سورية.

وتوقعت الصحيفة، أن تلجأ بعض تنظيمات المعارضة السورية إلى إطلاق الصواريخ على المدن الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، بمجرد أن يتم إسقاط النظام، مشيرة إلى أن هناك حاجة لردع هذه التنظيمات عبر "لسع وعي" قياداتها، من خلال تنفيذ عمليات، خصوصاً في عمق الأراضي السورية. واعتبرت الصحيفة أن أداء الجيش خلال الحرب على غزة، يدلّ على أن هناك خللاً كبيراً في عمل الوحدات الإسرائيلية الخاصة.

اقرأ أيضاً: خلط أوراق سورية بمباركة إسرائيلية

وكشفت الصحيفة النقاب عن أن خيبة أمل سادت في هيئات الجيش القيادية، عندما فرّ عناصر وحدة الكوماندوس البحري، التي تعرف بـ "القوة 13" أمام عناصر "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حركة حماس"، عندما تم إنزالهم قبالة ساحل السودانية، شمال القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن يقظة عناصر "كتائب القسام" أربكت عناصر "القوة 13"، التي تعد أكثر وحدات النخبة تخصصاً في شنّ العمليات الخاصة في "عمق أرض العدو".

يُذكر بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بعدد من الوحدات المتخصصة في تنفيذ عمليات الاغتيال الموضعية، مثل وحدة "سييرت متكال"، التي سبق لها أن نفّذت عمليات اغتيال في حق شخصيات مهمة، كتصفية الرجل الثاني في "حركة فتح"، خليل الوزير (أبو جهاد)، عام 1988 في تونس، وتصفية الجنرال السوري، محمد سليمان، في طرطوس عام 2002، واختطاف أحد قادة "حركة أمل" اللبنانية، سابقاً، مصطفى الديراني، عام 1986.

وكان البرفسور حاييم آسا، الذي يعتبر من آباء الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي والجنرال المتقاعد، يديديا يعاري، القائد الأسبق لسلاح البحرية، قد أصدرا أخيراً كتاباً يتعلق بمتطلبات مواجهة التنظيمات الجهادية العاملة في سورية في الوقت الحالي. وشدد آسا ويعاري في كتابهما الذي جاء بعنوان "العقيدة القتالية الجديدة، مبادئ المناورة المشتتة"، على أنّ طابع التنظيمات الإسلامية، لا سيما تلك العاملة في سورية، ينسف صورة العدو الكلاسيكي الذي تمثله الدول، مما يستدعي تغيير نمط الاستعدادات العسكرية في إسرائيل لمواجهته. وشدد الكاتبان على ضرورة التوسع في تشكيل الوحدات الخاصة لتمكين الجيش من القيام بجهد حربي في مناطق عدة في الوقت عينه.

اقرأ أيضاً: جهود منع استغلال تل أبيب ودمشق ورقة الموحدين السوريين

المساهمون