الجزائر: دعوات لإنشاء مستشفى متطور لعلاج السرطان

04 يوليو 2017
الهدف تقديم المساعدة لمرضى السرطان (فيسبوك)
+ الخط -
"ما أجملها المعارك التي نخوضها من أجل الظفر بحياة أخرى.. تشبه البعث"، هكذا كتبت الإعلامية الجزائرية فاطمة حمدي وهي تعيد إحياء فكرة إنشاء مستشفى كبير لعلاج مرض السرطان في الجزائر، وهي نفس الفكرة التي عرضتها عام 2015، عندما تم اختيارها من طرف الأمم المتحدة في الشرق الأوسط سفيرة الأمل في الجزائر، لأنها ترى أن "المرضى بالسرطان في الجزائر يعانون ويحتاجون إلى مستشفى كبير وليس فقط مراكز تعدّ على رؤوس الأصابع".

أحيت حمدي الفكرة بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكثيرين الانخراط فيها وأرفقتها بوسم "الشعب يريد مركز لعلاج السرطان بالجزائر"، لافتة إلى أن المعاناة لا يمكن للكلمات أن تصفها خصوصا أن الكثيرين يئنون في صمت ويكابدون جرعات الانتظار للحصول على علاج.

وتوجد في الجزائر ستة مراكز لعلاج السرطان عبر عدة مناطق جزائرية، لكنها لا تكفي لسد مطالب الآلاف من المرضى خصوصا أن الكثيرين ينتظرون أدوارهم للحصول على استشارة طبية فقط، عندما يتضح وجود المرض الخبيث في جسدهم لتبدأ رحلة المعاناة اليومية للعلاج.

يقول السيد نور الدين بن عرمة لـ"العربي الجديد": "معاناتي بدأت قبل سنة ونصف، قدمت من منطقة أدرار في أقصى الجنوب الجزائري للعلاج في العاصمة، ولكم أن تتخيلوا المسافة التي أقطعها للعلاج، هذا إن وجدت مكانا أو سريرا في مركز علاج السرطان "بيار ماري كوري" بمستشفى مصطفى باشا الجامعي".

ويوضح المتحدث أنه في بعض الأحيان يصاب باليأس ويتمنى الموت حتى لا يكابد الألم"، "تصوروا معي تلك المعاناة وأنا أنتظر خروج ممرضة أو ممرض ليعطيني التحاليل، وتخيلوا كيف أدخل عند طبيب يقول لي مثلا، تحتاج إلى علاج بالكيميائي، إنه فظيع وصعب جدا وقاتل بالجرعات كل مرة".



الكثيرون انتفضوا ضد السرطان ولم ينقطع أملهم في العلاج، فطالبوا بعناية خاصة من هذا الداء الخبيث الذي يحصد الأرواح بشكل يومي، لأسباب متعددة بحسب المختصين، فمنها ما يرتبط بالمأكولات واستعمال المبيدات، وهناك من يربطها بانتشار البيوت الجاهزة ومخاطر مادة الأميونت، بالإضافة إلى الضغوطات اليومية في شتى مجالات الحياة.

مليكة حجري (62 سنة)، تنتظر الحصول على مفتاح شقة طيلة 29 سنة كاملة، عاشت بين جدران غرفة، وأكل جسدها الصدأ والرطوبة هي اليوم قابعة في مستشفى البليدة، غرب العاصمة الجزائرية، قادمة من منطقة الشطية ولاية الشلف، حيث يتعذر عليها العلاج في منطقتها لعدم توفر وسائل العلاج.

تضطر مليكة إلى المبيت في  مقر لجمعية خيرية حتى تتابع العلاج، وتقول لـ"العربي الجديد"، هنا وجدت زميلات وصرنا شركاء في الهم، لكنني كلما أتذكر يومياتي أفضل لو كان الموت أسرع المرض يأخذ مني كل يوم جزءا من جسدي، دون أن أتمكن من تحقيق حلم الحصول على بيت في الدنيا فلربما أحصل عليه في الآخرة".



وبنبرة من الأسى والحزن، تتساءل "ألا تستطيع السلطات الالتفات إلى معاناتنا، وتخصيص مراكز ومستشفيات قريبة للعلاج، عوض بناء قاعات للرقص والغناء"؟  أليس هناك أولويات وتلبية حاجات هؤلاء المواطنين البؤساء"؟

دعوة مليكة تنضم إلى دعوات كثيرة وجهتها جمعيات عديدة للمطالبة بإنجاز مركز متطور لعلاج السرطان في الجزائر، ومبادرات أطلقتها عشرات الناشطات من أجل التحسيس بمخاطر داء السرطان وأهمية الكشف المبكر عنه، وخصوصا سرطان الثدي لدى النساء الذي انتشر بكثرة، حيث تسجل الجزائر 50 حالة من مرضى السرطان يموتون يوميا فيما 110 آلاف مريض بالسرطان ينتظرون العلاج في الجزائر، فيما تسجل 35 ألف إصابة سنويا.

بالأرقام أيضا، ذكرت وزارة الصحة الجزائرية أن البلاد تضم 13 جهازا للعلاج بالأشعة فقط وهو ما يلبي احتياجات 8 آلاف مريض فقط، لافتة إلى أن علاج المرضى في مختلف مناطق الوطن يحتاج إلى57 جهازاً، وخصوصا في المناطق الداخلية وجنوب البلاد، ويتعذر على المرضى التنقل نحو العاصمة الجزائرية لمتابعة التشخيص وتلقي العلاج.

 

دلالات
المساهمون