29 يونيو 2014
دعه يحكم .. دعه يفشل
... وفاز عبد الفتاح السيسي، بحكم مصر، بعد نزهة انتخابية من دون منافسين، ولا حتى ناخبين؛ فاز الرجل الذي أصبح مشيراً من دون حرب، ومرشحاً من دون برنامج، ورئيساً من دون ناخبين.
أصبح المشهد المصري، الآن، أكثر عبثية من مسرحية بكالوريوس في حكم الشعوب للروائي علي سالم؛ فالسيسي، فاز في انتخابات حلت فيها الأصوات الباطلة في المركز الثاني، متقدمة على المرشح اليتيم الذي قرر أن ينافس، أو أن لا ينافس إن شئنا الدقة! ما يعني ببساطة أنه، وفقاً لهزلية ما يحدث، كان يمكن أن تجري في مصر، ولأول مرة في العالم، انتخابات للإعادة بين مرشح رئاسي وأصوات باطلة رافضة له!
ليس مشهد أيام الانتخابات المشهد الهزلي الوحيد، فقد سبقته مشاهد هزلية عدة، مثل تصريح قائد الانقلاب العسكري في مصر، السيسي، تعليقاً على محاولة خليفة حفتر، عندما أعلن انقلاباً تليفزيونياً في ليبيا وفشل، إن مصر مع الشرعية، ولا يمكن أن تدعم انقلاباً على سلطة منتخبة!
ذلك المشهد البليغ، حين دعا المرشح السيسي، الذي نشرت جريدة الوطن أن ثروته، وهو موظف حكومي، تبلغ 30 مليون جنيه مصري (بررها بأنها إرث عن تجارة والده)، المصريين أن يتقشفوا لمصلحة مصر، بإجراءات اقتصادية مدروسة بدقة وعناية، مثل أكل ربع رغيف، بدل رغيف، أو استخدام مصابيح إضاءة موفرة، وتوجه طلاب الجامعات إلى قاعات الدرس مشياً، والاستغناء عن ركوب المواصلات، بغض النظر عن أن مصر مساحتها مليون كيلومتر مربع، وفيها 19 جامعة حكومية فقط!
أما أكثر المشاهد متعةً وإثارة فهو مشهد اختياره النخبة الجديدة، المحيطة به، مثل اختياره إبراهيم محلب، رئيساً للوزراء، بعد أن أخلت المحكمة سبيله، بعد أن رد 4 ملايين جنيه، إثر اتهامه في قضايا تربح، من موقعه رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب السابق، فضلاً عن استمرار تورطه في قضية القصور الرئاسية، والتي دين فيها حسني مبارك، بثلاث سنوات سجناً؛ وإحاطة نفسه برموز وقامات إعلامية، مشهود لها بالنزاهة والاستقامة والموضوعية، لن أذكرهم، لأن الله حليم ستار.
ولا يمكن أن ينكر إلا جاحد بعد النظر الاقتصادي لدى السيسي، ما تجلى في إسناده كل تعاقدات الدولة، بالأمر المباشر للجيش، وهو قرار كان بمثابة استجابة مباشرة لمطالب الكفيل الإماراتي، بعد أن ربطت الإمارات منحها بتنفيذ الجيش تلك المشاريع، وهو ما مثل ضربة قاصمة للقطاع الخاص الذي بات هزيلاً ومنهكاً بالفعل، بعد ثلاث سنوات من التأرجح السياسي، وهو ما لاحظه السيسي، بذكاء رجل المخابرات، فعقد اجتماعاً مع كبار أصحاب رؤوس الأموال في مصر، ليزف لهم بشرى أن مصر في أزمة، وتحتاج تريليون جنيه؛ وأنه شفقةً برجال الأعمال، لن يطلب سداد التريليون كاملاً، ولكن فقط 100 مليار جنيه من الموجودين في الاجتماع، ثم طمأنهم في نهاية الاجتماع أن هذا أمر، وليس طلباً!
على المستوى العلمي، نافس السيسي، مدرسة السحر في روايات هاري بوتر؛ إذ (أفرزت) عقول علمائه جهاز أريال تليفزيون داخلي، تشير به إلى مريض الإيدز أو الالتهاب الكبدي، فيتحول المرض إلى مكون بروتيني، تماثل قيمته الغذائية صباع كفتة، على حد تعبير اللواء أركان حرب المعالج بالبخور والأعشاب صانع الجهاز.
وفيما يخص العدالة الاجتماعية، استهل رئيس وزراء السيسي حكم السيسي، منقذ الفقراء والغلابة، بتخفيض دعم السكن إلى النصف، والطاقة والمحروقات إلى الثلثين والتأمين الصحي إلى نحو الثلثين!
ولا يمكن أن ننسى زهوه العسكري، وهو يهدد في إحدى جلساته، أنه سيجتاح الجزائر في ثلاثة أيام، في حال تصدت لطموحاته بالتوغل شرقاً نحو نفط إقليم برقة، في حين أن الرجل لو قرر نقل جزء من قواته نحو صعيد مصر عبر ميدان الجيزة، ففي الأغلب لن ينجح في اجتياز الميدان المكدس، قبل مرور يوم ونصف على الأقل!
يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت هزلية كثيرة للمصريين وللمنطقة، وكل ما علينا أن نوفر مناخاً آمنا للرجل، لكي ينفذ خططه الطموحة، فكل يوم يمر هو يوم عليه.
دعوه يحكم .. دعوه يفشل.
أصبح المشهد المصري، الآن، أكثر عبثية من مسرحية بكالوريوس في حكم الشعوب للروائي علي سالم؛ فالسيسي، فاز في انتخابات حلت فيها الأصوات الباطلة في المركز الثاني، متقدمة على المرشح اليتيم الذي قرر أن ينافس، أو أن لا ينافس إن شئنا الدقة! ما يعني ببساطة أنه، وفقاً لهزلية ما يحدث، كان يمكن أن تجري في مصر، ولأول مرة في العالم، انتخابات للإعادة بين مرشح رئاسي وأصوات باطلة رافضة له!
ليس مشهد أيام الانتخابات المشهد الهزلي الوحيد، فقد سبقته مشاهد هزلية عدة، مثل تصريح قائد الانقلاب العسكري في مصر، السيسي، تعليقاً على محاولة خليفة حفتر، عندما أعلن انقلاباً تليفزيونياً في ليبيا وفشل، إن مصر مع الشرعية، ولا يمكن أن تدعم انقلاباً على سلطة منتخبة!
ذلك المشهد البليغ، حين دعا المرشح السيسي، الذي نشرت جريدة الوطن أن ثروته، وهو موظف حكومي، تبلغ 30 مليون جنيه مصري (بررها بأنها إرث عن تجارة والده)، المصريين أن يتقشفوا لمصلحة مصر، بإجراءات اقتصادية مدروسة بدقة وعناية، مثل أكل ربع رغيف، بدل رغيف، أو استخدام مصابيح إضاءة موفرة، وتوجه طلاب الجامعات إلى قاعات الدرس مشياً، والاستغناء عن ركوب المواصلات، بغض النظر عن أن مصر مساحتها مليون كيلومتر مربع، وفيها 19 جامعة حكومية فقط!
أما أكثر المشاهد متعةً وإثارة فهو مشهد اختياره النخبة الجديدة، المحيطة به، مثل اختياره إبراهيم محلب، رئيساً للوزراء، بعد أن أخلت المحكمة سبيله، بعد أن رد 4 ملايين جنيه، إثر اتهامه في قضايا تربح، من موقعه رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب السابق، فضلاً عن استمرار تورطه في قضية القصور الرئاسية، والتي دين فيها حسني مبارك، بثلاث سنوات سجناً؛ وإحاطة نفسه برموز وقامات إعلامية، مشهود لها بالنزاهة والاستقامة والموضوعية، لن أذكرهم، لأن الله حليم ستار.
ولا يمكن أن ينكر إلا جاحد بعد النظر الاقتصادي لدى السيسي، ما تجلى في إسناده كل تعاقدات الدولة، بالأمر المباشر للجيش، وهو قرار كان بمثابة استجابة مباشرة لمطالب الكفيل الإماراتي، بعد أن ربطت الإمارات منحها بتنفيذ الجيش تلك المشاريع، وهو ما مثل ضربة قاصمة للقطاع الخاص الذي بات هزيلاً ومنهكاً بالفعل، بعد ثلاث سنوات من التأرجح السياسي، وهو ما لاحظه السيسي، بذكاء رجل المخابرات، فعقد اجتماعاً مع كبار أصحاب رؤوس الأموال في مصر، ليزف لهم بشرى أن مصر في أزمة، وتحتاج تريليون جنيه؛ وأنه شفقةً برجال الأعمال، لن يطلب سداد التريليون كاملاً، ولكن فقط 100 مليار جنيه من الموجودين في الاجتماع، ثم طمأنهم في نهاية الاجتماع أن هذا أمر، وليس طلباً!
على المستوى العلمي، نافس السيسي، مدرسة السحر في روايات هاري بوتر؛ إذ (أفرزت) عقول علمائه جهاز أريال تليفزيون داخلي، تشير به إلى مريض الإيدز أو الالتهاب الكبدي، فيتحول المرض إلى مكون بروتيني، تماثل قيمته الغذائية صباع كفتة، على حد تعبير اللواء أركان حرب المعالج بالبخور والأعشاب صانع الجهاز.
وفيما يخص العدالة الاجتماعية، استهل رئيس وزراء السيسي حكم السيسي، منقذ الفقراء والغلابة، بتخفيض دعم السكن إلى النصف، والطاقة والمحروقات إلى الثلثين والتأمين الصحي إلى نحو الثلثين!
ولا يمكن أن ننسى زهوه العسكري، وهو يهدد في إحدى جلساته، أنه سيجتاح الجزائر في ثلاثة أيام، في حال تصدت لطموحاته بالتوغل شرقاً نحو نفط إقليم برقة، في حين أن الرجل لو قرر نقل جزء من قواته نحو صعيد مصر عبر ميدان الجيزة، ففي الأغلب لن ينجح في اجتياز الميدان المكدس، قبل مرور يوم ونصف على الأقل!
يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت هزلية كثيرة للمصريين وللمنطقة، وكل ما علينا أن نوفر مناخاً آمنا للرجل، لكي ينفذ خططه الطموحة، فكل يوم يمر هو يوم عليه.
دعوه يحكم .. دعوه يفشل.