دروس باكستانية لمواجهة التحرش

28 فبراير 2014
التربية الجنسية في باكستان
+ الخط -
قامت إحدى المدارس الإعدادية بقرية جوهرام بانهوار في منطقة "جوشي"، التي تبعد 300 كم عن العاصمة الباكستانية كراتشي، بتخصيص دروس لتعليم الفتيات، طرق مواجهة التحرش الجنسي، والذي يعد أمرًا مستحدثًا وغريبًا بالنسبة لفتيات يعشن في مجتمع محافظ شبه منغلق.

وفي إحدى صفوف هذه المدارس تجلس فتيات صغيرات بحجابهن الأبيض الأنيق، وأنظارهن مشدودة باهتمام إلى لوحة تمسكها مدرسة التربية الجنسية، وتقول: "إذا ما حاول أحد ما لمسَكن بشكل غير لائق، في أماكن غير لائقة،  ماذا عليكن فعله؟"، ردت  الأولى: "سوف أصرخ بقوة"، وردت ثانية "سأعضه" وصرخت ثالثة "سأخذشه بأظافري وبقوة".

 كان هذا نمودجا لأحد دروس التربية الجنسية، لتثقيف الفتيات، التي بدأت تنتشر في المجتمعات الريفية الباكستانية،  ذات الغالبية المسلمة المحافظة.  

وتضم المدارس الثمانية في قرية جوهرام بانهوار700 طالبة، تشرف على تعليمهن منظمة "شاد أباد"، التي أدخلت التنثقيف الجنسي، الذي يبدأ في سن الثماني وحتى سن البلوغ، إلى جانب الإلمام الأساسي بالقراءة والكتابة والمهارات العددية من خلال برامج تعليمية غير رسمية مختلفة.

وبادلت هذه المنظمات ومؤسسة أخرى غير حكومية تدعى "مؤسسة الحياة والامل" وعشر منظمات أخرى تدعمها منظمة "يونيسيف" إلى التثقيف الجنسي، والرعاية والاهتمام بالاطفال الذين يُستغلون جنسيا بشكل تجاري، أو المعرضين لخطر الاستغلال، بعد أن تكررت الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال.

وتشير التقديرات إلى وجود قرابة 20,000 طفل معرض للاستغلال الجنسي تجارياً في لاهور، أكبر ثاني مدينة في باكستان. ونحو تسعة الاف طفل يعملون بالفعل في مجال الجنس، بالإضافة إلى أطفال من أسر لعاملين في مجال الجنس، ومن أسر مهمشة وفقيرة يتم استبعادهم غالباً من المدارس العادية بسبب الفقر.

وتوفر هذه المراكز وغيرها تعليما مجانيا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17 عاماً دروساً في القراءة والكتابة بعض المواد الاساسية،  من خلال برامج تعليمية غير رسمية مختلفة.

المساهمون