دروس أنجلينا جولي

28 سبتمبر 2016

أنجلينا جولي لن تلاحق براد بيت بمطالب مادية

+ الخط -

هل يعتبر خبر طلاق أنجلينا جولي وبراد بيت صادماً لعشاق النجميْن، لأنهما اتخذا من قصة حبهما مثالاً ومثلاً، فظل الرجال وهم يبحثون عن فتاة الأحلام يردّدون مقولة: كوني مثل أنجلينا. وتمنت النساء أن يحظين بمثل "برادها"، لأن قصة حب بين نجمين عالميين تكون كالشمس الساطعة، في وقت نعتقد أن بيوتنا البسيطة تخلو من الحب والرومانسية.

لدى أنجلينا الفنانة العالمية الحسناء محطات مهمة في مسيرة حياتها. ولن نستطيع ترتيبها حسب أهميتها، لأن كل ما قامت به يعتبر مهماً، ويستحق التأمل فأنجلينا ذات دور إنساني كبير، ترك أثره على صحتها ووزنها وشهيتها للطعام، وإن اختلفت الأقاويل والتفسيرات الطبية حول نحافتها الزائدة، لكنها قالت: أنقص وزني، لكي يشعر العالم بالجياع من حولنا، لكن الحقيقة أن أنجلينا التي تقوم بدور إنساني، لا مثيل له، في أماكن ساخنة بعيدة، حيث الفقر والجوع وضحايا الحروب والصراعات السياسية، وحيث يكون الإنسان أقرب إلى الموت، وجدت نفسها قريبةً من الموت أيضاً، لأن البشر الذين تلتقي بهم هم أموات في صورة أحياء. وربما كان إقبالها على تبني الأطفال بداية انخراطها في سلك العمل الإنساني، وبداية شرارةٍ تحرّك بذرة الإنسانية بداخلها، والتي ربما أثرت على علاقتها بزوجها، فهي قضت أكثر من ربع عمرها في عملها الإنساني، فبدأ حبها للحياة الهادئة الوادعة يذبل، وتشبثها بالحياة يخبو.

ومن الدروس التي نتعلمها من أنجلينا جولي أنها، حين شعرت أن زواجها من براد بيت، والذي تابع محطات نجاحه جمهورهما لم يعد كذلك، فهو لم يعد قادراً على توفير الأمان النفسي لها ولأطفالها الستة، فقد قرّرت أن تطلب الطلاق، وهذه خطوة جريئة يجب أن تُقدم عليها أية زوجة، حين ترى أن الحياة مع الشريك الذي عاشت معه زمناً قصيراً أو طويلاً لم تعد صالحة للاستمرار، فلا الأطفال يستحقون العيش بين والدين، ضاعت نقاط التلاقي بينهما، ولا هي، كإنسانة وأنثى، تستحق أن تحيا في ضغط نفسي وتوتر عصبي، قد يورثانها المرض، ويدلانها على طريق المهدئات والمسكنات، لرعبها من لقب مطلقة. وحتى لو كانت مجتمعاتنا العربية لا ترحب بتعدد الأزواج بالنسبة للمرأة، وتصف من تفعل ذلك بأنها ليست "بنت عيشة"، فالأجدر بالمرأة العربية ألا ترضى بوصف "الزوجة المغلوبة على أمرها"، أو حتى الزوجة المضحوك عليها، وهي التي ترضى بزوج خائن، لكي تحافظ على بيت العنكبوت، أقصد بيتها.

وأنجلينا طلبت الطلاق من زوجها، وأعلنت أنها ستحتفظ بحضانة الأطفال مع السماح للأب بزيارتهم، لأن من حقهم أن يعيشوا مع مصدر الأمان والاستقرار، بعد أن تردّد أن براد يعاملهم معاملة سيئة، حين تذهب الكحول بعقله. وكم من الأطفال عاشوا في ظل أب مدمن أو سكّير أو سيئ الخلق، وخرجوا إلى الحياة مرضى ومعقدين وناقمين، لأن الأم لم تمتلك الجرأة لكي تنهي هذه العلاقة، ولم تجد قانوناً يساندها، ويحكم بحضانة الأطفال للطرف الأكثر أمناً لسلامتهم وأمانهم النفسي واستقرارهم العاطفي.

وأنجلينا أيضاً صرّحت أنها لن تلاحق براد بأي مطالب مادية، كاستحقاقات الطلاق. وهذا يحسب لها، لأن نجماتٍ كثيراتٍ من مثيلاتها حصلن على ملايين الدولارات بعد طلاقهن، فهذا درس صغير من أنجلينا، يمكن أن تتعلمه المرأة العربية، لأن المحاكم التي تشهد النزاعات على الحضانة والنفقة ضاقت ذرعاً بنشر الغسيل القذر والتزوير والتدليس، لكي تحصل المرأة على حقوقها المالية من فم الأسد، ولكي يبخسها الزوج السابق حقوقها. وفي النهاية، تترك هذه المعارك التي تستمر سنوات أثرها سلباً على مستقبل الطرفين، وعلى أطفالهما، ضحايا هذا الزواج.

مع تحفظاتٍ كثيرةٍ على تاريخ أنجلينا، ومنها أنها قد تكون في نظر كثيرين "خطافة رجالة"، مثلما وُصفت صبوحتنا، لكنها هزت قاعدة واهية بأن زواج الحب يدوم. ولذلك، على الكثيرات ألا يثقن بالرجال، لأنهم فعلاً مثل الماء في الغربال.

 

 

دلالات
سما حسن
سما حسن
كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة لغات.