بعيداً عن الكليشيهات المتداولة موسيقياً حول التقاء الشرق بالغرب، والمزج أو الخلط بينهما في عملٍ واحد، أصدرت الفنانة التونسية درصاف الحمداني، بداية العام الجاري، ألبوماً بعنوان "باربارا – فيروز"، ستقدّم بعضاً من أغانيه اليوم، عند التاسعة مساءً، في "ميوزك هول" في بيروت.
على الصعيد الأكاديمي، تعمل الحمداني كباحثة موسيقية؛ ما يُتيح لها فهماً خاصّاً لقدرتها على استضافة الفنانتين في عملٍ واحد، تؤدّي فيه أغانيهما من دون محاولة ليّ عنق الطبيعة الموسيقية التي تخصّ كل منهما لتظهرا وكأنهما متّسقتان.
ما عملت عليه الفنانة في ألبومها هو محاولة رصد مساحات الالتقاء بين فيروز وباربارا في صوتها، مركّزةً على بعض التقاطعات التي يمكن أن يُتيحها التوزيع الموسيقي والتقاء الثيمة التي تشترك فيها بعض الجُمل اللحنية بين الفنانتين، من دون أن تبالغ في التوزيع.
يُمكن أن نلاحظ هذا، مثلاً، في أدائها لأغنية "البنت الشلبية"؛ حيث الغيتار يظل مرافقاً لها، إلى جانب منحها مساحاتٍ ارتجالية لآلة الكمان. اللافت أيضاً، أن أغنية "قل، متى ترجع؟" (Dis, quand reviendras tu) لباربارا، اتّسقت جملها الموسيقية مع الجملة الشرقية؛ فبدأتها بتقاسيم على التشيلّو الذي ظلّ يرافقها بجمل عربية، قبل أن يدخل الغيتار.
تتلمّس الحمداني، إذن، في عملها تلك المساحات المشتركة بين نوعين موسقيين مختلفين، محاولةً أن تُقارب بعض الجمل بينهما، مستغلّةً التوزيع وإمكانياته في تقديم طابع موسيقي خالٍ من التصنّع أو الادّعاء.
اقرأ أيضاً: حورية عايشي: سيّدة الأوراس